تزايد عدد مستخدمي الانترنت في المملكة بشكل كبير على مستوى العالم حتى استطاعوا أن يتصدروا المراكز الاولى للمشاهدة عالمياً على اكبر المواقع الاجتماعية كاليوتيوب، ويرى الدكتور سعود كاتب مدير عام الاعلام الخارجي بوزارة الاعلام، أن تنوع الانتاج المرئي الذي يلامس هموم المجتمع المحلي بطريقة كوميدية أمثال قناة مسامير، وإيش اللي، وصاحي وغيرها، قد ساهمت بلا شك في ارتفاع مستوى المشاهدة في اليوتيوب حيث تعتبر المملكة اليوم من اعلى دول العالم في نسب المشاهدة، إضافة إلى الانتشار الواسع للهواتف الذكية التي قد تصل نسبتها إلى 195% بمعنى ان كل فرد قد يحمل جوالين أو أكثر وهذا رقم عالي جداً، إضافةً إلى وقت الفراغ لدى الشباب مما يجعلهم يلجؤون الى هذه الاداة ناهيك عن زيادة استخدام الانترنت. كما يؤكد كاتب أن نسبة استخدام بعض شبكات التواصل الاجتماعي ارتفعت حتى وصلت الى 3 آلاف بالمئة كما هو الحال مع تويتر، في حين شهد بعضها انخفاضا مثل الفيس بوك وذلك نتيجة المنافسة وتحول مستخدميه الى شبكات اجتماعية اخرى. بدوره يقول عبدالله الغدوني أحد السعوديين الحاصلين على رخصه المعهد البريطاني للتسويق الإلكتروني للمحترفين أن 65% من مشاهدات اليوتيوب تمت عبر الهواتف الذكية او ما يشابها من الاجهزة اللوحية. ويضيف أن الملاحظ على توجهات قنوات اليوتيوب هو الاتجاه الساخر، وبلغة الارقام فإن هذا الاتجاه سيصيبه ضمور وستظهر قنوات هادفه تقوم على دراسة مسبقة محددة الاهداف والاتجاهات وتتبع الطرق الصحيحة لتحقق ما تصبوا إليه. مشيراً الغدوني إلى أن اغلب برامج اليوتيوب الحالية ذات المتابعة العالية في السعودية تغطي مواضيع متشابهة حول النقد غير البناء عامةً، سواء للسلوكيات بالمجتمع أو مؤسساته، وهذا مع مرور الوقت سنرى أنه سيفقد بريقه بازدياد الوعي لدى المتابعين والتوجه لمحتوى أكثر قيمة مثل التعلم الذاتي، حيث نرى وتيره متصاعدة لهذا النوع من المحتوى وهو ما يندرج تحت مسمى (Do It Yourself) "تعلم بنفسك"، وأظهرت الأرقام والتنبؤات كما يقول الغدوني بانتشار وازدياد الاهتمام بالمحتوى التعليمي غير التقليدي من قبل الشركات وحتى الافراد وذلك لازدياد الطلب عليه لعدة عوامل أهمها: ازدياد الفجوة بين المحتوى ومناهج التعليم التقليدي وثورة النمو للمعارف عن طريق التقنية وطرق التعلم من قبل مستخدمي الانترنت، ووجود علاقة وطيدة بين توفر المحتوى تحت الطلب وانماط استهلاك البشر للمحتوى مهما اختلف نوعه وقلة تأثير الإعلان المباشر. وهذه المعلومات وفق ما جاء عبر دراسات من (Google,Nielsen) وغيرها من شركات البحوث حول التسويق وسلوك المستهلكين. من جهته يقول المصور الفوتوغرافي السعودي عوض الهمزاني أستاذ التصوير الصحفي في كلية الدعوة والاعلام بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية، إن الاعلام الجديد عبر قنوات التواصل العنكبوتي ساهم بنقل اخبار الاعلام التقليدي بشكل واسع، وذلك من خلال عملية تحول الافراد من متلقين للأخبار الى ناقلين لها، فساعد ذلك بارتفاع مستوى المصداقية والاحترافية، كما ان الاعلام الجديد استطاع نقل أخبار واحداث تجاهلها الاعلام التقليدي ولم يتجاهلها الجمهور مما دعاهم الى متابعتها. مضيفاً أن الاعلام الجديد والاجهزة الذكية قامت بدور سلبي أدى الى قلة التواصل الاجتماعي الحميم، والاقتراب اكثر من الانعزالية، فالأطفال والشباب كما نلاحظ يفضلون اللعب بالايباد اكثر من اللعب مع أقرانهم بمعزل تام عن الواقع وهذا خطأ فادح.