يناقش كتاب موت اللغة "لديفيد كريستال" والذي قام بترجمته الدكتور فهد اللهيبي حتمية اندثار اللغة وعلاقة ذلك بالمتحدثين بها، حيث تناول في الفصل الأول عن ماهية موت اللغة، وكيف يحدث مستشهداً بسرعة موت بعض اللغات التي قل المتحدثين بها في فترات سابقة، ليستعرض بعد ذلك إلى أعداد اللغات الحية؛ ذاكراً شح الدراسات الاستقصائية في هذا المجال حتى منتصف القرن العشرين، بالإضافة إلى صعوبة التفريق بين اللغة واللهجة، وأثر ذلك في العدد الإجمالي للغات، ويطرح المؤلف ما يجب على العلماء المتخصصين في اللسانيات عمله نحو اللغات. وفيما يتعلق بالفصل الثاني فيجيب المؤلف على السؤال التالي"لماذا علينا أن نهتم؟" مقدماً من خلال هذا السؤال موضوعات تناقش سبل اهتمامنا ببقاء اللغة وأهمية اللغة في التعبير عن الهوية مؤكداً بذلك أن على ضرورة تعدد التعدد اللغوي لحياة البشرية وموضحاً أن فقدان لغة ما يمثل كارثة إنسانية في المقام الأول لأن موتها وفقدانها يعني فقدان شعبها وتاريخه الثقافي والإنساني بكامل أوجهه. كما يوضح المؤلف في هذا الكتاب ارتباط اللغة بالثقافة من حيث أن اللغة تمثل التاريخ والثقافة والأسلوب الوحيد والمهم الذي ينقل الإنسان المتكلم ثقافته إلى مجتمعات أخرى من خلال وسائط لغوية وغير لغوية متعددة. وفي الفصل الأخير من الكتاب يستعرض المؤلف الأسباب التي يمكن الأخذ بها لإنقاذ لغة ما من خطر الانقراض تحت عنوان"ماذا يمكن عمله؟" مبيناً أن معظم حالات اللغات المهددة لا يمكن أن تعرف عناصر قوتها بسهولة، فقد تستمر لغات في الحياة دون أن نتعرف بشكل واضح على أسباب ذلك، وقد ناقش المؤلف من هذا المنطلق ستة عوامل مهمة تجعل اللغة أداة للاتصال بين الأجيال. يأتي في مقدمة هذه العوامل تعزيز هيبة الجماعة؛ إلا أن تسخير التقنية في الترويج للغة معينة يعد أمراً حاسماً رغم الفرصة المتساوية لكافة المتحدين الراغبين في نشر ثقافاتهم وتاريخهم اللغوي.