مع كل عام جديد تطرح فيه وزارة الخدمة المدنية حاجتها من خريجي وخريجات التخصصات المختلفة على مستوى المحافظات، يحبس خريجو أقسام التربية الخاصة وعلى رأسهم خريجو مسار صعوبات التعلم أنفاسهم خوفاً من أن يكونوا الأقل نصيباً للوظائف المطروحة "كالعادة" من قبل الوزارة! رغم أن صعوبات التعلم من أكثر برامج التربية الخاصة نمواً، ورغم أن نسبة أعداد الطلاب والطالبات المستفيدين من خدمات برنامج صعوبات التعلم في ازدياد، ومع الحاجة الماسة لخريجي وخريجات صعوبات التعلم لسد الاحتياج، إلا أن عجلة توظيف خريجي القسم تسير ببطء شديد وتتعطل في أحيان كثيرة! والاحتياج الكبير لأخصائيي وأخصائيات صعوبات التعلم يجعلني أتساءل عن تأخر تفعيل برنامج صعوبات التعلم ليشمل جميع مدارس المملكة! لاستيعاب النمو الهائل في أعداد الخريجين والاستفادة من خبراتهم، أضف الى ذلك إن استراتيجية التعيين التي يبدو أن الوزارة تتخذها تقتصر على معلمين ومعلمتين لكل مدرسة! بينما من الممكن رفع العدد الى الضعف أي أربعة معلمين وأربع معلمات لكل مدرسة لاستيعاب أعداد الطلاب وتوزيعهم بتوازن يضمن وصول خدمات البرنامج لكل طالب وطالبة. كما يمكن اللجوء الى بناء مراكز خاصة لذوي صعوبات التعلم تستقبلهم بنظام الدوام الكامل، لتستوعب أعداد الخريجين وتقدم خدمات البرنامج بطريقة متخصصة. فمن المؤسف أن يكون لدينا عاطلون في تخصص يردد الكل بأهميته ويرى الجميع الحاجة الكبيرة لخريجيه وخريجاته بأعداد تصل لأضعاف من هم على رأس العمل لسد الاحتياج.. ماعدا وزارة الخدمة المدنية!