واصلت قوات عراقية أمس الثلاثاء تنفيذ عمليات ضد مسلحي تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» (داعش) في محافظة الانبار غرب بغداد بينما قتل سبعة من عناصر الامن في هجومين منفصلين شمال العاصمة العراقية. وما زال مسلحون من التنظيم يسيطرون على وسط الفلوجة فيما ينتشر اخرون من ابناء العشائر حول المدينة. وتواصل قوات من الجيش والشرطة وابناء العشائر والصحوات الانتشار حولها، وفقا لمصادر محلية وامنية. وشهدت الرمادي كبرى مدن الانبار (100 كلم غرب بغداد) اشتباكات متواصلة طوال ليل، استمرت حتى صباح أمس بين القوات العراقية واخرى تساندها من جهة ومسلحين من تنظيم داعش من جهة اخرى، وفقا لضابط في الشرطة برتبة مقدم.واضاف المصدر نفسه ان «القوات العراقية استطاعت افشال هجوم شنه تنظيم داعش بهدف كسر الحصار المفروض حولهم». واكد هذا الضابط ان «قواتنا شددت الحصار المفرض على الاحياء التي يسيطر عليها تنظيم داعش، وتواصل الانتشار في باقي احياء الرمادي».واكد طبيب في مستشفى الرمادي معالجة سبعة جرحى اثنان منهم اصابتهم بليغة، على اثر الاشتباكات التي وقعت خلال الساعات الماضية في المدينة.وتواصل آليات تابعة للجيش الانتشار بشكل مكثف في وسط الرمادي حيث يسيطر مسلحون من تنظيم داعش على بعض الاحياء في وسط وجنوبالمدينة، وفقا لمراسل وكالة الأنباء الفرنسية.وما زالت مدينة الفلوجة (60 كلم غرب بغداد) خارج سيطرة القوات الامنية وينتشر مقاتلو داعش في مركزها فيما ينتشر مسلحون من ابناء العشائر حول المدينة التي يواصل الجيش تحشد قواته على اطرافها، وفقا لمصادر امنية ومحلية.وتعرضت مدينة الفلوجة ليل لقصف متكرر استهدف مناطق متفرقة بينها نزال (جنوب) العسكري (شرق) والجغيفي (شمال)، وفقا لشهود عيان من اهالي المدينة.واكد الطبيب احمد شامي في مستشفى الفلوجة مقتل ثلاثة اشخاص بينهم طفل واصابة ثلاثة بينهم امرأة وطفل جراء القصف الذي وقع امس.كما شهدت منطقتا الحلابسة والبوعلوان، الى الغرب من الفلوجة، ليل اشتباكات بين مسلحين من ابناء العشائر من جهة وقوات الشرطة والصحوات من جهة اخرى، وفقا لاحد زعماء عشائر الحلابسة. واكد المصدر ان المسلحين سيطروا على مركز شرطة منطقة نساف المحاذية لمنطقة البوعلوان، وقاموا بعدها باطلاق نداءات عبر مكبرات الصوت بينها «نحن اخوانكم ابناء العشائر جئنا لحمايتكم» و «نطلب من عناصر الشرطة تسليم اسلحتهم لانهم في امان». ودفعت الاشتباكات اكثر من 140 الف شخص من اهالي الانبار الى الفرار منذ اندلاعها نهاية العام الماضي، وفقا للامم المتحدة. واكد متحدث باسم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة، الجمعة ان «هذا اعلى عدد للنازحين منذ الصراع الطائفي بين عامي 2006-2008» التي شهدها العراق. وهي المرة الاولى التي يسيطر فيها مسلحون على مدن كبرى منذ اندلاع موجة العنف الدموية التي تلت الاجتياح الاميركي العام 2003. من جهة اخرى، وفي واشنطن ابلغت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) الكونغرس بمشروع بيع 24 مروحية قتالية من نوع اباتشي للعراق بقيمة 4,8 مليارات دولار، حسب ما ذكرت الوكالة المكلفة بيع اسلحة للخارج.