لم تكن متابعة اللقاء المتميز الذي تم يوم أمس الأول (الأحد) بين خادم الحرمين - الرجل التاريخي - ومَنْ تشرفوا بالسلام عليه قد تمت معهم ولا مع مَنْ يتابعون دائماً مثل هذه المناسبة من أكثريات في ذلك، وإنما كان جميع المواطنين من أقصى أبعاد المسافات السعودية في زمن فرح وسعادة وهم يطمئنون على صحة رجل رائد.. رجل لم يكتفِ ببعض مما هو واجب، كما هو الحال في كل الدول الأخرى، وإنما كانت الجماعية الشعبية تعرف جيداً وبشواهد ليست بالسهلة أن الملك عبدالله لم يكتف بما يحتاجه الحاضر من منجزات ليست بالمعتادة ولكنه قدم للتاريخ القادم جزالة التطوير تعليمياً وصناعياً واقتصادياً في كل ما لا يستطيع أحد أن يتناساه.. وبضرورة الاختزال في مقال يومي فإن أمامنا في شواهد تاريخنا أربع مراحل لم تكن بالسهلة إطلاقاً.. يبدأ ذلك بصعوبة المهمات التاريخية النادرة التي تبناها الملك عبدالعزيز - رحمه الله - عندما أتى إلى تنوّعات قبلية عديدة تتصرف كل فئة كما لو كانت ذات سيادة خاصة، أضف إلى ذلك بساطة ما كانت عليه القرى - التي أصبحت مدناً فيما بعد - في مفاهيمها وضآلة مقدرات حياتها وجهل تام بما هي عليه الشعوب العربية من منطلقات تقدم.. فأقام - رحمه الله - بعقلية وعْي وتسامح أول وجود دولي للجزيرة العربية المهملة عبر تاريخ طويل كحضور استقلال ثم ممارسة بناء يوحّد حقيقة وجود الدولة.. نعرف جميعاً أيضاً أن الملك فيصل - رحمه الله - واجه عداوات في اتجاه كل الحدود واستطاع أن يردع مَنْ كانوا يعتقدون سهولة أساليب التدخل.. وتأتينا مرحلة ما بذله الملك فهد - رحمه الله - من حضور لمجتمعه ضد ما حاول العراق أن يفعله من تهديد لكل وجود شرقنا العربي.. أمرّ بذلك بإيجاز لأنه معروف جيداً في معلوماتنا.. كذلك معروف لدينا أننا حين نمارس مهمات الانطلاق نحو بناء وحدة اجتماعية ووجود ما يمكن وقتها من قدرات اقتصادية وتعليمية نجد أن الملك عبدالله في مرحلته الراهنة أوجد وبوضوح بل وبحقائق تؤكد وبشواهد ليست بالسهلة جزالة ما ارتفعت إليه قدرات الاقتصاد أو كفاءة تنوّعات اتجاهات التعليم، وبالذات نحو التفوق العلمي، حتى إن المملكة أصبحت موجودة في تميّزها المثالي عربياً وزمالتها الواضحة في كفاءة علاقات دولية جزلة النتائج.. ولعل ما نشرته يوم أمس في زاوية «لقاء» كشف لآخرين ما كتبه وقاله كل من السفير الأمريكي والسفير البريطاني من آراء حول جزالة التقدم والتوحّد.. ولا أعتقد أن أي مواطن يحتاج إلى شواهد تأكيد، حيث إن المنجزات الهائلة تميّزاً وجزالة نتائج هي التي أخذتنا بقيادة الملك عبدالله بعيداً جداً عن سلبيات العالم العربي وخلافاته المحلية.. الرائع فيما هو عليه الملك عبدالله من إبداع هو أنه حوّل الزمن والقدرات الاقتصادية بسرعة مذهلة إلى الوصول دائماً وبتنوّع نحو الأفضل.. الأفضل الذي جعلنا نمثّل الوجود العربي الأرقى محلياً والأكثر إيجابية وعقلانية في التواصل مع الوجود العالمي الأهم والأكثر حضوراً لواقع تنوّعات التقدم..