يعاني خريجو بكالوريوس صعوبات التعلم من عدم توفر وظائف لهم بعد حصولهم على وثائق التخرج، رغم الحاجة الماسة إلى أعداد كبيرة من المتخصصين في هذا المجال في كل مدرسة من مدارس المملكة. وطالبوا وزارة التربية والتعليم ووزارة الخدمة المدنية بالنظر في حالهم وتوظيفهم أسوة بغيرهم من أبناء الوطن، وقال الخريج عادل القحطاني: «تخرجت في قسم التربية الخاصة - مسار صعوبات التعلم، والتحقت بهذا القسم من باب الرغبة في مساعدة الأطفال ذوي صعوبات التعلم، وفوجئت - كما فوجئ زملائي - بشح التوظيف في هذا المجال، مع الاحتياج الشديد إلى مثل من هم مختصون في هذا المجال، ونتمنى من الله العلي القدير ثم من المسؤولين عن التوظيف النظر في خريجي التربية الخاصة عامة، وخريجي صعوبات التعلم خاصة». أما زياد الشهري، فقال بأنه اجتاز اختبار المعلمين (قياس) بعد دراسته في جامعة الملك سعود، وأضاف: «لم يكن في بالي خلال فترة دراستي أنني سأكون عاطلاً عن ممارسة ما بذلته طوال أربع سنوات، وبعد ذلك فوجئت بطرح أرقام وظيفية مخجلة جداً عندما تقارن بواقع الاحتياج إلى برامج صعوبات التعلم في مدارسنا طيلة أيام دراستي، لحصولي على درجة البكالوريوس. ولم يَدُر في مخيلتي أنني سأكون رهينة لشبح العطالة، والذي يزيد من حرقتي وشعوري بالأسى أن الاحتياج في ميدان صعوبات التعلم يفوق بالآلاف مَن هم على رأس العمل الآن». الخريج رامي المنصوري: «أنا أحد خريجي جامعة تبوك، وتخصصي تربية خاصة (صعوبات تعلم)، وخريج أول دفعة بجامعة تبوك من هذا التخصص، وأستغرب أن التعيين منذ ثلاث سنوات لا يتعدى 180 معلما»، مبينا أنه اجتاز الكفايات مرتين، وها أنا أدخل السنة الثانية من العطالة التي قتلت آمالي وأحلامي وطموحي». من جهتها أكدت ريما المالكي المتخرجة عام 1430 كأول دفعة بكالوريوس تتخرج في جامعة حكومية في المنطقة الغربية، أكدت عدم اهتمام وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي بهذا القسم، مضيفة أنها الآن يتم توظيفها في مجال آخر بعيد جدا عن تخصصها، مشيرة إلى أن «أعداد الطلبة الذين يعانون من مشكلات التعليم يزداد جدا، وهذا بالتأكيد يزيد من حمل الأهالي في مساعدة أبنائهم نحو النجاح والسير في الطريق الصحيح». أما الخريجة نورة فقالت: «أنا خريجة صعوبات تعلم من جامعة الملك سعود سنة 1430ه بمعدل 4.35 من 5 ومعي ثلاث من صديقاتي جميعنا معدلاتنا أكثر من 4.30 تقدمنا للوظائف في جدارة وجازفنا باختيار مناطق بعيدة، وكل ذلك رغبة في الحصول على الوظيفة, مع ذلك لم تنل إحدانا منها شيئا، وخلال السنوات القليلة الماضية التي دخلنا بها تحت دائرة العاطلين عن العمل قررنا عدم الوقوف مكتوفات الأيدي, ورغبة منّا في تطوير قدراتنا, تقدمنا للعديد من المراكز الأهلية، والكثير منها لم ينصفنا بأوقات دوام طويلة وبراتب قليل لا يتناسب مع مجهود المعلم العادي, فما بالك بمعلم تربية خاصة وجميعنا يعرف المجهود والضغوط التي تواجه معلم التربية الخاصة». من جانبه أوضح ل(الجزيرة)، المدير التنفيذي للجمعية الخيرية لصعوبات التعلم نايف سليمان الصقر، أن «برنامج صعوبات التعلم في كل مدرسة هو مطلب أساسي لكل ولي أمر تلميذ وتلميذة من ذوي صعوبات التعلم, وهو حق شرعي لذوي صعوبات التعلم»، وتساءل الصقر: «لماذا لا يوجد برنامج صعوبات التعلم في كل مدرسة مع وجود الكادر الجاهز ومدارس شاغرة لهذا البرنامج؟»، مشيرا إلى أن عدد المدارس التي توجد بها برامج صعوبات التعلم (1800) مدرسة يعمل فيها قرابة (3000) معلم ومعلمة تخصص صعوبات تعلم, بمعدل معلمين لكل مدرسة تخدم بها (27.000) طالب وطالبة من ذوي صعوبات التعلم. وتابع أنه بحساب بسيط نحتاج لتغطية (11.828) مدرسة المتبقية بنفس المعدل السابق إلى قرابة (21.183) معلم ومعلمة ليقوموا بتغطية نسبة ال10% من ذوي صعوبات التعلم في المدارس. وأكد أن الأرقام توضح أن برامج صعوبات التعلم غطت (13%) من المدارس الابتدائية فقط, خلال (17) عاما الماضية، وبحسبة نحتاج إلى (130) سنة لِتخدم صعوبات التعلم كافة المدارس الابتدائية في المملكة إن بقي الحال كما هو عليه.