بماذا يصف الأهل إنجازات أبنائهم وبناتهم في مستقبلهم العملي إن تميزوا؟ نجاح الأهل أنفسهم؟ أم بسبب توحد الاهداف، الدعاء، والمثابرة بينهم وبين أبنائهم؟ لاشك أن التميز العلمي – بتوفيق من الله - ينبت شعور الفخر للجميع، ولكن كثيراً من قصص النجاح ليس لها ملامح ثابتة نستطيع أن نقول عنها مسؤولة وحدها عن التفوق أو التخصص المطلوب، أو هكذا نعتقد حينما نواجه المواقف المتباينة للتميز والإنجاز. لذا وفي رحلة سابقة للبحرين وأثناء دعوة غذاء اجتماعية وعندما قدمت لي فتاة السابعة عشرة كطالبة طب في سنتها الأولى دهشت لمعرفتي بأن أغلب النماذج العملية الناجحة من حولها يتصدرها القضاء والقانون رغم وجود الأطباء في فرع آخر من العائلة فسألت والدتها مداعبة" بتشجيعك طبعا؟" قالت ضاحكة "لا والله موب مني" فعدت للصغيرة "من الذي شجعك على دخول الطب؟" أجابت في خجل: "لا أحد. كنت أريد دراسة الطب من صغري" سبحان الله هكذا تأتي الميول أحياناً وكأنهم ولدوا بها. أتذكر الآن طفلة الثالثة التي أبهرت أهلها بموهبة الرسم والتلوين رغم ان أحداً لم يوجهها أو يعلمها، وكنا نعلّق بأن الموهبة ولدت معها. وهناك أمثلة أخرى كثيرة بالطبع منها التخصصات العلمية أو الأدبية غير أن توجه الأبناء في حد ذاته يكون نعمة حينما لا تحيرهم الخيارات أو دفع الأهل لدراسة تخصص معين فينجحون ويشعر الأهل بأنهم هم نجحوا أيضا في اختبار التربية. على الخط الآخر هناك ملامح مختلفة تؤثر في التكوين النفسي للصغار وعلى قدراتهم المستقبلية كما هو متوقع اما بسبب ظروف اسرية او عدم مبالاة. غير ان الجميل في معالجة بعض القصور سواء كان اجتماعيا او دراسيا- بشكل وقائي على الأقل- بات متوفراً من خلال معالجات مختلفة أكثرها سهولة هو ما يطلق عليه The Goulding Sleep talk Process أو بترجمة مبسطة حديث النوم في منهج جولدنج. وهو أسلوب قدمته المعالجة الاسترالية جوان جولدينج منذ أكثر من أربعين عاما يعتمد على تغذية الصغار أثناء نومهم بمفاهيم إيجابية عن قدراتهم وتنمية شعورهم بالمحبة وبالثقة. والمنهج باختصار هو أسلوب يساعد الوالدين على تنمية المرونة العاطفية لأطفالهم ويعمل مثل نظام- فاير وول لأجهزة الكمبيوتر- في حماية العقل من أي تدخلات مضرة. فينمي في الطفل شعوراً بالإيجابية والثقة والرضا عن الذات. وتقول صاحبة العلاج ان التأثير التراكمي للتجارب اليومية على الصغير قد يؤدي لصعوبات تضعف من قدرات آدائه في عالمه. لذلك فمنافع التوجيه العلاجي التي تصلح لأعمار عام إلى 13 عاما- تساهم في زيادة مستوى الوعي والشعور بانه محبوب مما يؤدي الى الاحساس بالرضا عن الذات والثقة بالنفس والنجاح. وهذه الثقة بدورها سوف تمنحه القوة والإرادة ليقول لا للتحرش أو المخدرات أو ضغوط الرفاق حينما يواجه تلك التحديات. وتضيف بان التغير يحدث في مدة 7 أيام إلى 21 والأسلوب يعتمد على الحديث للصغير بعد نصف ساعة من نومه وهو الوقت المناسب لتفادي العقل الناقد والواعي الذي يلقي بالاحكام والذي يتفاعل مع المفاهيم السلبية عن الذات فتمر الرسائل المحفزة للعقل الباطني لتقول للابن أو الابنة كيف انهم محبوبون وجديرون بالحب. وبعد مضي ثلاثة أسابيع يظهر تأثير تلك الإيحاءات الإيجابية والتي تشكل القناعة بها حجر أساس لدحر أي مفاهيم غير إيجابية يصدقها الصغير عن نفسه أو عن الحياة من حوله.