دخلت الجزائر منذ الأربعاء في حداد وطني لمدة ثلاثة أيام في أعقاب مقتل 77 عسكريا وذويهم في تحطم طائرة نقل عسكرية "هرقل 130" فوق جبل فرطاس بمنطقة أم البواقي (500 كلم) شرق العاصمة الجزائر وأوعز الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة في برقية نشرتها وكالة الأنباء الرسمية أن يكون يوم الجمعة 14 فبراير يوما للصلاة على أرواح الضحايا في جميع مساجد الجزائر. وأودى حادث تحطم الطائرة الأهم والأكبر في تاريخ الكوارث الجوية في الجزائر إلى مقتل 77 راكبا ونجاة شخص واحد فقط حسب بيان رسمى لوزارة الدفاع الوطني وصل لمكتب "الرياض"، وأوضح البيان أن الطائرة كانت تقّل (74) مسافرا بالإضافة إلى طاقم الطائرة المتكون من أربعة. وأرجع بيان الدفاع أسباب الحادث إلى ظروف جوية سيئة وانقطع معها الاتصال بالطائرة. ودفع الحادث الجوي المؤلم الرئيس بوتفليقة إلى الخروج عن صمته عندما استغل برقية التعزية التي بعثها إلى رئيس أركان الجيش الجزائري الفريق قايد صالح ليوجه رسائل شديدة اللهجة في اتجاه من وصفهم ب"زارعي البلبلة" حيث قال بوتفليقة في البرقية التي بثها التلفزيون الجزائري الرسمي إنه "لا يحق لأحد المساس بمؤسسات الدولة والتكالب على المؤسسات الدستورية" وفيما يشبه الوعيد، قال بوتفليقة إنه لن نتسامح مع أي كان مهما كانت وظيفته أو منصبه أن يعرّض الجيش والمؤسسات الدستورية للبلبلة". وجاء وعيد الرئيس بوتفليقة بعد أيام فقط من التصريحات النارية التي أطلقها عمار سعداني الأمين العام للحزب الحاكم "جبهة التحرير الوطني" ضد الرقم الأول في جهاز المخابرات الجنرال محمد مدين المعروف ب"توفيق" وما تبعها من تراشق بالاتهامات طالت الحياة الشخصية لشقيق الرئيس سعيد بوتفليقة. واعترف الرئيس بوتفليقة في برقية التعزية بالوضع المتعفن الذي يسبق استحقاق الرئاسة المزمع في 17 أبريل المقبل، وقال "لقد اعتدنا على الأجواء التي تخرقها بعض الأوساط قبيل كل استحقاقات لكن هذه المرة وصل التكالب إلى حد لم يصله بلدنا منذ الاستقلال فكانت محاولة المساس بوحدة الجيش الوطني الشعبي والتعرض لما من شأنه أن يهز الاستقرار في البلاد وعصمتها لدى الأمم". وتعد عبارات بوتفليقة الذي لم يتحدث للجزائريين منذ مايو 2012 بسبب وعكته الصحية، إشارة واضحة لما يمكن تسميته ب"التطاحن" الحاصل منذ فترة في الجزائر بين مؤسستي الرئاسة والمخابرات على خلفية ملف ترشح الرئيس بوتفليقة لولاية رابعة، ودخول شخصيات سياسية وعسكرية واستخباراتية في الصراع الذي وصل صدر الصحف الوطنية نيابة عن قيادات في الجيش والمخابرات والرئاسة.