شكلت التجمعات الدورية لرواد الإنترنت المحترفين في تصميم الجرافيكس بناء منفذ آخر غير العلم الجامعي والتعليم الفني، داخلين من أقوى أبواب التنافس، حيث استطاعوا هؤلاء الأشخاص بناء بنية تحتيه إلكترونية قوية لتعليم تلك الفنون بتسليط الضوء على جميع الأركان متجنبين تضليل جميع الهوامش. فقد استطاع المبتدئون في استخدام الحاسب الآلي المحترفون في استخدام جميع برامج التصميم كالفوتوشوب والكورل درو والفلاش و3 MAX وغيرها من البرامج، حيث عملوا ما لم تعملة بعض المعاهد التدريبية. ورغم وجود الكثير من المواقع التعليمية التي لا نجدها تركز على مهام رئيسية ألا أن هناك مستخدماً أو عضوا تراه يتحدث عن تلك الركائز. فدخول الإنترنت والتعلم عن طريقة بدايتا من التعلم من الغرب، فحين دخول الإنترنت للمملكة بدأت المواقع الغربية في الانتشار المتزايد، من مواقع شركات ومؤسسات إلى المواقع الشخصية، التي من خلالها تعلمنا وأصبحنا ننشىء المواقع العربية بالتفكير الغربي. ومع تقدم المواقع التعليمية ونضوجها أصبح التنافس القوي بين المصممين في حين كل شخص يريد أن يفرد براعته في التصميم حتى صممت المواقع بطريقة التصميم المتحرك وبدأت تتطور أكثر وأكثر. وعلى سبيل المثال مواقع التعليمية التالية www.42at42.com , www.flashyat.com ، www.droos.net وتلك المواقع والذي يرتادها الكثير من الشباب العربي من دول الخليج أو من الشرق الأوسط، أثبتت بأن مجال التعليم الإلكتروني ناجح من هذا المنطلق، حيث التعليم والتطبيق والخبراء إجتمعوا تحت سقف واحد ليولدون أجيالاً مبتدئين إلى المحترفين. ولكن أصبحت المخاوف تكمن في نفوذ الفكر العام وازدواجية الأفكار، ففي السنوات الأخيرة أصبح الروتين العام للموقع العربي معروفا من أول نظرة.. وأصبحت الموقع العربي الشخصي يتضمن ما تتضمنه جميع المواقع الأخرى. ويوضح الأستاذ فيصل بن عبدالله الحلوان - مصمم ومدير خدمة العملاء والدعم الفني في شركة النظم الوطنية للحاسوب ناشر نت أن التصميم العربي بوجهه العام يبشر بالخير.. فتارة نشاهد مشهد إعلاني في الشوارع أو التلفزيونات أو مواقع الإنترنت من أيدي عاملة عربية سعودية متميزة بمرونة لمساتها وسهولة تفكير ما المقصود من التصميم من الوهلة الأولى، فالتطور والطموحات تبشر بخير سواء على المستوى السعودي خصوصا أو العربي عموما. ولكن تبقى مشكلة اختلاف الأذواق وإرضاء الجميع الشغل الشاغر لكل مصمم يهدف إلى إرقاء مستواه الفني في مجال الجرافيكس. ويضيف الحلوان بأن الفروقات بين اللمسات العربية والغربية لا تكمن في نقطة واحدة ولكن منبعها يعتمد على جوانب كثيرة أهمها المستوى الفني والمهارات لدى المصمم وإتقانه للبرامج والتطبيقات التي يعمل عليها وإلمامه بالمستجدات في مجال عملة، ولا ننسى الذوق العام والحس الفني في اختيار الأفكار والألوان حسب ما يتناسب مع نشاط الموقع والخدمات التي يقدمها. ولاشك أن الاهتمام بالتفاصيل من أهم أسباب نجاح التصميم، ولكن يجب البداية بالعناصر المهمة ثم بالعناصر الأقل أهمية. ويبقى مضمون ما يميز التصاميم الغربية عن العربية هو البساطة في تقديم محتوى أجمل والذي سيكون السبب الرئيسي في جذب الزوار ولكن هذه الفروقات بدأت في التلاشي مؤخراً. ولا يخفى على كل مصمم ضرورة الاحتفاظ بهدف التصميم، وألا يسكنه غروره عند الانتهاء من التصميم المعني، وأن يطبق آراء الآخرين، فبعض الأشخاص ما يلبثون في أن يبدأوا في التصميم حتى تاهت أفكارهم فهنا تعود ضرورة استخدام الأوراق الخارجية لتدوين أساسيات التصميم وأهدافه، أو رسم المنظر العام للتصميم على ورق خارجي باليد. فتأتي الموهبة أخيرا فالموهبة عامل مهم لأي محترف تصميم ولكنها ليست ضماناً لنجاح المصمم، فالاجتهاد يلعب دوراً كبيراً بالإضافة للحظ!!. فالاجتهاد يعني التضحية والضغط على النفس، أما الحظ فهو الوصول إلى القوة التي تحكم التصميم حولك.. فإن لم تكن موهوباً بإمكانك النجاح إذا حققت الأمور السابقة. ويضيف الحلوان متسائلا أين الجمعيات التي تهتم في العناصر البشرية التي تهتم في مجالات الجرافيكس وفنون التصميم الآلي بشكل عام. مشيدا ببعض الرجال الذين صمموا مواقعهم الشخصية للتعليم وفتح باب العلم الإلكتروني المجاني الذي طورت مواهب الأفراد من جميع الأجناس ذكورا وإناثا دافعا العلم الإلكتروني في هذا المجال إلى الأمام. ولاشك أن العنصر النسائي أثبت جدارته من خلال طرح الآراء أو نشر المعلومة الصحيحة، حيث أثبتت المرأة العربية والسعودية على الوجه الأخص جدارتها في تحقيق نجاحات عالية، لاسيما أن تصفح المعلومة من خلال الإنترنت لا يتطلب الحضور البدني أو الوقتي. وألم سؤال الإنترنت والاتصالات الحلوان حين سؤالي له عن الصعوبات أو التحديات التي واجهه أو ستواجه هذا المجال الرائع قائلا «كنت أخشى أن لا تسأل مثل هذا السؤال، فبوجهة نظري الشخصية والتي قد يختلف الكثير معي فيها هي أن أهم مشكلة تؤخر عملنا وتقدمنا في مجال التصميم أو في تطوير المواقع عموما والتي تميز الأعمال الغربية عنا هي عدم العمل بروح الفريق وتفضيل العمل الفردي!!.. وذلك بسبب احتراف الشخص وإتقانه لعمل مشروع كامل لوحده وحبا للعمل أيضا أحد أهم العوامل التي تفتقر العمل الجماعي، فالعمل الجماعي بحد ذاته يولد التطوير، النظرة بشمولية أكبر وأكثر، يعلمنا أخطاء الغير. فالغرب ليسوا أذكى منا بل وعلى العكس فإنك تجد في أبنائنا مواهب تنافس المستوى العالمي، ولكن تدفن في العمل الشخصي أو الاجتهاد الشخصي ويأتي ذلك بسبب التعصب حول العمل الفردي أو حب تعلم وممارسة جميع التخصصات وجمعها في شخص واحد.. وأضاف الحلوان أنه في حال أردنا لم شمل المصمم ودوره وأهميتة في عصر التقنية الحالي نعلم أن المصمم دوره بسيط ولكن فعال وكبير، ولنجاح هذا المصمم لابد من إلمامه بالأمور المحيطة بأعماله، فعلى سبيل المثال نادرا ما نشاهد مصمم جرافيكس لا يجيد لغة البرمجيات ففي هذه الحالة هناك صعوبة تواجهنا كمصممين هي دخول طريق آخر وعلم آخر هو البرمجيات، فهنا تأتي مسألة الوقت فلابد من استيعابنا للبرمجيات ليس بقدر التصميم ولكن بقدر كافٍ لإتقان عملي الفني (الجرافيكس). فالمصمم العربي- بالإضافة لكونه مصمماً يريد أن يكون مبرمجا فيضيع ما يميزه كمصمم حيث أن الوقت الذي سيمضيه في تعلم لغة برمجية معينة مع أنه في هذا الوقت كان يمكن أن ينمي مهاراته ويزيد معرفته في مجال عمله الأساسي (لا مانع من الإلمام والمعرفة في أمور أخرى في غير التخصص) ولكن لا يصح أن يحاول المرء أن يكون محترفا في مجموعة مجالات متباعدة التخصص. فالمصمم الأجنبي - بالإضافة لكونه مصمماً فإنك تجد لديه الإلمام بالأساسيات التي يحتاجها في تخصصات أخرى تهمه لإنجاز عمله ويقوم بتحويل الأمور الفنية البحتة (برمجة مثلا) لزميله المبرمج.. وهكذا. ولكن يأتي أمر مهم ومحير .. ونحن نطالب فيه بشدة.. إلى متى ستستمر سرقة الأفكار وسرقة التصاميم من البعض .. أين الحقوق الفكرية .. إلى أي مدى نحفظ أعمالنا التي سوف نعيش حياتنا لأجلها..؟؟!