قام وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي بن إبراهيم النعيمي وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن تركي بن عبدالعزيز مستشار وزارة البترول والثروة المعدنية ووفد من كبار المسؤولين في الوزارة يضم عبدالرحمن بن محمد عبدالكريم أمس بزيارة تفقدية لمشاريع شركة معادن في مدينة رأس الخير للصناعات التعدينية بالمنطقة الشرقية، اطلع خلالها على خطوط الإنتاج، ووحدات التصنيع، والمنافع، والمرافق الحيوية للشركة التي تشكل منظومة صناعات تعدينية متكاملة تطورها الشركة لتنمية استثماراتها التعدينية، وبناء قاعدة من الصناعات المتقدمة للمساهمة في نقل وتوطين التقنية، وزيادة القيمة المضافة لمساهميها. وقد شملت الجولة مصهر الألمنيوم الذي تصل طاقته الانتاجية 740 ألف طن متري سنوياً من الألمنيوم، والذي بدأ الإنتاج في نهاية العام 2012م، ويوفر فرصاً كبيرة للصناعات التحويلية في قطاع الالمنيوم، حيث يزود المصهر العملاء بأشكال متنوعة من المعادن مثل قضبان وسبائك الألمنيوم، ومعدن الألمنيوم المصهور، وذلك لمضاعفة القيم المضافة من تطبيقات الصناعات التحويلية، والتي تتضمن صناعات سحب وتشكيل الألمنيوم، وتطبيقات الرقائق والموصلات، وطرق وسبك السبائك، والتطبيقات الخاصة بالعجلات والصب بالإضافة إلى تطبيقات أخرى. كما اطلع النعيمي على سير الأعمال في مشروع مصنع درفلة صفائح الألمنيوم التابع لشركة معادن، والذي بدأ التشغيل الأولي التجريبي في نهاية العام 2013م تمهيداً لبدء الإنتاج التجاري في الربع الثاني من العام 2014، وستبلغ طاقته الإنتاجية 380 ألف طن سنوياً. وهو الوحيد من نوعه في المنطقة، وسيكون واحداً من أكثر المصانع على مستوى العالم تقدماً تقنياً. وعند الانتهاء من هذا المصنع في نهاية العام سيزود السوق السعودي بمنتجات لم يسبق إنتاجها من قبل، وستكون هذه المنتجات هي النواة الرئيسة للصناعات التحويلية الجديدة، مثل صناعة الرقائق والصفائح النهائية. واطلع معاليه على عمليات الإنشاءات الجارية في مصنع الصفائح اللازمة لصناعة السيارات والبناء والتغليف، حيث تم إنجاز 56% من المشروع حتى الآن، ومن المتوقع أن يبدأ إنتاجه في نهاية العام 2014م بطاقة إنتاجية تبلغ 100 ألف طن سنوياً. وأثنى النعيمي على سير العمل حيث تم إنتاج أول لفة من صفائح الألمنيوم حسب الخطة الزمنية، من ناحية أخرى بدأت عمليات التعدين في منجم البعيثه حسب ماتم التخطيط له، وسيتم شحن ما يقرب من الأربعة ملايين طن سنوياً من خام البوكسايت بواسطة القطار من منجم البعيثة إلى مدينة رأس الخير التعدينية. جانب من الزيارة التفقدية لمشاريع معادن في مدينة رأس الخير للصناعات التعدينية كما شملت الجولة مشروع مصفاة الألومينا والذي تم الانتهاء من ما يزيد عن 77% منها وتبلغ طاقتها الإنتاجية 1.8 مليون طن متري سنويا من الألومينا، وستبدأ الإنتاج في الربع الثالث من العام 2014م وهي الأولى من نوعها في المنطقة، وباكتمال إنتاجها سيتم الاستغناء بالكامل عن استيراد الألومينا من الخارج، ويتم استهلاك إنتاجها بالكامل في مصانع معادن للألمنيوم. وبهذا تكتمل العملية الانتاجية التي تبدأ بنقل خام البوكسايت من منجم البعثية إلى مصفاة الألومينا في رأس الخير عن طريق السكك الحديدية حيث تتم معالجته في المصهر لتغذية مصنع الدرفلة. وقد اطلع الوزير النعيمي على مجمع الفوسفات والمرافق المساندة، وتصل الطاقة الإنتاجية لمشروع الفوسفات إلى نحو (3) مليون طن في السنة من حبيبات الفوسفات ثنائي الأمونيوم، ويتكون من مصنع حامض الفوسفوريك، ومصنع حامض الكبريتيك، ومصنع الأمونيا، ومصنع الفوسفات ثنائي الأمونيوم، إضافة إلى محطة تفريغ القطارات. وشملت الزيارة أيضاً ميناء رأس الخير الذي يضم ستة أرصفة متخصصة لتصدير منتجات مشاريع شركة معادن وأية مشاريع مستقبلية في المنطقة، ويخدم الميناء أكثر من 80 مشروعاً صناعياً مختلفاً، ومن خلال أرصفة ميناء رأس الخير سيتم استقبال السفن وتصدير عشرات الملايين من الأطنان من منتجات المجمع الصناعي، كما أن الميناء مجهز لاستقبال مواد البناء والأجهزة الخاصة بالمصانع التي تقام في المجمع الصناعي. وقد بدأ الميناء في العمل في فبراير عام 2011، وقد خصصت ثلاثة أرصفة من الميناء لتصدير منتجات مصانع الفوسفات في مدينة وعد الشمال. وقد تم استيراد ما يقارب من خمس مئة ألف طن من الألومينا عبر الميناء، كما تم تصدير ما يزيد عن 1.6 مليون طن متري من الأمونيا، وتصدير ما يقارب من 3.2 مليون طن متري من الفوسفات عبر الميناء. واطلع النعيمي ومسؤولو وزارة البترول والثروة المعدنية على مشروع قرية معادن السكنية في رأس الخير، والذي يشتمل على 2509 وحدات سكنية متعددة الفئات لسكن العزاب من منسوبي معادن على مساحة إجمالية قدرها 895197 متراً مربعاً في منطقة جلمودة بمدينة الجبيل الصناعية، وكذلك مشروع إسكان المطرفية في مدينة الجبيل الصناعية. وقد التقى الوزير وسمو المستشار خلال زيارتهما لمدينة رأس الخير التعدينية عدداً من شباب معادن، وشركاتها للفوسفات والألمنيوم والبنية التحتية، من المهندسين والفنيين والموظفين، حيث يبلغ عدد موظفي معادن في رأس الخير ما يقارب 4000 موظفاً، نسبة السعوديين منهم تزيد عن 70% ما بين موظفين وفنيين ومهندسين تم تدريب 1100 منهم داخل المملكة و300 خارجها. حيث أشار الوزير إلى أن توجيهات خادم الحرمين الشريفين تُركز على المواطن السعودي من حيث التعليم، والتوظيف، والتدريب، والتطوير المستمر. وفي ختام الزيارة صرح وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي بن إبراهيم النعيمي بأن الهدف من إقامة هذه المدينة الصناعية التعدينية، وحسب توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهد الأمين، حفظهما الله، هو دعم التصنيع بكافة مراحله وأنواعه في المملكة، والحصول على أعلى قدر ممكن من القيمة المضافة داخل المملكة، ولا شك أن بناء قطاع التعدين يخدم الوطن والمواطن على المدى الطويل، ويُساهم في ايجاد الآلاف فرص العمل لأبناء المملكة خاصة في الوظائف التقنية ذات المردود المادي الجيد. كما يساهم في وجود فرص استثمارية للمواطنين والشركات العالمية.. وأضاف النعيمي: «بأن هذه المشاريع العملاقة تساهم في التنوع الاقتصادي وتحقيق العوائد المرتفعة للمساهمين والمستثمرين، ونقل وتوطين التقنية والمهن ذات المهارات العالية». وأضاف معاليه: «إن صناعة التعدين تشكل أساساً مهماً لتنوع الاقتصاد وتطوير صناعات جديدة معتمدة على مخرجاته».