رثاء في جدتي الحبيبة حصة بنت سليم بن أحمد.. رحمها الله وإلى روح جدي الشيخ حمد إبراهيم الحقيل رحمه الله.. فقدُ الأحبةِ آجالٌ بميزانِ والدهرُ يصفو ويجفو بعض أحيانِ ساروا بليلٍ طويلٍ لم أودعهم نأوا لدربٍ بعيدٍ دون عنوانِ سهمُ المنايا أصاب الفجر مخدعهم لولا جميل اصطبارِ الوجد أعياني يا حسرة النفس جوف الرمس أودعهم قلبي ينادي ولا يسليه كتماني وليلة بت والذكرى تؤرقني في خافقي من رياح الشوقِ ألوانِ ضاق الفضاءُ وصمت الليل أغرقني نجمي أفولٌ ونجم الأفقِ واساني نزعتُ عني قناع الصبر أرهقني ألقيتُ خلفي من الآمال خذلاني نصبتُ في دفتر الأيامِ أشرعتي أبحرتُ في ذكريات الأمس سلواني لما صحوتُ وشوك الموجِ آلمني وجدتُ نفسي بلا سفن وشطآنِ الليلُ بعدكِ بردٌ موحشٌ عتمٌ زهر المآقي كشهب الأفق نيرانِ والصبحُ بعدكِ لا يخفي كآبته ضوءٌ تهادى بآهاتٍ وأحزانِ والدارُ بعدكِ قد ضاعت بشاشتها تشكو من البينِ أبكاها وأبكاني بحثت عنكِ كطفلٍ تائهٍ وجلٍ في كلِ أمكنةٍ في كلِ أركانِ هذا مكانكِ يا أمي يسائلني كم خلفونا من الأحبابِ خلاني؟ فقدتُ وجهاً بشوشاً لا يعبسهُ غير انهزامي وآلامي وأشجاني فقدتُ قلباً محباً صادقاً عبقاً فقدتُ كفاً تصد الشر ترعاني فقدتُ صوتاً حنوناً لا يعاتبني فقدتُ طرفاً خجولاً ليس ينساني فقدتُ شمساً سناها كان يؤنسني وقد فقدتُ سهيلاً منذ أزمانِ يا راحلين عن الدنيا وعن غدنا يا تاركين لنا شوقاً بتحنانِ يا من زرعتم بذور الود في دمنا يا من رويتم من الأزهارِ بستاني يا رب منزلكم أفياءُ وارفةٌ جنات عدن بأورادٍ وريحانِ يا ريحُ سوقي من الأمزانِ أعذبها يا ديمُ جودي لأجدادي بهتانِ صلِ سلامي وأشواقي معطرةً قبر الأحبةِ زهر الرندِ والبانِ