تبذل وزارة الشؤون البلدية والقروية جهودا كبيرة مشكورة في تنظيف وتجميل المدن ورفع القاذورات والنفايات من الشوارع والميادين ومن امام المنازل لتكون مدننا في اجمل صورة وابهى حلة. ولكن المتابع لتلك الجهود يجد ان بعض المحلات التجارية والمطاعم وبعض المنازل تقوم مع الاسف برمي بقايا الاكل والاطعمة في صناديق المهملات ومواطن القذارة دون ان تحترم تلك النعمة او ترفعها عن الوقوع بين تلك الاماكن النتنة والسيئة. ولذلك يجد المتابع الكريم ان صناديق القمامة التي تضعها البلديات في الشوارع قد احتوت مع الاسف على اصناف الاكل واشكال الاطعمة والتي بعضها لازال صالحا للأكل وتم رميه بين تلك القاذورات دون مخافة من الله او خشية من ان يحل بنا ماحل بالدول المجاورة التي داست الاطعمة وامتهنتها واحتقرتها وهاهي الآن تبحث عن كسرة خبز يابسة فلا تجدها. والادهى والامر هنا ايها القارئ الكريم ما ترميه قصور الافراح اواخر كل مناسبة من اشهى انواع الاكل وافضل الاطعمة في تلك الصناديق المليئة بالنتن والقاذورات لتختلط تلك النعمة بآلاف الاوساخ والقاذورات في منظر مؤسف ومؤلم ويدل على امتهان النعمة واحتقارها مع الاسف. لذلك فإنني اطرح اقتراحا متواضعا هنا وارجو ان يعيره المسؤولون في وزارة الشؤون البلدية الاهتمام الذي يستحقه وهو ان يتم وضع صناديق خاصة ببقايا الاطعمة والخبز والفواكه في كل شارع وعند بعض المطاعم والاستراحات وقصور الافراح من مدننا العزيزة ليضع الناس فيه بقايا الاكل ويتم نقلها عبر سيارة خاصة الى خارج المدن وتوضع في مكان منبسط وبعيد عن الاهانة لتتغذى عليها الحيوانات والطيور ولتكون في مكان محترم ومقدر وبهذا الشكل نكون قد ساهمنا في تكريم تلك النعمة وحفظناها ان شاء الله من الزوال ونحصل في نفس الوقت على اجر كبير في اطعام آلاف الدواب والطيور التي تحوم حول المدن والقرى ولا تجد ماتقتات عليه. وقد يرى البعض ان هذا الامر يصعب تنفيذه او تطبيقه ولكن ارجو ان تبدأ الوزارة بتنفيذه كمرحلة اولى على إحدى المدن وسيرى الجميع تعاون الاهالي مع هذه الفكرة لان الجميع يتألم لمنظر الاكل وهو مرمي بين القاذورات والنجاسات . والبعض يريد ان يحفظ تلك النعمة ويكرمها ولكن ضغوط الحياة وتسارع الاعمال يقفان حائلًا دون ان يخصص شيئا من وقته لحفظ تلك النعمة وتكريمها. لذا فارجو من سمو وزير الشؤون البلدية والقروية ان يهتم بهذا الامر ويطرحه للنقاش والتنفيذ في وزارته وهو رجل عرف عنه الصفات الحميدة والاخلاق العالية وهو عندما يعتمد مثل هذا الامر يكون قد ساهم في حفظ هذه النعمة وسعى لدوامها واستدامتها وله إن شاء الله الاجر الكبير.