خلصت ورشة عمل تربوية نظمتها وزارة التربية والتعليم السعودية ( أنهت أعمالها أمس في جدة) إلى أن ضعف مستوى المهارة التطبيقية عند الطالب السعودي، وعدم إجادته للغة الإنكليزية جيداً، إضافةً إلى اعتماد معلميه في طرق تدريسهم على التلقين والحقائق والنظريات الثابتة من دون استخدام مهارات المشاركة، تعد من أبرز مسببات الإخفاق في نتائج مشاركات الطلاب السعوديين في المسابقات الدولية المختلفة الأخيرة. وفاجأ عرض تعليمي قدمته الوزارة أمس (الثلثاء) عدداً من معلمي مادة الجغرافيا التطبيقية، بعد أن كشف لهم مدى التأخر الذي يعيشه تعليمنا عن مواكبة التعليم في الدول المتقدمة الأخرى، واستعانت الوزارة خلال العرض بعدد من الأسئلة التي طرحت في المسابقات الدولية الأخرى، والتي أوضحت أن التعليم السعودي يحتاج إلى بذل مزيد من الوقت والجهد. وأكد المنسق العام في وزارة التربية والتعليم السعودية عبدالله البكران في حديث خص به «الحياة» أن ورشة العمل التي نظمت بهدف مناقشة مشكلات إخفاق الطلاب السعوديين في المسابقات الدولية الأخيرة، كشفت افتقاد الطالب السعودي الكثير من المهارات المتنوعة في التعامل مع مادته العلمية، وبعده كل البعد عن الواقع التعليمي الحقيقي الحالي الذي يعتمد على استخدام تلك المهارات. ولفت إلى أن مهارات التعامل مع البيئة المحيطة تغيب تماماً عن الطالب السعودي، إضافةً إلى المهارات الأخرى كرسم الخرائط، والتعامل مع الحقل، والتحليل والتفسير، مشدداً على أن غياب هذه المهارات هو من شكل الفارق الواسع بين الطلاب السعوديين ونظرائهم من الدول الأخرى. وأكد البكران أن منهج الجغرافيا الجديد يحتاج إلى وقت طويل حتى يتم تطبيقه التطبيق السليم، كما أن ضعف المعلم واعتماده على الأساليب القديمة في طرق التدريس سيعمل على إضعاف التطوير المفترض حدوثه مستقبلاً على عقلية الطلاب وتعامله مع الواقع الجديد، مشدداً على أنه لا يمكن أن تطلب من الطالب أن يتحدث عن دول أخرى وهو لا يعرف شيئاً عن بيئته المباشرة. وقال المنسق العام في وزارة التربية والتعليم السعودية: «إن الورشة الأخيرة سعت إلى بناء خطة إجرائية شاملة، تكون انطلاقة للعمل نحو تحقيق كل الأهداف المؤدية إلى تطوير المشاركات الطلابية السعودية في الأولمبياد المقبل والمزمع تنظيمه في مدينة كولن الألمانية خلال الفترة القليلة المقبلة، إضافةً إلى تحقيق مراكز متقدمة في هذا السباق التعليمي»، مضيفاً أن هذه الورشة استقطبت كفاءات تربوية من مختلف المناطق التعليمية السعودية. وأشار إلى أن كامل التوصيات التي أقرتها الورشة أخيراً سيتم رفعها إلى اللجنة التعليمية التابعة للوزارة لعرض مرئياتها النهائية حول تلك التوصيات، ومن ثم عمل خلاصة نهائية لها، والعمل على إقرارها، ومراجعة كل الأهداف التي من الممكن تحقيقها خلال الفترة القليلة المقبلة. وأوضح المنسق العام في وزارة التربية والتعليم السعودية أن المعلم شريك أساسي في تطوير المشاركات المقبلة للطلاب من طريق دعمه بمشرفين تربويين متابعين لطرق التدريس الخاصة، ومتابعته لتطوير الحركة المشاركة للطالب، لا فتاً إلى أن الأمر يحتاج إلى مزيد من التواصل بين الوزارة وإدارات التعليم المختلفة لسد هذه الفجوة.