رعى رئيس تحرير جريدة المدينة الدكتور فهد آل عقران بطولة الوفاء التي نظمها فرسان قفز الحواجز وذلك في مركز المطبقاني للفروسية تكريمًا للفقيد الفارس الشاب مازن فهد آل عقران الذي انتقل إلى رحمة الله إثر حادث مروري أليم، حيث توج الفائزين في الأشواط الثلاثة، كما وضع حجر الأساس لبناء مسجد باسم المرحوم مازن آل عقران والذي ساهم في إنشائه فرسان قفز الحواجز وسيتم بناؤه داخل مركز المطبقاني للفروسية. واشتملت البطولة على ثلاثة أشواط برعاية مجموعة عالم الفروسية، وبحضور مديرة نادي المطبقاني السيدة أروى المطبقاني التي قدمت درعًا تذكارية للدكتور فهد، كما شهدت البطولة حضور عدد من الشخصيات المهتمة بمجال الفروسية وجمهور كبير من عشاق هذه الرياضة الأصيلة. وقد جاءت نتائج البطولة على النحو التالي: الشوط الأول وفاز به الفارس فيصل الحازمي على صهوة جواده "تاكو"، فيما نال المركز الثاني الفارس الواعد راكان الجعيد بجواده "سهم"، بينما حقق الفارس عبدالله يماني المركز الثالث بجواده "الفائز". أما الشوط الثاني ففاز بالمركز الأول الفارس قصي جليدان على جواده "زوي"، وحل ثانيًا عبدالله الأهدل بجواده "فيفيان"، بينما جاء ثالثًا الدكتور فاروق بفرسه "شابورة". في حين فاز بالشوط الثالث قصي جليدان بجواده "كوبت"، وجاء ثانيًا مازن اليوسف على صهوة جواده "موناكو"، وحل ثالثًا فيصل الحازمي على الجواد "أوبيوم". وبعد تتويجه للفائزين ألقى الدكتور فهد آل عقران كلمة مؤثرة ذرف معها الحضور الدموع، خصوصاً أشقاء الفقيد الذين حرصوا على حضور تكريمه. وقال الدكتور فهد: ما يحزنني ويؤلمني هو أنني كنت أتمنى أن يكون مازن بيننا في هذه الليلة وأن يشاركنا الحفل.. كنت أتمنى أن يسمع مني ويسمع ويرى زملاءه وزميلاته الفرسان وهم يكرمونه، وحقيقة لم يكن غريبًا وليس هناك غرابة أن يكون نادي المطبقاني هو أول من يبدأ بتكريم مازن، نعم كانت جامعة الملك عبدالعزيز بادرت، لكن لم أحضر إلى هذا النادي إلا لأنني أعلم محبة مازن لهذا المكان الذي عاش فيه أكثر عمره وساعاته وأوقاته ومنذ أن كان في الصف الخامس الابتدائي، وأذكر عندما دخلت رأيت مازن في كل أركان النادي، ورأيته على طاولة الطعام ومع زملائه الفرسان، وكنت أتذكر قبل نحو 10 أو 11 سنة أنا وهو في هذه الكافتيريا وكان أحد المدربين في بدايات تدريب مازن كان يتكلم معي ومع السيدة أروى المطبقاني وأتيت به في ذاك الوقت وكنت سعيدًا أن أرى هذا النادي النموذجي وكنت مطمئنًا أن ابني موجود فيه. واضاف : لديّ 3 رسائل أود توجيهها، الرسالة الأولى إلى السادة نادي المطبقاني وفي مقدمتهم الدكتور حامد المطبقاني والسيدة أروى المطبقاني والعاملين في النادي شكرًا لكم من الأعماق.. شكرًا لما قدمتم وهذا ليس غريبًا عليكم فأنتم أهل الكرم والشيم والعراقة والوفاء، وحقيقة غمرتمونا بما قدمتموه لنا في هذه الليلة، شكرًا لكم لأنكم جبرتم خاطر أم مكلومة على ولدها وكانت سعيدة أن تشارك في هذه المناسبة، وجبرتم خاطر إخوان وأخت الفقيد رحمه الله وهم حزينون على فراق مازن، وكذلك والده الذي فعلاً انتزع قلبه من بين أضلعه على فراق ولده، وشكرًا لكم لأنكم جبرتم خاطر هذه الأسرة الصغيرة وتأكدوا أنني معكم دومًا إن شاء الله في هذا النادي. الرسالة الثانية للفرسان وأصدقاء مازن شكرًا لكم من الأعماق.. صدقًا نعم الفرسان ونعم الإخوان ونعم الشباب ونعم التربية وليس غريبًا عليكم، ودائمًا كنت أقول لمازن "رحمه الله" إن الفارس فيه قيم هي الشهامة والكرامة والمروءة.. هذا هو الفارس عندما تحكي عن الفارس.. الفارس هو مجموعة قيم وهو النموذج، شكرًا لكم بكل ما تعنيه الكلمة. وإن سمحتم لي أن أوجه الرسالة الثالثة إلى الابن مازن وإلى روح الغالي مازن، وأقول له فعلًا افتقدناك وكنت أتمنى أن تكون معنا في هذه الليلة الجميلة، وشاء القدر أن يكون المكان الذي أنت تعشقه وكنت تقضي فيه أكثر وقتك.. شاء القدر أن يكون قبرك أقرب ما يكون إلى هذا المكان، وأنا عندما حضرت اليوم إلى هذا المكان لم أستطع أن أدله بالرغم من معرفتي به جيدًا، ولكن من كثرة تفكيري في هذا التقارب بين قبر مازن وبين ناديه.. حقيقة كان الموضوع بالنسبة لي صعبًا، ولكن شاء القدر أن يكون قبره لا يبعد خطوات من هنا، ونسأل الله تعالى أن يرحمه ويتغمده بواسع رحمته وأشكر كل من ساهم وخطط ونفذ مشروع المسجد الذي قررتم أن يحمل اسم الابن مازن، فشكرًا لكم يا أهل الوفاء، وإن شاء الله نلتقي على خير، وإذا سمحتم لي أن أكون أحد أعضاء النادي فلي الشرف ولكم الشكر. أروى المطبقاني: مازن ابني عبرت عضوة الاتحاد السعودي للفروسية، مديرة مركز المطبقاني السيدة أروى المطبقاني عن حزنها العميق لوفاة الشاب الفارس مازن آل عقران، معتبرة وفاته بمثابة الخسارة للنادي الذي نشأ وترعرع فيه، مؤكدة أن الجميع تأثر برحيل مازن نظرًا لما يتمتع به من أخلاق حميدة وتربية حسنة. وقالت: مازن "رحمه الله" كان مثل ولدي، ورأيته يكبر في هذا النادي منذ أول يوم وضع قدمه فيه، وكان حينها يشارك في ركوب الخيل مع مدرسة دار الذكر، ورأيته ينشأ مع النادي ويكبر فيه، "رحمه الله" وهذا قدر الله وأمره ونحن راضون بقدره والحمد لله على كل حال، وحقيقة ما أشاهده من الفرسان شيء يسعدني كثيرًا، لأن الفروسية هي أخلاق قبل كل شيء، وهم لم ينسوا زميلهم، وهذا شيء بسيط يقدمه كل الفرسان، وأتمنى منهم ألا ينسوا هذه الأخلاق، وكل شخص سيموت ولن يبقى إلا العمل الصالح والسيرة الحسنة، وأسأل الله العلي القدير أن يتغمد الفقيد مازن برحمته ويغفر له ويسكنه فسيح جناته. النمري: تربية أدبية عميقة اعتبر رئيس مجموعة الفروسية نواف النمري إقامة بطولة الوفاء للفقيد الشاب الفارس مازن آل عقران بأنه تجسيد حقيقي لأروع صور التلاحم بين الفرسان لزميلهم الفقيد مازن. وقال: الابن الفارس مازن عرفناه منذ طفولته وبداية ركوبه للخيل، وما لمسناه منه كان ينم عن تربية أدبية عميقة وكبيرة أضافت للفروسية جزءا من التربية المحمودة التي كنا ننتظرها، وهذا الشيء جعل الفرسان يذكرونه بالخير ويتلاحمون ويتضافرون في حفل جميل جدًا يحكي أروع صور التلاحم في الفروسية، وأنا أول مرة حقيقة أشاهد تلاحمًا للفرسان في تواجدهم ومشاركتهم في هذه البطولة بطولة الوفاء لمازن "رحمه الله" ومشاركتهم في بناء مسجد كصدقة جارية عنه، وحقيقة هذا لم ينبع إلا من حبهم للفارس الفقيد "رحمه الله"، ونسأل الله أن يسكنه الجنة وأن يكون شفيعًا لأهله في الجنة، وله منا الدعاء الصالح، ومثل ما قيل أنتم شهداء الله في الأرض، والجميع كان يشهد للفقيد بأخلاقه وفروسيته وبحبه لأهله وحب أهله للفروسية، ونقول له الله يرحمك يا مازن ودعاؤنا له ونذكره بالخير في كل وقت بإذن الله. ووجه النمري رسالة للفرسان قال فيها: أقول للفرسان اجتمعوا في خير ولا تشيلوا هم من يجتمع في خير في مجتمع الفروسية سواءً في حياته أو آخرته، وما شاهدناه اليوم من أروع صور التلاحم من الفرسان للفقيد يعبر عن واقع مجتمع الفروسية. وأوضح الفارس قصي الجليدان أن الفقيد مازن كان صديقه منذ أن كانا في المدرسة الابتدائية، وأنهما انضما سويًا لنادي المطبقاني، وكان يحظى الفقيد بحب من الجميع نظير تعامله الأخلاقي مع زملائه. وقال: "مازن أخ عزيز وغالٍ منذ الصغر.. بدأنا في هذا الإسطبل، كما كنا سويًا في المدرسة وهو أكثر من صديق وأخ، رحمة الله عليه أنا أشهد له بطيبة لا يعلم بها غير الله". وأضاف: كان الفقيد يمارس رياضة ركوب الخيل في نادي المطبقاني، إلا أنه توقف فترة قبل أن يعود لممارسة هوايته المحببة قبل نحو أسبوعين من وفاته، وعندما بُلغت بخبر انتقاله إلى رحمة الله كان ذلك بمثابة الصدمة لي، وكأن أخ من أخوتي توفي، ولا أنسى أن أبلغ تعازيي لوالديه ولإخوانه ولجميع أقاربه، وأسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يجمعنا في جنات الخلد وإن شاء الله. إسطبل المطبقاني يحتضن أقوى البطولات وأبرز النجوم لا يخلو الحديث عن رياضة الفروسية بجدة، دون ذكر إسطبل المطبقاني الذي يعد من أكبر الإسطبلات في عروس البحر الأحمر وأهمها على الإطلاق كونه احتضن العديد من البطولات المحلية خصوصًا في قفز الحواجز، ويأتي اسم أروى المطبقاني صاحبة نادي المطبقاني كأول فارسة سعودية تشارك في بطولة خاصة برياضة الفروسية لتقتحم بعد ذلك الاتحاد السعودي للفروسية كأول امرأة سعودية تنضم لاتحاد رياضي، حيث حرص المسؤولون على الاستفادة من خبراتها التي اكتسبتها من إقامتها لفترة طويلة في أوروبا وحضورها العديد من البطولات الدولية. ولم تتوقف نجاحات أروى على نادي المطبقاني بل قدمت للفروسية السعودية ابنتها البطلة الأولمبية دلما ملحس، علمًا بأن أروى المطبقاني بذلت جهودًا كبيرة لإنشاء إسطبل خاص بها يستضيف البطولات بما يسهم في تطور رياضة الفروسية السعودية، فكانت البطولة الدولية للأطفال لقفز الحواجز إحدى ثمار هذا الاهتمام الذي تواصل بعد ذلك بتنظيم العديد من بطولات قفز الحواجز بمشاركة أبرز الفرسان منهم عبدالله الشربتلي وخالد العيد وفهد الجعيد. دلما ملحس أول فارسة سعودية تحرز ميدالية أولمبية دلما محسن ملحس ذات العشرين ربيعا تعد أول فارسة سعودية تخوض غمار المنافسات العالمية من خلال دورة الألعاب الأولمبية الأولى للشباب التي أقيمت 2010 في سنغافورة وأحرزت فيها الميدالية الذهبية على صهوة جواد مستعار لم تعرفه إلا قبل السباق بيوم واحد، ومثل ذلك لها قمة التحدي. وكان الأمل يحذو الفارسة الشابة في خوض غمار منافسات الألعاب الأولمبية الماضية في لندن 2012 والتي شاركت فيها الفتاة السعودية لأول مرة في منافسات الجودو وألعاب القوى لكن حظها كان سيئًا فقد أصيب حصانها قبل انطلاقة المنافسة الدولية بنحو شهر. وهي فارسة متمكنة جدًا ولا غرابة في ذلك فوالدتها السيدة أروى المطبقاني كانت تجعلها تلهو على صهوة الجياد في مزرعتهم الخاصة في جدة، وفي ميادين الفروسية في إيطاليا وفرنسا، حيث كانت تقضي مع أسرتها الإجازة السنوية، فأمها أروى مطبقاني ابنة الطبيب الشهير حامد مطبقاني هي فارسة بارعة جدًا لكن الظروف الاجتماعية لم تمكنها من المشاركة في المنافسات المحلية والدولية فاضطرت إلى إنشاء مدرسة لركوب الخيل في بقعة شاسعة من مزرعة والدها شرق جدة تعرف بمركز المطبقاني للفروسية، كما أنها تعد أول سيدة سعودية تدخل عضوية مجلس إدارة الاتحادات الرياضية من خلال الاتحاد السعودي للفروسية الذي يرأسه الأمير نواف بن فيصل. جانب من التكريم 41 زملاء الفقيد وأعضاء النادي في صورة تذكارية