يقول أحد الفلاسفة إن "علاقة الحب" مع الدول لا يمكن أن تنشأ بين يوم وليلة بل من خلال سمة من الحميمية المركبة تنمو مع الأيام حتى تتكون منها مظلة نفسية تغطي عيوب الدولة وسلبياتها. وهنالك الكثير من الدول السياحية التي قد يجمع السياح على حبها، فمنهم من يحبها حباً جماً ويفضلها كوجهة سياحية دائمة، من هنا يتساءل الكثير من الزملاء والأصدقاء عن سر عشقي لمصر، وأنا هنا لن أضيف جديداً على ما قاله هيردوت أبو التاريخ الذي قال: مصر "هبة النيل"!. إن مصر بموقعها الفريد وتاريخها العريق أجبرت العالم من شرقه إلى غربه وشماله إلى جنوبه أن يضعها في قلبه بل هي في قلبه النابض دائماً بالحياة والوصال. تغنى الشعراء والعاشقون في حب مصر وكتبوا فيها المعلقات وهم بالفعل لا يلامون في حبها!! إنها أشبه بسلة من الفواكه المتنوعة فيها كل ما يلبي تطلعات الانسان وأشبه بتحفة نادرة لا تشبع نهم الناظرين بل عروس جميلة تتزين في الليلة 1000 مرة لتأسر قلوب المتيمين باختصار "أم الدنيا "كما يحلو تسميتها هي حلم العالم وموطن السياحة الأول والاخير والمصريون هم أول من صنع وصدر السياحة إلى العالم.. شعب مصر يشع بالصداقة والبساطة "والعشرية" والود والترحاب، فلا غرو أن نعشق أهل مصر الطيبين، ونعشق "أم الدنيا" التي ليس هنالك شبر على أرضها إلا ويحكي قصة أو أسطورة ويترك لغزاً يحير العلماء والمفكرين على مر العصور.. فالدين والتاريخ والعلم والثقافة والإنسانية مروا من هنا، وتركوا آثارهم وبصماتهم، ومن رحم مصر وعقول ودماء أبنائها صاغت الحضارة الإنسانية أروع فصولها، وعلى أرضها نبتت الفنون وازدهرت العلوم ووجدت الأديان السماوية في رحابها واحة آمنة وحضناً دافئاً من عقيدة التوحيد حتى استقرت جذورها وعمت العالم بنور الإيمان. وقفة: بالرغم أن الإعلام هو الوجه الآخر للسياحة إلا أن بعض وسائل الإعلام، وتحديداً المصرية تعطي في كثير من الأحيان انطباعًا مبالغًا فيه في ما يجري في مصر، مما انعكس سلباً على حركة السياحة، تلك الملاحظة سبق وأن تشرفت بنقلها إلى وزير السياحة هشام زعزوع والسفير السابق محمود عوف ووكيل وزارة السياحة الصديق سامي محمود وقد وجدت تفاعلاً واستجابة سريعة من خلال تخصيص كاميرات بث مباشر من المدن المصرية، التي تعج بأفواج من السياح القادمين من كل أنحاء العالم، يحتضنهم الأمن والاستقرار، وتغمرهم السعادة وراحة البال. أخيراً: اللهم أنزل سكينتك على مصر وشعبها الطيبين اللهم اجمع كلمتهم على الحق وألف بين قلوبهم أجمعين اللهم أدم عليهم الأمن والاستقرار والسلام.