وزارات الداخلية والصحة والتربية هي الوزارات الأهم في أي دولة، لأن مثل هذه الوزارات الثلاثة تلامس أمن وصحة وتعليم الفرد وتطويره، صحيح ان بعض الدول تعتبر الوزارات السيادية هي (الخارجية والدفاع والداخلية) على اعتبار هذه الوزارات المهمة للدفاع عن الأوطان وأمنها واستقراراها، ولكن في دول الخليج يختلف الوضع عن الدول التي لديها حروب ونزاعات واضطرابات ومشاكل حدودية وغيرها، ولكن في دول الخليج الوزارات الثلاث "الداخلية والصحة والتربية" تعتبر الأهم للأسباب التي ذكرناها سلفا، ولاعتبار دولنا مازالت حديثة التكوين والنشأة ومراحل التطور والنمو، فالأمن والصحة والتربية ثلاثة عناصر تحمي المواطن وتخدم أمنه وصحته وتعليمه. فحين يتطور التعليم يطوركل شيء ويتطور الطالب وتجعل منه فردا إيجابيا يخدم نفسه ومجتمعه، والأمم لا تتطور إلا بالتعليم والمعرفة وتطور العقول وتتفتح الأفكار ويزيد الإبداع وتتفجر الطاقات الإبداعية لخدمة الوطن والمجتمع، ونحن في المملكة لازلنا نعاني من تخلف وتراجع وسوء التعليم لعدة أسباب، ومنها ضعف طلابنا في الرياضيات واللغة الانجليزية، والمواد العلمية ذات الصلة بالتفوق العلمي والمهارات الفكرية، فتجد الطالب يتخرج من الجامعة ولايجيد اللغة الإنجليزية التي أصبحت لغة عالمية ومفاتيح دخول الطالب إلى أي حقل علمي ومنهج تعليمي متطور فعال في أي حقل وبلد. وقد فرح الكثير بقدوم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل واستلامه وزارة التربية والتعليم في هذه المرحلة الحرجة، واعتبروه "المعلم المنقذ للسفينة الغارقة" التي عجز الكثيرون عن انتشالها! مع تطور وسرعة ثورة التكنولوجيا الحديثة والتقنية الدقيقة السريعة، وتطور تعليم البلدان الخليجية من حولنا، حيث إن دولة الإمارات رفعت شعار (نريد ان نكون من أفضل دول العالم بحلول عام 2021 ) وهذا شعار مطبوع على أي كتاب طالب بكل المراحل، ورغم ما استلمه الأمير خالد الفيصل من تركة ثقيلة معشعشة بالبيروقراطية المتخمة ومتوارثة في وزارة التربية والتعليم منذ أن كانت وزارة المعارف التي تأسست عام 1373ه إلى يومنا هذا، خصوصا في تكدس مناهج التعليم وتدريس"الحشو والتلقين" للطلبة وهي مثقلة ومضيعة لوقت الطالب واستنزاف عقله وجهده، إلا إننا متفائلون بقدوم الفيصل الذي سوف يرسم المناهج التعليمية الجديدة بريشة فنان بارع، فهو الأمير الإداري الناجح والمبدع المتألق والمطور في أي ميدان يستلمه في أكثر من مجال وقطاع، فعليه نتمنى أن (يقلب الطاولة) ويبدأ "بنفض" مخرجات التعليم وتطويرها ويرسم خطة إستراتيجة ممنهجة من ضمن الخبراء المختصين في هذا المجال الحيوي المهم لتطوير التعليم ويؤسس بنية تحتية جديدة لتطوير القطاع التعليمي وفق التعليم الحديث النظامي المتطور من خلال استحداث التعليم والأنشطة الشبابية وتكنولوجيا المعلومات الحديثة ليشمل جميع احتياجات التعليم في البلاد، وأهمها تطوير المعلمين وتأهيلهم ومخرجات التدريس لأن مردود المعلم المتميز ينعكس على الطلاب ويطور مهاراتهم وعقليتهم ويقتدون بالمدرس الذكي والمؤثر الناجح، وإذا لم نطور التعليم فسوف نكون في مواجهة مع مضمار التنمية الوطنية السريع والحضور الدولي، ولابد أن نبدأ بالتطور المهني وبما يتناسب مع عقلية العصر وتطلبات المرحلة الحالية، بدءا من تطبيق الزي الموحد للطلاب لأن المملكة هي الدولة الوحيدة التي لاتطبق الزي الموحد على الطلاب وهو أساس تعليم وكيفية ارتداء الطالب الزي النظامي وتعلمه الانضباط والنظافة وارتداء الهندام بشكل يليق بشخصيته ومهمته ورسالته، وأعطائه الثقة بالنفس وأخلاقيات العمل والمهارات المهنية والانضباط والتقيد فيه، فضلا عن تميزه عن الأولاد الذين لايدخلون المدارس وهذا مايحصنه ويميزه من جانب أمني وحفاظا على الطالب من الانفلات والتهرب والضياع أثناء دوام المدارس الرسمي، إذن لابد أن نواكب تطورات وتنمية وآمال وتطلعات قائد الوطن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي دائما يطالب بالتطوير والتعديل والتغيير والإصلاح ليرتقي الوطن في مصاف الدول المتقدمه والفاعلة، خصوصا بعد إعلان أضخم وأكبر ميزانية في تاريخ المملكة.