تعتبر الإبل مصدراً غنياً بالعديد من المنتجات الهامة للإنسان (لحمها وحليبها وبولها). ذكر النبي صلى الله عليه وسلم التشافي بأبوال الإبل في حديث قوم عرينة أن ناساً من عكل وعرينة قدموا المدينة على النبي صلى الله عليه وسلم وتكلموا بالإسلام فقالوا يا نبي الله إنا كنا أهل ضرع ولم نكن أهل ريف واستوخموا المدينة فأمر لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بذود وراع وأمرهم أن يخرجوا فيه فيشربوا من ألبانها وأبوالها فانطلقوا حتى إذا كانوا ناحية الحرة كفروا بعد إسلامهم وقتلوا راعي النبي صلى الله عليه وسلم واستاقوا الذود فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فبعث الطلب في آثارهم فأمر بهم فسمروا أعينهم وقطعوا أيديهم وتركوا في ناحية الحرة حتى ماتوا على حالهم، صحيح البخاري. وتوصلت دراسة علمية حديثة أجريت على (حليب الإبل) إلى أن حليب الإبل يعتبر علاجاً فعّالاً لمرضى قرحة الاثني عشر ويمنع حدوث السرطانات المختلفة. وقال الدكتور عبدالوهاب عبدالرزاق الجبوري رئيس قسم الثروة الحيوانية ببلدية أبوظبى إن إعطاء المصابين بقرحة المعدة وجبات يومية تحتوى على حليب الإبل هو علاج فعَّال. حيث أكَّدت البحوث العلمية فعالية حليب الإبل في منع حدوث السرطانات المختلفة في الحيوانات المختبرية والإنسان بسبب فعاليته في منع تكوين مركبات النتروسامينات في الجسم والمسؤولة على إحداث السرطانات كما أنه يعتبر مادة ضد الأكسدة الأمر الذي يساعد في حماية أنسجة الجسم المختلفة من التلف مما يقلّل إصابة الإنسان بالسرطانات المختلفة. وقد تم اكتشاف بروتين خاص في حليب الإبل بفعالية مشابهة لعمل هرمون الأنسولين وبتركيز 40 وحدة لكل لتر حليب، كما لوحظ قابلية حليب الإبل في التقليل من نسبة الكوليسترول في الجسم الأمر الذي يمنع حدوث حالة تصلّب الشرايين في الجسم وبالتالي إصابة الإنسان بأمراض القلب، كما يعتبر حليب الإبل مقوّياً للجسم والبصر. ويتميّز حليب الإبل باحتوائه على نسبة بروتين عالية، حيث تبلغ نسبة (الكازنين) وهو البروتين الرئيسي في الحليب 70 في المئة. كما يتصف بروتين حليب الإبل باحتوائه على نسبة عالية من الالبومين 3.22 في المئة والكلوبيولين 1.22 في المئة مقارنة مع حليب الحيوانات الحقلية الأخرى وقريب جداً من حليب الأم في الإنسان، ويتصف باحتوائه على كمية عالية من الدهون الذاتية 4.33 بالمئه. وبالمقارنة مع حليب الأبقار والأغنام والماعز فإن دهن حليب الإبل يتكون من أحماض دهنية قصيرة التسلسل ما يؤكد أهمية هذا الحليب في تغذية الأطفال. حيث يستخدم الجسم هذه الأحماض الدهنية ذات الذرات القليلة من الكاربون في بناء مركبات دهنية أخرى أسهل من تكسير السلاسل الطويلة الموجودة في الأحماض الدهنية طويلة السلاسل الشيء الذي يفسر حرص سكان الصحراء على تغذية أطفالهم بحليب الإبل وتفضيله على حليب الأم في الكثير من الأحيان. كما يحتوي حليب الإبل على مجموعة كبيرة من الفيتامينات والمعادن مقارنة مع حليب الأم وبقية الحيوانات الأخرى، حيث يحتوي على كلور الصوديوم والفوسفات والكالسيوم والنترات والمغنيسيوم والبوتاسيوم والحديد إضافة إلى مجموعة من الفيتامينات مثل فيتامين (إي وسي ومركبات فيتامين فيتامي). يؤكّد الباحثون على أن حليب النوق يحتوى على نسبة كبيرة من الفيتامينات الذاتية والبروتينات، ويعالج العديد من الأمراض. وأوضح الدكتور عبدالوهاب الجبوري استشاري أمراض الحيوان في بلدية أبو ظبي أن هذا الحليب لا يزال محافظاً على قيمته ليس فقط كغذاء وإنما كدواء حقيقي للعديد من الأمراض، ويعيد الصحة والبنية القوية وقوة العظام والأسنان. ومن غرائب حليب النوق أنه لا يحلب إلا بعد أن يرضع منه الجمل الصغير، حيث لا يمكن أن تتم عملية الحلب إلا بعد استدعاء الحوار للرضاعة أولاً، ثم يتم حلب الناقة، ويوضع حليبها في أوعية معدنية ويشرب ساخناً، وإذا ترك لاحقاً وجب غليه. وأشار الدكتور الجبورى إلى أن حليب النوق يشبه بصورة عامة حليب الأبقار والماعز من حيث القوام الخفيف، وحليب الجاموس من حيث بياضه الناصع، كما أن حليب النوق طعمه حلو ومائل للملوحة لذا يقوم البعض بتحليته بالسكر. بينما ترجع اللزوجة في حليب الإبل إلى احتوائه على أعداد هائلة من الحليبات الدهنية متناهية الصغر، ومن خلال الفحص المجهري لدهن الحليب فقد تبيّن أن سمك أغلفة حبيبات دهنه أكبر من أغلفة حبيبات دهن حليب المزرعة الأخرى مثل الجاموس والأبقار والأغنام والماعز، مما يكسب حليب الإبل صفة المقاومة للأكسدة. (إن في أبوال الإبل وألبانها شفاء للذربة بطونهم) رواه أحمد والذربة هو الداء الذي يصيب المعدة.. إن التحاليل المخبرية تدل على أن بول الجمل يحتوي على تركيز عال من: البوتاسيوم - والبولينا - والبروتينات الزلالية - والأزمولارتي - وكميات قليلة من حامض اليوريك - والصوديوم - والكرياتين. وأوضح في هذا البحث أن ما دعاه إلى تقصي خصائص بول الإبل العلاجية هو ما رآه من سلوك بعض أفراد قبيلة يشربون هذا البول حينما يصابون باضطرابات هضمية - واستعان ببعض الأطباء لدراسة بول الإبل؛ حيث أتوا بمجموعة من المرضى ووصفوا لهم هذا البول لمدة شهرين - فصحت أبدانهم مما كانوا يعانون منه - وهذا يثبت فائدة بول الإبل في علاج بعض أمراض الجهاز الهضمي.