لم يظهر الأهلي حتى الآن بمستوياته الفنية المميزة التي قدمها في الموسمين الماضيين، وكان خلالها من أبرز الأندية السعودية التي تقدم كرة حديثة مع نخبة من اللاعبين في مختلف الصفوف، يجمعهم الانسجام والروح العالية داخل الملعب، حتى بات الفريق حينها من أفضل الفرق المرشحة باستمرار لحصد البطولات، خصوصا بعد استقطابات ناجحة، دعمت الأهلي في المراكز كافة ووسط استقرار اداري وفني. فمع بداية الموسم الجاري اختفت ملامح الأهلي، ذلك الفريق المترابط المتجانس داخل الملعب، الذي تصعب هزيمته أو التفوق عليه بسهولة، فبات الفريق يفقد نقاطا سهلة على ملعبه وبين جماهيره، ويسير في مسابقة الدوري بخطى متثاقلة كسولة، رغم حفاظه على موقعه في المراكز المتقدمة في ترتيب الدوري، إلا أن الجماهير الأهلاوية أيقنت بعد خسارتين متواليتين في الأسابيع المنصرمة من عمر الدوري أن فريقها بشكله الفني الحالي لايمكن له الذهاب بعيدا في بطولة الدوري. ولعل من أهم الأسباب التي كانت خلف اختفاء هوية الأهلي مع بداية هذا الموسم هو الإخفاق المتواصل في التعامل مع المعضلة الهجومية، التي واجهت الفريق منذ منتصف الموسم المنصرم، واستمرت حتى الآن، بعد إصابات قوية أبعدت نجوما عدة في خط المقدمة الأهلاوي، وحتى بعد استقطاب المهاجم العراقي يونس محمود وعودة المهاجم البرازيلي فيكتور من الإصابة، وهي العودة التي جعلت الجماهير الخضراء تتفاءل بها، لم تستمر طويلا بعد قرار فني أخير من المدرب الأهلاوي البرتغالي بيريرا بالاستغناء عن خدماتهما، اضافة للاعب الوسط البرازيلي سيزار، وقبيل فترة الانتقالات الشتوية، وهو القرار الذي لازال مثار جدل في المدرجات الأهلاوية، ولم تجد له مبررا حقيقيا ومقنعا خصوصا وأنه كان بإمكان الجهاز الفني الاستفادة من الثلاثي حتى حضور بدلائهم، وهو مالم يتم، اضافة الى عدم منح الثقة للاعبين آخرين يعوضون هذا الغياب، وهو ما يلاحظ على الاختيارات المتعددة التي لجأ لها بيريرا في المباريات الأخيرة، والتخبطات الواسعة التي جعلت الأداء متذبذبا وغيب معه الروح العالية للاعبين، التي تاهت هذا الموسم. ولعل الدور الإداري المساند للجهاز الفني بيده الكثير من الحلول، لاستعادة الهوية الأهلاوية، وتصحيح الأخطاء المتواصلة، والقناعات الفنية التي أخفت توهج الأهلي، وهو الدور المفقود والصامت حتى الآن في أروقة الفريق "الأخضر".