بين الاتفاق النادي العملاق الذي تأسس في حي الدواسر بالدمام عام 1364 ه وبين التحدي قصة عشق تاريخي تمتد جذورة الى نحو نصف قرن وارتبط هذا الفريق الشرقاوي خلالها بسلسلة من النجاحات والانجازات الداخلية والخارجية المميزة .. كما قدم للملاعب السعودية اسماء لامعة من النجوم والمدربين وحتى الرؤساء منذ عام 1383ه الذي يمثل بداية رحلة (فارس الدهناء) مع النجاحات الكروية حاملًا لواء التفوق على مستوى أندية المنطقة الشرقية عندما وصل اول نهائي في تاريخه وواجهه عميد الأنديه السعودية (الاتحاد) في عقر داره على كأس سمو ولي العهد وخسر لقلة خبرة وتجربة لاعبيه في النهائيات بستة أهداف مقابل هدفين. ولم ترم به هذه الهزيمة الثقيلة خارج ميدان التحدي اذ سرعان ما أزال لاعبوه آثار هذا الاخفاق ليعودوا بعد عام واحد اصعب مراساً بعدما اشتد عودهم وعزمهم على الثأر لخسارتهم من الاتحاد فكان لهم ما ارادوا في نفس المسابقه حين هزموا العميد في ارضه وبين جماهيره بثلاثية ادخلت الاتفاق واندية الشرقية التاريخ الرياضي باعتبارها أول بطولة كبرى تسجل لأندية المنطقة في موسم 1385ه . التحدي الاتفاقي لأندية الغربية والوسطى استمر بعد ذلك ففي الموسم الذي توج فيه بأول لقب لكأس ولي العهد خسر نهائي كأس الملك بشرف أمام الأهلي وفي العام التالي 1386ه خسر ايضا من الوحدة كأس الملك بفارق هدف لكنه لم يفقد الأمل بالنجاح في هذة المسابقة التي استعصت عليه موسمين متتاليين وكان ضحيته التالية الهلال الذي خسر امامه كأس الملك 1388ه برباعية تاريخية. العشق الاتفاقي للبطولات اخذ بعد ذلك بسنوات منحى آخر حينما وضع نصب عينيه لقب الدوري منذ الانطلاقة الاولى لمسابقته 96-1397ه وحالفه النجاح في النسخة السابعة عام 1403ه وتوج بنكهة تاريخية مميزة اذ حقق البطولة بدون هزيمة كأول ناد يحرز هذا الانجاز المميز بقيادة مدربه الوطني القدير خليل الزياني الذي كان احد نجومه في كأس ولي العهد 85ه وكأس الملك 88ه وشكل دوري 1403ه نقلة نوعية في مسيرة بطولات فارس الدهناء باعتباره الانجاز الاهم الذي مهد للاتفاق تمثيل الاندية السعودية خارجياً وتشريفها بأول انجاز خارجي للكرة السعودية حينما فاز بلقب بطولة اندية التعاون 1404ه امام حامل اللقب العربي الكويتي ثم عزز تفوقه بإنجاز آخر عندما توج ببطولة الاندية العربية ابطال الدوري في نفس العام بقيادة رئيسه الحالي عبدالعزيز الدوسري الذي يتعرض اليوم الى موجة انتقادات حادة ومطالبات تنادي بتركه سدة رئاسة الاتفاق بعد ثلاثة عقود من العمل الدؤوب والجهود المضنية والتضحيات الكبيرة التي ساهمت في رفعة الشأن الاتفاقي.. وبدلًا من المطالبة بتكريمة وهو الشخصية الرياضية المرموقة التي كرمها الاتحاد الاسيوي لكرة القدم بالنجمة الفضية قبل اربعة اعوام تقديرا لجهوده في خدمة الكرة الآسيوية من خلال نادي الاتفاق الذي بدأت تعلو اصوات المطالبين في اروقته برحيله .. فما هكذا تقابل تضحيات الدوسري وخدماته الجليلة لناديه بالاساءة لشخصية مرموقة نذرت نفسها لخدمة الاتفاق بكل ما تملك وقادته لتحقيق انجازات تاريخية محلية وخارجية يا ابناء فارس الدهناء ؟