كل سنة نتذكر معها انهيار سوق الأسهم والذي تراجع من مستويات تقترب من 21 ألف نقطة إلى ما دون 5 آلاف نقطة. أول سؤال للجميع من المسؤول عن الانهيار؟ وكأن هناك شخصا أصدر قرارا بأن سوق الأسهم عليه أن ينهار، وهل كان قرار هيئة سوق المال بتغيير نسبة التذبذب "فجأه" من %10 إلى 5%؟ ومن بعدها بدأ الانهيار كشرارة وليس سبباً وحيداً. صيغة المؤامرة بأن سوق الأسهم هناك متلاعبون أو نافذون هم من فعل ما فعل، قد تكون غالبة على الجميع لا الكثير. ولكن السؤال لماذا لا يظهر إلا بالخسارة وتكبدها، لم يسأل أحد عن السوق حين كان برحلة الصعود من 10 آلاف حتى وصل لما يقارب 21 ألف نقطة. ولكن يظل السؤال يلح للجميع لا بد من مسؤول عن انهيار السوق؟ فلا أحد سيقول إنني أخطأت أو أتحمل مسؤوليتي، فهل المسؤول "مؤسسة النقد، هيئة سوق المال، المضاربون، المستثمرون، الأنظمة، البنوك التي قامت بإقراض ثم بعدها تصفية المحافظ، أم المحللون وكأنهم مديرو محافظ، أم الجمهور نفسه" من المسؤول؟ استطيع القول الجميع مسؤول عن الانهيار وبنسبة مختلفة ولن احددها ولكن تجتمع في المشرع والجمهور، فلا يوجد طرف واحد مسؤول عن الانهيار الجميع يشارك به ولكن الطاغي أن المتعاملين الأفراد، يصرون على انهم متمكنون من المضاربة والاستثمار بسوق الأسهم فلا يمكن "الغالبية" أدوات فهم السوق بكل حذافيرها ويستسهلون السوق كثيراً. الإنهيار ليس حدثاً جديداً ولا حدثاً غير مألوف، يحدث بكل الأسواق وهي دورة تقارب بين 20 و25 سنة ولا بد أن تمر، سنة حياة يقودها المال والطمع والجشع من الجميع، فالقمم يصنعها المضاربون والقيعان يصنعها المستثمرون، فالأول لا يعرف أي مدى يستمر الصعود والثاني يعرف متى يشتري والحد المقنع والمقبول، السوق علم وخبرة وتجربة ومهارة ووقت وتحليل وفن وصبر ومقارنة وتغيير، خليط من كل شيء، ولكن الخلاصة كيف يمكن لك أن تمزج كل هذا لتتخذ قرار شراء أو بيع. المهارة ليس في قرار الشراء والبيع، ودائما أكرر حين تعرف "متى تشتري وأي شركة وأي سعر" وحدد أهدافك سواءً كانت قصيرة أو بعيدة والأهم أن تستعين بخبرات العارفين والمستثمرين في شركات الأموال والصناديق فهم يحسبون كل شيء ويمكن يقاس الأداء لهم من خلال معايير مختلفة أقلها قارن نتائجهم أخر 3 أو 5 سنوات ماذا فعلوا. ذكرى السوق عبرة وعظه لمن يريد التعلم والاستفادة، ولكنها لن تكون قدمت الحلول كلها فالكثير سيعود كما هو مع أول الارتفاعات وينسون الماضي، ويظل أيضاً هذه سنة حياة وإلا ما ربح الرابحون. ولكن يجب أن يعي المتعامل أن السوق غير ناضج، والرقابة تحتاج الكثير، والمعلومات تحتاج لمزيد من التأكد، ولا يرتهن لأي معلومة طائرة هنا وهناك، وأن يتوقع الخسارة كما يتوقع الربح، ويكون أكثر حضارية حين يربح يقول أنا من فعل واختار، كما حين يحقق الخسارة يقول انا المسؤول لا يبحث عن شماعة وكأنه لا يخطئ أو يتحمل مسؤولية.