منبر ثقافي يتألف تحت أشجار النخيل في المحافظة الخضراء محافظة الخرج شمعة توقدها إحدى بنات الوطن، أستاذة ومربية فاضلة، أعطت التربية ثمار جهدها وها هي ترسي لبنة من لبنات الثقافة في محافظة الخرج. تفردت فأبدعت وأعطت فما بخلت. حولت هذا المنبر إلى منتدى نسائي يرتاده مثقفات المحافظة والمحافظات المجاورة، والعاملات من الأساتذة في الجامعة والكليات والمهتمين بألوان الفكر والأدب والفن التشكيلي والبحث والاطلاع. ورغم ان الأحدية لم تتجاوز سنوات قليلة إلاّ أنها أصدرت العديد من الكتيبات والبحوث العلمية والأدبية والتربوية والكتب التي تعنى بالمنطقة والمحافظة تاريخياً واجتماعياً وجغرافياً. وإذا كان الإعلام قد قصر في إبراز نشاط هذه (الأحدية) إلاّ ان المحافظة تفتقر إلى مراسلين ومندوبين للصحف المحلية على مستوى الوعي والاهتمام وكذا وزارة الثقافة والإعلام التي لا تسعى إلاّ لمن سعى إليها آملاً ومؤملاً أو طارقاً لأبوابها متكسباً.. فإن النادي الأدبي بالرياض قد أتاح لهذه (الأحدية) دور المشاركة في الندوات والأمسيات والمناشط التي يقيمها النادي في مكتبة الخرج إذ لا مقر للنادي هناك. وهذه المكتبة التي بعثت من مرقدها لا تزال تعاني نقص الأثاث والكوادر وتعثر الصيانة وليس أدل على ذلك من مضي عام كامل أو أكثر ووحدات التكييف بها معطلة دون ان يتم اصلاحها. إن مما يجعل لهذه (الأحدية) أهمية متميزة كونها الأولى من نوعها في هذه المحافظة. وإذا كانت الخرج - الدلم منارة اشعاع في منتصف القرن الرابع عشر للهجرة نظراً لتعاقب العلماء المشاهير على القضاء فيها. ونظراً لوجود عالمها الإمام الجليل الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز (رحمه الله) في رحابها على مدى قرابة عقدين من الزمان. فقد كانت مقصداً لطلاب العلم من أنحاء الجزيرة العربية ومن خارجها وتخرج منها في العلوم الشرعية واللغة العربية وأكثرهم أصبحوا قضاة وأساتذة في أنحاء المملكة مع بدايات التأسيس. لقد كانت هناك سيدة فاضلة (شيخة البخيتان) زوج الشيخ عبدالعزيز بن جلال رئيس هيئة الأمر بالمعروف في الدلم (رحمها الله). عملت على إقامة بيوت لطلاب العلم يسكنون فيها ويقيمون في ضيافتها أعواماً عديدة. كما افتتحت في دارتها بالدلم مع السيدة الفاضلة الجوهرة المخضوب مدرسة للبنات هي الأولى من نوعها التحق بها العديد من بنات وسيدات المدينة يتعلمون فيها مبادئ القراءة والكتابة، وقراءة القرآن الكريم وحفظه وتجويده.. وكان لهذه السيدة الأثر الكبير سخرت كل جهودها، وأنفقت كل أموالها لتساهم في بناء وطنها وأمتها وتزيل الجهل والأمية فجزاها الله عن كل ما قدمت خير الجزاء. وتأتي (أحدية) سارة الخزيم لتعيد لتلك المنابر والمآثر اشراقتها وبهاءها في خطوة قل ان نجد من يتصدى لها. ما أحوجنا إلى من يقف أمام القيم الإيجابية في مجتمعنا: قيم الحق والخير والجمال وهذه بعض من الخطوات في بناء مشروع المعرفة وهي المدخل للتشخيص وخلق التحولات والدفع بثقافة الأمة، والمجتمع في ظل عولمة كاسحة أول همومها تهميش المثقفين والمثقفات وإخماد صوت الحق. بارك الله لهذه (الأحدية) وبارك فيها ووفق القائمين عليها إلى كل ما يساهم في وعي المجتمع والأخذ به في مدارج التقدم والرقي المنشود. خالد الخنين