في العالم كله يسعى القادة لبذل منجزات محدودة، متطلعين إلى موقف ثناء يأتي من مواطنيهم.. وفي عالمنا الثالث قد لا يكون كافياً أو مقنعاً، لكنه وسيلة اقتراب من مجموع يتحسّر على ديمومة ركوده.. الرجل التاريخي.. الملك عبدالله بن عبدالعزيز.. لم يهتم بالثناء، وإنما اهتم بأن يتّجه أي مسؤول نحو احتياجات المواطن أكثر مما يتّجه إليه فيما يريده من ثناء.. لأن شمولية تطوير كل مواقع احتياجات المواطن، شخصية أو مهنية أو معيشية، أو استفادته من اقتصاد عام وأمن عام واستقرار عام.. هو ما يبرز ويوضح حقائق شمولية التطور العام، شمولية حضور الوعي العام.. ثم - وهذه أهمية ليست بالسهلة - تواجده كرجل قدرة تمنع كفاءته أي تدخلات لمحاولات أجنبية أو محلية تبحث عن إشاعة الهبوط لا التطور.. الملك عبدالله الذي عايشنا وعرفنا وقدّرنا جزالة ما بذله في وطنه من مساعٍ متعددة انطلقت بهذا المواطن، الذي أعطاه الملك عبدالله جزيل الاحترام من منطلق زمالة الأخوة السائدة بين الجميع هو الذي - حفظه الله - فرض تميّزنا.. تميّز مجتمع بدأ بوجود بداوة يدرك الآباء معظمهم والأجداد جميعهم كيف كانوا بعيدين عن كل واقع عربي متواجد آنذاك، ثم إذا بهم.. مرّ بهم عصر تطور متواصل لم تكن مهمته سهلة، حتى أتى رجل التاريخي الذي لا يُنسى؛ فأوجد - داعماً ما هو قبله - تعدّد مصادر منطلقات الوصول إلى حقائق ما تمكنت الدول الأولى من الوصول إليها كفاءة في الاقتصاد وجزالة في الأمن وقدرات وعي اجتماعية عامة.. لقد جدّد - حفظه الله - منطلقات التطوير حتى أصبحنا في مناعة تبعدنا عن واقع الانحدار العربي، وفي واقع احترام مع زمالة تقدمية.. هنا.. وبتعدّد الفوارق؛ نحن لا نخاف من تدخلات تسعى لتوفير ما يحاولون به إيقاف منطلقاتنا، لكننا نجزم أن وعْي مواطننا يدرك جيداً مساعي راقية بُذلت منذ عشرات السنين لإعطائه تميّزاته الخاصة، وعليه - وهذا المهم جداً - أن يعي جزالة ما قدّمه هذا الواقع الراهن من كفاءة الوصول إلى كل ما هو أفضل.. عليه أن يدرك ذلك انتماءً ووعياً ومواصلات تقدم..