وصف الكاتب والقاص محمد منصور الشقحاء دراسة الدكتور معجب الزهراني وعنوانها: «القصة القصيرة في المملكة العربية السعودية»، المنشورة ضمن إصدار كرسي الأدب السعودي بجامعة الملك سعود بعنوان: «القصة القصيرة والقصة القصيرة جداً في الأدب السعودي» ب«العبثية». وقال إن الزهراني لم يتقن دور الدارس الواعي، قبل أن يوضح أن هذه الدراسة ليست سوى المقدمة التي توج بها مجلد القصة القصيرة، الذي كلف بإعداده الزهراني نفسه من اللجنة العلمية لموسوعة «الأدب العربي السعودي الحديث» التي أصدرتها دار المفردات بالرياض منذ أكثر من عشرة أعوام. وينتقل الشقحاء من الزهراني إلى الدكتور كوثر القاضي، ليقول إن الدراسة التي صدرت من طريق وزارة الثقافة والإعلام عام 2009 بعنوان: «شعرية السرد في القصة القصيرة» فشلت فيها معدة الدراسة، أي القاضي، في الانتقال من دور الجامعة والناقلة والمنسقة «إلى عتبة الباحثة القادرة على الاستكشاف، مقلدة كما نلاحظ في ما كتبه السلف الدكتور معجب الزهراني في مقدمة مجلد القصة القصيرة بالموسوعة». وقال الشقحاء ل«الحياة» إن (المعدِّة) توصلت «بسذاجة الذي لم يوفق في اقتحام عباب القص إبداعاً وفهماً، فقالت عن أسماء لا نصوص «كوّنوا تياراً مخالف الشعرية في القصة»، وهذه صياغة جديدة، لقول الدكتور معجب الزهراني «اهتزازية الرؤية وغياب الخصوصية والعمق عن تجربته والوجودية معاً» بعد الفشل في اكتشاف مضمون ومتانة النص الذي بين يديه، كمعدّ يرصد تجربة إبداعية قائمة في جزء من موسوعة عامة». وأكد الشقحاء أن الدكتور معجب الزهراني كدارس للقصة القصيرة وباحث في مجالها «فشل كمقدم ومتابع (من هنا أعيد نشر المقدمة بوهم أنها دراسة أخرى) وقد نربطه بفشله كمبدع وإن تفوق كمعلم وأستاذ جامعي»، معتبراً أن الدكتورة كوثر قاضي برسالتها «شعرية السرد» نجحت في الوصول إلى هدفها العلمي، «مع تأكيد فشلها كمبدعة وكدارسة اختارت الموضوع السهل، ولم ترتق إلى مستواه الفني، ففضلت القاع». وفي الكتاب الذي أصدره كرسي الأدب السعودي عام 2013، يلاحظ دراسة للدكتور عالي القرشي بعنوان: «سمات التشكيل في القصة القصيرة في المملكة العربية السعودية منذ عام 2000» أنها سبق أن نشرت في العدد السابع من مجلة «وج» التي يصدرها نادي الطائف الأدبي بعنوان: «القصة القصيرة في السعودية سؤال الحداثة وتنوع التشكيل». وقال إن معجب الزهراني وعالي القرشي «لا يدخلان في صفة الخيانة العلمية التي ارتكبها محررا كتاب «القصة القصيرة والقصة القصيرة جداً» الدكتور حسين المناصرة والكاتبة أميمة الخميس؛ وإنما «ورطا الجامعة في إصدار كتاب يضم نماذج غير مثالية، ودلّسا على المتلقي بتغيير عناوين بعض الدراسات، وكما هي خيانة علمية يتبادر هنا سؤال: «هل أشعر الكاتب بهذا التبديل في العنوان»؟، ويأتي استفهام آخر لما لم يشر في الهامش إلى المصدر المقتبس منه النص؟ وهل من حق المحرر حسين المناصرة وفق آلية نشر كرسي الأدب السعودي إدراج مقالة تحمل اسمه مع المقالات كنموذج مثالي بين نصوص رآها المحرران؟ نأمل أن يكون هذا الإصدار مهماً ومثيراً في مجاله. وتصور الشقحاء أن الجميع هنا «خرج من معطف فرانك أوكونور وكتابه «الصوت المنفرد» ولكن في صورة المسخ، الذي لا شكل له، وهم ( . . . ) يلاحقوننا كمبدعين في مجال القصة القصيرة، حتى نسمع ثرثرتهم، وقد فشلوا في السير على الطريق الذي انتهجه الدكتور منصور الحازمي عراب الدراسات النقدية في مجال القصة القصيرة، وفق منهج علمي حقيقي». وينقل عن أوكونور قوله في كتابه «الصوت المنفرد» من ترجمة الدكتور محمود الربيعي الصادر في 1993: «غير أن الرواية والقصة القصيرة تطوير جذري لقالب فني بدائي ليتفق مع الحياة الحديثة، وليتفق مع الطباعة والعلم والديانات الخاصة، ولا أدري أية إمكانية أو سبب لحلول شيء آخر محلها إلا إذا حدث تحول عام في الثقافة، وحلت محلها حضارة الدهماء». وقال الشقحاء إن هذا القول سجل عام 1962، «فهل نحن اليوم 2013 نعيش فكر الدهماء؛ ما بين يدينا يروج هذا، وقد فشلنا أن نحلل النص القصصي الذي بين يدينا، من خلال واقعه أي المجتمع الذي انطلق منه، فركنا إلى تجميع ما قيل ونسقناه في شكل يوحي بأننا نملك شيئاً لم نتمكن حتى بعد صمتنا من تحديد هويته». وأوضح الشقحاء أنه لم يفكر، «ضمن اهتمامه كمبدع بالقصة القصيرة، كتابة واختيار الموضوع والمضمون، عبر بناء يتحكم في تكوينه في شكل مميز، بما يشغل مساحة كبيرة في تفكيره، أن يناقش ما يكتب عن قصصه، حتى تسنى له الحصول على نسخة من إصدار كرسي الأدب السعودي بجامعة الملك سعود «القصة القصيرة والقصة القصيرة جداً في الأدب السعودي».