نجح قائد فريق الهلال، المهاجم ياسر القحطاني (31 عاماً) في قيادة فريقه إلى تحقيق أول ثلاث نقاط في دوري المجموعات لبطولة دوري أبطال آسيا بنسخته الجديدة في أول لقاء يشارك فيه في المحفل الآسيوي، عندما أحرز هدفين جميلين في شباك حارس الريان القطري عمر باري، الأول من تصويبة رأسية متقنة، والثاني من تسديدة محكمة، قبل أن يحرز الشلهوب الهدف الثالث في نهاية المباراة، ليرسم «القناص» ملامح الفرح على محيا الجماهير الزرقاء، ويهديها أول انتصار وأول ثلاث نقاط منحت الفريق مركز الوصافة في المجموعة الآسيوية الرابعة مقاسمة مع فريق العين الإماراتي برصيد أربع نقاط. وأعاد «ابن الجنوب» ياسر القحطاني المولود في الخبر (شرق السعودية) في 10 تشرين الأول (أكتوبر) 1982 جزءاً كبيراً من ملامح موهبته التهديفية في هذا الموسم، فكان نجماً مميزاً فوق العادة في نزالات فريقه الكروية، إذ أحرز أهدافاً حاسمة، وقاد فريقه لانتصارات غالية في مسابقة كأس ولي العهد التي حققها فريقه من أمام النصر، إضافة إلى التألق اللافت في دوري زين السعودي، الذي جعله يحتل المركز الرابع في صدارة الهدافين برصيد 12 هدفاً حتى الجولة الأخيرة، ليؤكد القحطاني أن «الدهن في العتاقي»، وأن موهبته التهديفية تتجدد في كل حين وكلما تقدم به العمر في الملاعب السعودية. وبدأ ياسر حياته الرياضية منذ الصغر في فريق «الحواري» نجوم العقربية، قبل أن ينضم إلى فريق «لوتو» للصالات المغلقة، وشارك في دورات رمضانية عدة، أقيمت في ناديي الاتفاق والقادسية، وبرز في شكل لافت في دورة شركة أرامكو التي أقيمت في الظهران، لتنهال عليه العروض من قطبي الشرقية الاتفاق والقادسية، قبل أن يذهب إلى نادي الاتفاق ويخضع لتجربة فنية بإشراف المدرب السعودي فيصل البدين مدة أسبوع، الذي اقتنع بموهبته الكروية، لتسارع إدارة نادي الاتفاق إلى مفاوضة اللاعب وتقديم مبلغ 30 ألف ريال مهراً لقيده في كشوفات النادي، لكن ياسر لم يرضَ بالمبلغ، وأدى الاختلاف الذي وقع بين الطرفين إلى دخول نادي القادسية في خط المفاوضات، فحوّل مسار اللاعب إلى صفوفه ليخضع لتجربة فنية، أقنعت إدارة النادي والمدرب البرازيلي كابرال، الذي أمر بتسجيله في الكشوفات في مقابل 50 ألف ريال. وانضم ياسر إلى القادسية لاعب احتياط في الفريق الأول، ولم يستطع اللعب كثيراً أساسياً، وفي موسم 2000-2001 كان نادي القادسية ضمن فرق دوري الدرجة الأولى، وكان همه الأول الصعود إلى الدوري الممتاز، وفعلاً حقق ما كان يريده بعد أن قاد المهاجم ياسر القحطاني فريقه لصعود الدرجة الممتازة، بتصدره هدافي دوري الدرجة الأولى وهو في عمر لا يتجاوز ال21 عاماً، ليتم استدعاؤه إلى المنتخب الأولمبي، وكانت أولى مشاركاته ضمن بطولة دورة الصداقة الدولية المقامة في مدينة أبها، التي نجح من خلالها في التألق وأن يثبت نفسه للجميع، فضمه مدرب المنتخب السعودي الأول آنذاك الهولندي غيرارد فاندرليم إلى المنتخب الأول المشارك في بطولة كأس العرب، التي كانت المشاركة الأولى لياسر مع «الأخضر». واستطاع «القناص» أن يكسب إعجاب الجميع، بعد أن سجّل هدفين في مرمى المنتخب اليمني، وأسهم في فوز المنتخب بكأس الدورة. وفي موسم 1423ه، أبدع ياسر كثيراً وقدم أداءً مبهراً، وقاد فريقه إلى المربع الذهبي في الدوري السعودي، ثم قاد «الأخضر» إلى تحقيق كأس «خليجي16» في الكويت. وفي منتصف موسم 1425ه، ومع زيادة تألق ياسر القحطاني، سواء على صعيد فريقه نادي القادسية أم المنتخب، دخل ناديا الاتحاد والهلال بقوة للظفر بصفقة المهاجم الهداف، في واحدة من أقوى قضايا الموسم الرياضي السعودي، وكان عرض الاتحاد أقوى وأفضل من عرض الهلال مادياً، ولكن رغبة ياسر كانت أقوى، إذ أعلن عشقه للهلال وتفضيله عرض «الزعيم»، ليتم حسم صفقته رسمياً في صفقة كانت الأعلى من الناحية المالية حينها. وأبدع «القناص» كثيراً في مشواره مع «الأزرق»، وحقق بطولات محلية عدة، كما قاد «الأخضر» في كأس أمم آسيا 2007 ولفت الأنظار كثيراً بأهدافه الحاسمة، ليحصد المنتخب السعودي لقب الوصيف بعد خسارته في المباراة النهائية من العراق، كما نال القحطاني جائزة أفضل لاعب في قارة آسيا 2007، بعد منافسة حامية مع العراقيَيْن، يونس محمود ونشأت أكرم، وفي عام 2011 وقبل بداية الدوري السعودي قرابة الشهر، انتقل إلى نادي العين الإماراتي بصفقه إعارة لموسم واحد وبمبلغ ضخم يقارب ال1.5 مليون يورو، وحقق مع الفريق بطولة الدوري الإماراتي، قبل أن يعود مجدداً إلى «الزعيم» مطلع الموسم الرياضي الحالي ويقود الهجوم الأزرق في المنافسات المحلية ودوري أبطال آسيا.