شهد يوم أمس استهدافاً أمنياً جديداً ل»حزب الله» على طريق بعلبك على بعد كيلومترين اثنين من مركز للحزب وقد نتج بحسب المعلومات الأمنية عن سيارة مفخخة فجرت عند منعطف بلدة زبود ما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف عناصر الحزب ومدنيين، واحتراق سيارات ووقوع مصابين. ومنذ التفجيرين الانتحاريين قرب السفارة الإيرانية يعيش لبنان هاجس الخوف من الانتحاريين وخصوصا أنه منذ يومين تعرض حاجز للجيش اللبناني عند جسر الأولي لهجوم مماثل، حيث تقدم رجل وبيده قنبلة يدوية تجاه عناصر حاجز الجيش اللبناني فتنبه له العناصر وأطلقوا عليه النار فانفجرت فيه القنبلة وجرح جنديين وفرّ اثنان كانا يرافقانه إلى البساتين المجاورة، وبعد دقائق قليلة وعند حاجز علمان تم إطلاق النار على حاجز ثان للجيش اللبناني وفي مجدليون بقسطا (مدينة صيدا) حصل هجوم انتحاري مسلح ثالث بقنبلة يدوية ما أدى إلى استشهاد رقيب أول ومقتل عدد من المسلحين وبينهم الانتحاري وهو من مواليد مدينة صيدا ومن أتباع الشيخ أحمد الأسير المتواري عن الأنظار منذ معركته مع الجيش اللبناني في يونيو الفائت. وبروز ظاهرة الانتحاريين والأحزمة الناسفة والقنابل اليدوية باتت تثير القلق في لبنان وخصوصا أن هؤلاء ينتمون بحسب التحقيقات إلى بيئة لبنانية معينة ومعظمهم من عاصمة الجنوب صيدا. وقال سياسي صيداوي ل»الرياض»: «إن الشارع الصيداوي مصاب بالذهول منذ الكشف عن هوية الانتحاريين في الشهر الماضي اللذين اضطلعا بتفجير السفارة الإيرانية في 22 نوفمبر الفائت». مضيفا: «يبدو بأن التعبئة الطائفية والشحن المذهبي فعلا فعلهما، وأسهم تدخّل «حزب الله» السافر في الحرب السورية في إضرام مشاعر الغضب التي بات الشبان يفجرونها بهذه الأعمال». ويشير السياسي الصيداوي إلى «انتقال المواجهة في سورية بشكل واضح إلى الداخل اللبناني، هناك خوف من تنامي هذه الظاهرة وترجح معلومات أن تنتهي معركة القلمون قريباً وفي حال سقوط يبرود من المتوقع أن يأتي جميع المسلحين إلى لبنان عن طريق عرسال فيشكلون حزاماً مسلحاً بدءاً من طرابلس مرورا بعكار وصولا إلى جبل الشيخ حيث يسبب العدد الكبير من المسلحين بإشكالات مع المحيط». وقال السياسي الصيداوي: «إن عملية استهداف صيدا وهي بوابة الجنوب ونقطة العبور الرئيسية بين الضاحية والجنوب أمر خطر لأن انقطاع هذه الطريق يعني التشويش على حركة المرور وخصوصا ل»حزب الله» وأنصاره»، محذراً من أن هذه الظاهرة الانتحارية «تثير القلق وخصوصاً أنها تستهدف حواجز الجيش اللبناني».