واكب الأجواء الباردة التي تشهدها المملكة هذه الفترة انتعاشًا في أسواق الفحم والحطب في جميع المناطق لاسيما مع تفاوت تدني درجات الحرارة بها، وتباينت الأسواق في حجم تجارة الوسائل التقليدية للتدفئة ففي المناطق الساحلية ينخفض الإقبال، في حين تنشط الحركة الشرائية في المناطق الجبلية والصحراوية. منطقة المدينةالمنورة تصنف ضمن المناطق ذات الأجواء الباردة شتاءً، ويحرص سكانها على الاستفادة من وسائل التدفئة المتنوعة، ويظل الحطب الأفضل بالنسبة لهم، خاصة الأنواع الأكثر شهرة التي عُرفت في الجزيرة العربية منذ القدم كالسمر والقرض، والطلح، والارطاء، والسيال، والسلم، والرمث، والحمض، والغضى. من جهته أوضح معوض صالح المزيني مالك أحد محال بيع الحطب والفحم ومستلزماتها أن أفضل أنواع الفحم هما القرض والسمر، ويشهدان ارتفاعًا في سعرهما، ملمحًا إلى أن موسم المربعانية الذي يبتدئ به الشتاء عادةً يكون الإقبال فيه على الشراء كبيرا، إلى جانب ارتفاع الطلب على مستلزمات أخرى يبيعها في محله مثل المنقل الذي يوضع فيه الحطب أو الفحم، والملقاط، والمنفاخ، وهي أدوات تستخدم لإشعال النار. وذكر أن الحطب والفحم يجلب خامًا وبأشكال متعرجة وغير نظيفة ويقومون بتقطيعها وتنظيفها ورصها وتعبئتها في أكياس مختلفة الحجم ومن ثم عرضها للزبائن، ويقول عبدالرحمن صالح الرشيدي إنه جاء لشراء بعض الحطب والفحم بغرض التدفئة، مفيدا أن والديه يفضلان الطريقة التقليدية في التدفئة، وهو يشتري الحطب والفحم لهذا السبب، مفضلاً المحلي على المستورد في حين أنه ضد الاحتطاب الجائر الذي أضر ببيئتنا النباتية. وبين المستهلك حميدان الحربي أن أسعار الحطب تشهد ارتفاعاً كبيرًا هذه الفترة وأن الكمية التي تباع قبل موسم الشتاء ب80 ريالًا أصبحت ب120 ريالًا، غير أن عباس علي خالفه الرأي وقلل من ذلك، وعد الارتفاع معقولاً، أخذًا في الاعتبار الجهد المبذول في توفير الحطب والفحم والوقت الذي يحتاجانه لتنظيفهما. ومع هذه الأجواء الشتوية يشهد متنزه البيضاء البري بالمدينةالمنورة توافد أعداد كبيرة من الشباب والأسر لقضاء أوقات ماتعة في أحضان الطبيعة، ويقول أحمد محمد مسعود إن الأجواء البرية جميلة هذه الأيام، خاصة بعد هطول الأمطار الأخيرة على المنطقة بصفة عامة، وأضاف إنه جاء مع بعض الأصدقاء لقضاء عدة أيام، مشيرًا إلى أن المتنزه جهز بوحدات للإضاءة والفرش في حين توفر المحال الخيام والفحم والحطب وغيرها مما يحتاجه عشاق التخييم. واتفق عبدالله معتوق الذي قدم مع أسرته إلى المتنزه مع ما ذكره مسعود، وأبان أنه يأتي بشكل أسبوعي تقريبًا ليتمكن أبناؤه من ركوب الخيل والابل والدراجات النارية والاستمتاع بالحياة البرية. ونظرًا للإقبال على المتنزه نشطت بعض الأعمال الموسمية التي استغلها الشباب للكسب المادي كتأجير الخيام والدراجات النارية والخيول وغيرها، وهذا ما دفع بياسر عبداللطيف إلى تخصيص مكان أمام حركة العابرين من وإلى المتنزه لبيع الشاي والقهوة على الفحم، معللًا إعدادهما بهذه الطريقة لتميز مذاقهما وزيادة الإقبال على الشراء، مبينًا أن قيمة ما يستهلكه من حطب القرض في الإعداد ليومين تتجاوز 350 ريالًا.