ظل الشباب يعاني من مسلسل نزيف النقاط في دوري "عبداللطيف جميل" السعودي للمحترفين حتى نهاية الجولة ال16 وابتعد عن المنافسة على لقب الدوري منطقياً، ففي آخر خمس مباريات لم يتمكن "شيخ الأندية" من تحقيق الفوز إذ لم يحصد سوى ثلاث نقاط فقط من أصل 15 نقطة، وتلقى الشباب خسارتين من النصر والشعلة فيما تعادل مع العروبة والاتحاد والرائد، ولعل الملاحظ أن "ليث العاصمة" بدأ يفقد هيبته من جولة لأخرى حتى إنه أصبح خصماً لا يُحسب له حساب من قبل خصومه بخلاف ماكان عليه في المواسم الماضية، ومن الممكن أن يزداد الوضع سوءاً في المرحلة المقبلة إذا لم يتحرك الشبابيون. أمور عدة أدت إلى تدهور نتائج الشباب بهذا الشكل وتراجعه للمركز الخامس، ولا أبالغ إن قلت بأن الوضع الشبابي لا يرضي الشامتين به قبل أنصاره خصوصاً وأن تنافس أكثر من فريق على البطولات يمنح المشاهد المتعة والإثارة التي بات يبحث عنها في المسابقات الأوروبية بعد أن أصبحت تتواجد لدينا خارج المستطيل الأخضر، وبالرغم من تحمل أطراف عدة مسؤولية الإخفاق الشبابي إلا أن الإدارة لها نصيب الأسد كونها تمتلك القرار في النادي وبيدها معالجة تلك الأخطاء وتصحيحها. فيريرا أثبت عجزه.. واستمراره سيدخل الفريق نفقاً مظلماً منذ بداية الموسم ومستويات الشباب متذبذبة ويعود ذلك للأسماء البارزة التي خسرها الفريق أمثال المهاجم ناصر الشمراني الاسم اللامع في سماء الكرة السعودية خلال الأعوام الأخيرة، والمهاجم الأرجنتيني سبيستيان تيجالي الذي نال لقب هداف الدوري في الموسم الماضي، ولاعب الوسط البرازيلي كماتشو الذي يُعد أحد أفضل اللاعبين الأجانب الذين احترفوا وركضوا في الملاعب السعودية، ودفع الشباب ثمن التفريط بهذا الثلاثي غالياً من خلال خروجه المر من دوري أبطال آسيا على يد كاشيوا الياباني خصوصاً وأن الأسماء التي جُلبت لم تخدم الفريق بالصورة المطلوبة والمتوقعة منها بالذات لاعب الوسط الكولمبي توريس، الخسارة الآسيوية ألقت بظلالها على النادي العاصمي فالمدرب عقوبة معاذ موفقة.. ومستقبل الليوث بيد الإدارة البلجيكي ميشيل برودوم رفض البقاء في منصبه واتفق مع الإدارة على فسخ العقد بالتراضي، وسار رئيس النادي خالد البلطان على نهجه إذ أعلن عن رغبته في الرحيل وعزمه الاستقالة وهو ما تسبب في مشاكل عدة داخل الفريق أُشبعت طرحاً في وسائل الإعلام لعل أبرزها قضية حسن معاذ التي لا تخفى على الرياضيين. رحيل برودوم وقرار البلطان بالرحيل من رئاسة النادي كانا سببين رئيسيين في تذبذب مستوى ونتائج الفريق، فالمدرب البديل ايمليو فيريرا لم ينجح في مهمته بالرغم من قربه من الفريق إبّان اشراف برودوم عليه، أما ابتعاد البلطان فأثر معنوياً على اللاعبين باعترافهم في وسائل الإعلام خصوصاً وأنه ابتعد فعلاً عن الفريق لفترة محدودة وهو ما تسبب في فراغ إداري كبير. رئيس الشباب تراجع عن قراره وعاد لمنصبه وعمله إلا أن المدرب البلجيكي فيريرا ظل حتى اللحظة مدرباً للشباب وهو ما جعل حال الفريق كما هو عليه وأسوأ، ولا أعلم حقيقة عن سر تمسك الشبابيين بهذا المدرب الذي حظي بفرصة قد لا تتكرر له بتدريب فريق بحجم الشباب. فيريرا "ليث العاصمة" يعاني من مشاكل فنية عدة والمتابع له يُدرك جيداً بأن الفريق بحاجة إلى تدعيم صفوفه بلاعبين مميزين في خانات عدة، فالدفاع بحاجة إلى لاعب آخر إلى جانب ماجد المرشدي المنضم حديثاً للفريق خصوصاً بعد رحيل المدافع الكوري كواك للهلال، وخانة المحور تعاني كثيراً وسببت بضعفها مشاكل في المنطقة الخلفية، أما الهجوم فحاله مأساوى إذ لا يتواجد فيه سوى مهاجم واحد فقط (عيسى المحياني) بعد إصابة نايف هزازي الذي سيبتعد حتى نهاية الموسم، وإصابة مهند عسيري، وبالرغم من ذلك إلا أن تحركات الإدارة الشبابية تستحق أن يُطلق عليها "خجولة"، ففترة الإنتقالات الشتوية بدأت منذ أكثر من عشرة أيام والإدارة لم تجلب سوى ماجد المرشدي (حتى إعداد هذه المادة)، في وقت كان من الأحرى أن تكون الإدارة قد حسمت ملفات اللاعبين الجُدد قبل بداية الفترة الشتوية لاسيما وأن احتياجات الفريق ظهرت جلية منذ فترة طويلة، ما يُحسب للإدارة الشبابية خلال الفترة الأخيرة هو قرارها الشجاع بإبقاء المدافع حسن معاذ شبابياً ومعاقبته وفق لوائح الإحتراف بعد تصريحه الذي أظهر فيه رغبته بالرحيل من النادي بالرغم من أن عقده تبقى عليه أكثر من عامين، فهي بهذا القرار قطعت الإدارة الطريق على أي لاعب يفكر في السير على ذات النهج، الشباب بحاجة إلى لاعبيه ونجومه وسياسة التفريط في النجوم إذا ماعادت فإن الرئيس الشبابي سيهدم كل مابناه في الأعوام التي حقق فيها نجاحات هائلة مع النادي. الشبابيون تنتظرهم مشاركة آسيوية مهمة، واستمرار الحال على ماهو عليه يُنذر بمستقبل سيئ للفريق في البطولة الآسيوية خصوصاً وأنه سيلعب في مجموعة قوية، لا يزال أمام الشباب ثلاث بطولات متاحة، كأس ولي العهد وكأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال ودوري أبطال آسيا، وبإمكان الفريق أن يظفر بها شريطة أن تكون هنالك رغبة قوية من إدارة النادي بوضعها من ضمن أهدافها التي لن تتحقق إلا بعمل جاد وبميزانية تجلب للفريق لاعبين محليين وأجانب مميزين يُشكلون إضافة للفريق. الحلول المطلوبة من الإدارة لا تقتصر على التعاقدات فقط بل إن استمرار المدرب البلجيكي فيريرا سيقود الفريق نحو نفق مظلم، الفترة السابقة كانت كافية لأن يثبت فيريرا بأنه لن يخدم الشباب ولا يمكن أن يحقق له نتائج تقوده لتحقيق آمال جماهيره، بالإضافة لذلك فإن قرار تغيير المدرب سينعكس على اللاعبين بشكل إيجابي خصوصاً وأن مستويات عدد كبير منهم تتراجع من جولة لأخرى بأسباب فنية وإدارية.