أنعشت الأجواء البادرة التي تشهدها المملكة، أسواق الفحم والحطب في جميع المناطق، لاسيما مع تفاوت تدني درجات الحرارة بها، وتباينت الأسواق في حجم تجارة الوسائل التقليدية للتدفئة ففي المناطق الساحلية ينخفض الإقبال، في حين تنشط الحركة الشرائية في المناطق الجبلية والصحراوية وهو ما ادى الى ارتفاع الاسعار بنسبة تصل الى 50%. وتصنف منطقة المدينةالمنورة ضمن المناطق ذات الأجواء الباردة شتاءً، ويحرص سكانها على الاستفادة من وسائل التدفئة المتنوعة، ويظل الحطب الأفضل بالنسبة لهم، خاصة الأنواع الأكثر شهرة التي عُرفت في الجزيرة العربية منذ القدم كالسمر والقرض والطلح والإرطاء والسيال والسلم والرمث والحمض والغضى. ويقول فواز الحربي إن الحطب الذي يرد من المناطق ذات البيئة الصحراوية المعروفة بندرة المياه يكون بجودة عالية لأن اعواده صلبة وقوية، ويرى أن الاسعار ارتفعت بشكل ملحوظ خلال الفترة الماضية، ويوضح معوض صالح المزيني مالك أحد محال بيع الحطب والفحم ومستلزماتها أن أفضل أنواع الفحم هما القرض والسمر، ويشهدان ارتفاعًا في سعرهما, ملمحًا إلى أن موسم المربعانية الذي يبدأ به الشتاء عادةً يكون الإقبال فيه على الشراء كبيرا, إلى جانب ارتفاع الطلب على مستلزمات أخرى يبيعها في محله مثل المنقل الذي يوضع فيه الحطب أو الفحم, والملقاط, والمنفاخ, وهي أدوات تستخدم لإشعال النار، ويضيف أن الحطب والفحم يجلب خامًا وبأشكال متعرجة وغير نظيفة ويقومون بتقطيعها وتنظيفها ورصها وتعبئتها في أكياس مختلفة الحجم ومن ثم عرضها للزبائن. ويقول عبدالرحمن صالح الرشيدي إنه جاء لشراء بعض الحطب والفحم بغرض التدفئة, مفيدا أن والديه يفضلان الطريقة التقليدية في التدفئة، وهو يشتري الحطب والفحم لهذا السبب، مفضلاً المحلي على المستورد في حين أنه ضد الاحتطاب الجائر الذي أضر البيئة النباتية. وبين المستهلك حميدان الحربي أن أسعار الحطب تشهد ارتفاعاً كبيرًا هذه الفترة وأن الكمية التي تباع قبل موسم الشتاء ب80 ريالًا أصبحت ب120 ريالًا, غير أن عباس علي خالفه الرأي وقلل من ذلك، وعد الارتفاع معقولاً، أخذا في الاعتبار الجهد المبذول في توفير الحطب والفحم والوقت الذي يحتاجانه لتنظيفهما. ومع هذه الأجواء الشتوية يشهد متنزه البيضاء البري بالمدينةالمنورة توافد الشباب والأسر لقضاء أوقات ماتعة في أحضان الطبيعة، ويقول أحمد محمد مسعود إن الأجواء البرية جميلة هذه الأيام، خاصة بعد الأمطار الأخيرة على المنطقة، وأضاف ان المتنزه جهز بوحدات للإضاءة والفرش في حين توفر المحال الخيام والفحم والحطب وغيرها مما يحتاجه عشاق التخييم.واتفق عبدالله معتوق الذي قدم مع أسرته إلى المتنزه مع ما ذكره مسعود، وأبان أنه يأتي أسبوعيا ليتمكن أبناؤه من ركوب الخيل والابل والدراجات النارية والاستمتاع بالحياة البرية.
