الهذلول تكشف قصص الشقحاء فنياً تجربة المبدع محمد الشقحاء القصصية موغلة في مسيرة الأدب في المملكة حيث نافت هذه التجربة على الأربعين عاماً، وقد أثمرت هذه التجربة الشخصية على إحدى عشرة مجموعة قصصية، الأمر الذي جعله هدفا للدارسين، واليوم يصدر كرسي الأدب السعودي التابع لجامعة الملك سعود والذي يشرف عليه الناقد الدكتور صالح معيض الغامدي كتاباً هاماً يقدم رؤية جديدة لتجربة الشقحاء القصصية، وحمل عنوان "البناء الفني في القصة القصيرة عند محمد الشقحاء" للباحثة وفاء صالح الهذلول. تقول المؤلفة في مقدمتها: "إن القاص الشقحاء أحد الأعمدة التي يرتكز عليها الأدب السعودي في مجال القصة القصيرة الإبداعية وكونه أخلص لهذا الفن وله شمولية العطاء الإبداعي في التأليف والكتابة". الباحثة الهذلول وقفت في كتابها عند جملة مباحث هامة أبرزها: مفهوم التكنيك الفني والبنية السردية وأنساقها، كما تناولت في قصص الشقحاء، ثنائية الاتجاه الفني من حيث تراوحها بين الرومانسية والواقعية والرمزية والواقعية أيضاً، إضافة إلى دراستها للشخصية في قصص الشقحاء مثل مصادر الشخصية وأنماطها وأسمائها، كما عرجت الباحثة إلى البنيتين الزمانية والمكانية، إلى جانب دراستها للغة الشقحاء وظواهرها وأسلوبه القصصي. السمهري تبرز شاعرية ابن خميس شكلت تجربة الشيخ عبدالله بن خميس الشعرية رافداً هاماً في مسيرة الشعر السعودي حيث نظم جمهرة من القصائد ضمتها ثلاثة دواوين كان أبرزها ديوان (على ربى اليمامة)، وقد أغرى ابن خميس كل من تناول حركة الشعر في المملكة بالدرس والنقد فوقف عند قوافيه جملة من الباحثين، واليوم تقف الباحثة الدكتور هيا بنت عبدالرحمن السمهري عند هذه التجربة الطويلة دارسة وناقدة عبر كتابها الحديث "شعر عبدالله بن خميس.. دراسة فنية موضوعية" والصادر عن كرسي الأدب السعودي التابع لجامعة الملك سعود بالرياض. وقد كان اختيار الباحثة لهذه الشخصية كما تقول: كونه أحد الأصوات الأدبية الفاعلة في المملكة، التي اسهمت في تحقيق مكانة متميزة للأدب السعودي، وقد كان اختياري لدراسة نتاجه الشعري تحقيقا لرغبة طالما ألحت علي بالتخصص في مجال الأدب الحديث. نهض الكتاب على تمهيد وبابين تناولت من خلالهما الشعر الوطني والقومي لابن خميس مثل المدح والفخر والقضايا والمناسبات الوطنية والعربية والإسلامية، كما توقفت عند ملامح من شعره الاجتماعي كالإخوانيات والنقد الاجتماعي ومناسباته ثم عرجت السمهري نحو فنون أخرى كالوصف والحكمة والغزل والهجاء والرثاء. في حين ضم القسم الثاني من الكتاب دراسة فنية مهمة تناولت لغته الشعرية ومعجمه الشعري التراثي والمعاصر والمستوى التركيبي، كما حددت الصورة الفنية وروافدها والبناء الفني للصورة، ثم بحثت في موسيقاه الشعرية مبرزة مستوى البحوث والقوافي التي بنى عليها قصائده وكذلك الموسيقى الخارجية والداخلية وتشكيلاتها في النص الشعري، واختتمت المؤلفة كتابها بدراسة لأبنية القصائد والوحدة العضوية. هذا وقد توصلت الباحثة إلى أن شعر ابن خميس يعد تجسيراً للفجوات بين الناشئة وتراثهم المهمش ولذلك تتمثل فيه عيون الشعر بكل محققاتها التراثية.