لم يتوقف عطاء ونجاح فتاة الجبال بمنطقة جازان بعد ان تلاشت الاعمال القديمة التي تخرج فيها المرأة لمشاركة أخيها الرجل العمل بل استمرت وحولتها اليوم لمشاريع جديدة تواكب بها الحاضر الزاهر فإطلاق العديد من المشاريع النسائية الصغيرة من قبل فتيات الجبال يعد امتداداً لعمل امهاتهن قديما في الزراعة والرعي وجلب المياه من أسفل الأودية الى قمم الجبال. الحافز ففي ظل محدودية وندرة الفرص الوظيفية في القطاع الجبلي بمنطقة جازان وما يواكب ذلك من فرص التأهل والتدريب نجحت فتاة الجبال في تحدي الصعاب واثبات ذاتها من خلال استثمار جهدها وطاقتها وتحويل مواهبها وامكانياتها الى مشاريع على ارض الواقع بهدف زيادة الدخل وشغل اوقات فراغها في المجال الذي هويته وبرعت فيه. حيث نلاحظ انتشار نشاطهن التجاري في مجال الطبخ ولم يقتصر ذلك على طهيهن انواع الوجبات في منازلهن وايصالها للزبائن من النساء العاملات وايضا ربات البيوت امثالهن وانما تعدى لافتتاح اكثر من مطعم تملكه وتديره فتيات في كل من فيفاء وبني مالك. فكرة تقبلها بعض افراد المجتمع الجبلي وفرحوا بها كثيرا حيث ضمنت لهم الجودة والنظافة والسعر المقبول بينما البعض ممن مازالوا يستنكرون عمل المرأة في غير مهنة التعليم. عن ذلك قالت عائشة الفيفي مالكة مطعم روابي فيفاء وهو المطعم الاول النسائي المرخص من نوعه في فيفاء مكثت طيلة سبع سنوات أفكر وأخطط لمشروع مطعمي دافعي افتقار فيفاء للمطاعم ووجود فتيات فيفيات ماهرات وعاطلات عن العمل ويرغبن بفرص وظيفية يكسبن من ورائها عائدا ماديا ويشغلن بها اوقات فراغهن وما اخرني طيلة هذه الفترة هو عدم توفر المال معي فأنا احتاج لمقر مجهز وعمالة وكامل أواني وأجهزة الطهو للعمل وفي هذا العام حققت حلمي وافتتحت مطعمي بالرغم من افتقادي للدعم بكل انواعه ماديا ومعنويا واقصد بالدعم المعنوي تقبل المجتمع الفيفي لمجرد الفكرة فقد وجدت هجوما كبيرا ورفض للفكرة تماما اما والدي وزوجي واخوتي واخواتي فقد وقفوا معي ودعموني الى ان حققت حلمي وافتتحت مطعمي في فيفاء بإمكانيات بسيطة مع أملي ان احقق مكاسب وأجد دعما ماديا لأصل بالمطعم للمستوى الذي طمحت اليه.. وعن الطاهيات قالت جميع العاملات لدي فتيات من خريجات الثانوية العامة بفيفاء ادفع للعاملة منهن راتبا شهريا 1500 ريال وقد اشتكين من قلته ولكن امكانياتي لا تسمح بأكثر من ذلك. وتابعت الحديث عن المرحلة الثانية لمشروعها قائلة سأفتتح قسما ملحقا بالمطعم يحوي جلسات عائلية وسأوسع نشاطي ليشمل الاستعداد التام للولائم والمناسبات الكبيرة.. اما فاطمة احمد الكبيشي صاحبة مطعم اذواق في الداير بني مالك، فقالت ل " الرياض": مشروع مطعمي اذواق عبارة عن مطعم نسائي من جلسات مع كوفي شوب مهيأ ومقر مجهز لإقامة الحفلات والبوفيهات وانا اعتبره فكرة جريئة مني واجهت في بدايتها نقدا من الأهل والأصدقاء والمجتمع حتى إن البعض حكم على المشروع بالفشل قبل البداية ولكني لم أيأس واستعنت بالله وواصلت وسوقت له عبر مواقع التواصل الاجتماعي والحمد لله لم أندم فمجتمعي تقبل الفكرة الآن وبدأ الإقبال على المطعم بشكل كبير وما دعاني لفتح المطعم هو الرغبة في الأكل الصحي والنظيف مع تحقيق مكسب مادي واستثمار وقتي. واضافت في البداية واجهت صعوبة من الناحية المادية لرغبتني في أن يكون المطعم مجهزا تجهيزا يليق بكونه المطعم الاول النسائي على مستوى القطاع الجبلي بجازان. وعن العاملات لديها قالت جميعهن وطنيات من بني مالك ما عدا عاملتين "مغربية و فلبينية " وقد واجهت صعوبة في تقبل اولياء امور بني مالك لعمل بناتهم في مطعمي نظرا لتمسكهم بعادات وتقاليد تلزمهم بذلك ايضا عانيت من تسربهن الدائم فالواحدة منهن تأتي غير مؤهلة للعمل ونقوم بتدريبها الى ان تتقن فن الطبخ ثم تترك بعدها العمل مما يضطرنا للبحث مرة اخرى عن عاملات والعمل على تدريبهن. بالنسبة للرؤيا المستقبلية لفاطمة فهي تطمح الى تفعل خدمة توصيل الطلبات للزبائن وان يكون لها فروع في كافة محافظات جازان. الكبسة كما ابدت عالية ابراهيم الفيفي طاهية مشهورة ومتميزة بطبخاتها المتقنة والشهية رغبتها في افتتاح مطعم حيث قالت ل"الرياض" انا الان استقبل الطلبات عبر الجوال واطبخ بمنزلي ويحضر الزبائن لاستلام الوجبات من بيتي اما عن العائد المادي فقالت الحمد لله (مرضي) والاقبال على طبخي يوميا وارغب كثيرا في افتتاح مطعم نسائي ولكن رأس المال يشكل عائقا بالنسبة لي. حورية سلمان الفيفي صاحبة محلات تجارية مستثمرة وخبيرة في مجال تجارة الملابس والاكسسوارت، وسائر مستلزمات الطفل والمرأة قالت يعتبر الاستثمار التجاري في القطاع الجبلي من أصعب المجالات التي يمكن الاقدام عليها وفي نفس الوقت من أنجحها يرجع ذلك لافتقار القطاع الجبلي للكثير من المشاريع التنموية كما ان الكثافة السكانية في بعض جهاته وتعدد احتياجاتها في ظل البعد عن مدن المنطقة السهلية يعطي فرصة كبيرة لنجاح تلك المشاريع. وعن صعوبات الاستثمار في القطاع الجبلي ترى حورية الفيفي ان النظرة الدونية الناتجة عن الثقافة السلبية لدى البعض عن عمل المرأة بالتجارة تشكل عائق وصعوبة امام نجاح المشاريع ايضا عدم وجود دورات تدريبية أو برامج داعمة للمقدمة على العمل التجاري مع صعوبة المواصلات وقلة الايدي العاملة. وقدمت حورية نصائح للفتيات المقبلات على مشاريع تجارية على اختلافها حيث قالت مهم جدا اختيار المشروع المناسب والبعد عن المحاكاة والتكرار ومما يساعد على نجاح المشروع اعطاء تصور شامل له قبل الخوض فيه وخاصة المعوقات المتوقعة وطرق التغلب عليها مع رسم خطة واضحة للاحتياجات والتكاليف سواء المادية أو المعنوية ومن المهم عدم استعجال النتائج المأمولة أو الربح المخطط له ولا بد من اختيار الوقت والمكان المناسب ايضا الترويج للمشروع والاعلان والدعاية عنه بكافة الوسائل مع الاطلاع على التجارب المماثلة قبل البدء للاستفادة من نجاحها واخفاقاتها واضافت لا بد من الصبر والاستمرار وعدم الاستسلام والوقوف عند أول عقبة ولفتت الى اهمية العمل الجماعي وتقوى الله والبعد عن الغش وكل ما يمحق البركة. وعن تمويل صندوق المئوية للمشاريع الصغيرة قال عادي الدوسري مسؤول العلاقات العامة بصندوق المئوية يُعد صندوق المئوية عملاً مؤسسياً مواكباً لتطلع المملكة العربية السعودية وطموحها في دعم شبابها من الجنسين لبدء مشاريعهم الصغيرة لتكون لبنة حقيقية لدعم القاعدة الاقتصادية الوطنية في ظل التوجهات الاقتصادية الجديدة المرتكزة على تشجيع المبادرات التجارية لصغار المستثمرين وزيادة فرص نجاح المشاريع من خلال خدمات التمويل والتدريب والإرشاد وتنمية ودعم الأفكار الخلاّقة في محيط الأعمال واضاف يهدف الصندوق وبمساندة رجال الاعمال السعوديين إلى مساعدة الشباب السعودي (ذكور وإناث) الذين يسعون الى تحقيق استقلال ذاتي وذلك بإقامة مشاريع تجارية خاصة بهم لتكون مصدر رزق لهم بدلا من البحث عن وظيفة ليصبحوا هم أصحاب عمل حيث يقدم الصندوق تمويل جزئي أو كلي على شكل قروض حسنة لأصحاب المشاريع وتتراوح قيمة القروض ما بين خمسين ألفا إلى خمسة ملايين ريال، حسب شروط الجهة التمويلية كما يتلقى صاحب المشروع التسهيلات والخدمات الضرورية لتأسيس مشروعة. ولاقت هذه المشاريع الصغيرة التي اطلقتها بنات القطاع الجبلي نجاحا باهرا رغم العقبات التي اعترضت طريقها في البداية فالمطاعم النسائية اصبحت مصدرا رئيسيا للكثير من الموظفين والموظفات يعتمدون عليها بشكل اساسي في احياء حفلاتهم ومناسباتهم والتزود بوجباتهم الغذائية في ظل عدم وجود مطاعم جيدة بالقطاع الجبلي. أطباق متنوعة أحد المطاعم النسائية