أعلن وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أن مقاومة وصمود إيران ردع أمريكا عن مهاجمة بلاده. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية (ارنا)، امس، عن ظريف، قوله خلال زيارته الى مدينة مشهد (شمال شرق)، إن "مقاومة وصمود الشعب الإيراني هو الذي ردع أمريكا عن مهاجمة إيران". وأضاف "لا معني لما يعلنه الأمريكيون أن الخيار العسكري علي الطاولة، لأن الخيار العسكري لا يعود بالفائدة لأي أحد"، متسائلاً "ماذا استفاد الأمريكيون عندما استخدموا الخيار العسكري في بعض المناطق". وقال ظريف "نحن لا نثق بالغرب وهذه التصريحات لا تعود بالمنفعة لأمريكا ولا تمس أيضاً عزم ايران وارادتها.. وطهران ستواصل المفاوضات ما دام الأمريكيون متمسكون بالتزاماتهم". وحول الحظر المفروض من قبل الادارة الأمريكية ضد ايران، أشار وزير الخارجية الإيراني الى أن "هذا الحظر مستمر منذ 35 عاماً ولم يؤثر علي سياسات الجمهورية الإسلامية الإيرانية". الى ذلك قال رئيس مؤسسة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي، إن طهران ستواصل المفاوضات حول برنامجها النووي، على الرغم من وجود بعض التلاعب والالتفاف، مؤكداً أنها لن تتراجع عن حقوقها المنصوص عليها في معاهدة حظر الانتشار النووي وميثاق الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية (ارنا) عن صالحي امس، قوله على هامش انعقاد ملتقي تكريم شهداء الجهاد العلمي "هناك بعض التلاعب والالتفاف، لكن سنواصل المفاوضات بيقظة وحذر، ولا داعي للقلق". وتابع صالحي، "لن نتراجع أبدا عن الخطوط الحمر وعن حقوقنا المنصوص عليها في معاهدة حظر الانتشار النووي وميثاق الوكالة الدولية للطاقة الذرية". وأضاف، أن نشاطات إيران النووية "تتقدم بشكل جيد علي كافة الأصعدة والمجالات"، مشيراً إلى أن بعض التصريحات حول تباطؤ جزء من النشاطات النووية الإيرانية، "لا أساس لها من الصحة". وتابع صالحي، "علي الشعب الإيراني أن يطمئن لأن النشاطات النووية تتقدم في كافة المجالات بقوة وفي إطار المصالح الوطنية". وأشار إلي أن الرئيس روحاني أعرب في زيارته الأخيرة لمحافظة بوشهر عن أمله بوضع حجر الأساس لبناء مفاعل جديد ومصنع لتحلية المياه لمناطق الجنوب وأهالي المحافظة خلال العام القادم". وختم، أنه تم إدراج هذا الموضوع في موازنة العام الإيراني القادم، ما يبعث علي الارتياح. من جانبه حذر نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني، العميد حسين سلامي، من أن بلاده ستضع جميع الإتقاقيات تحت اقدامها اذا شعرت بأي مس بسيادتها. ونقلت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية عن سلامي، قوله خلال "ملتقى التدبير الثوري" الذي أقيم بمقر السفارة الأمريكية السابق في طهران، ليل الأربعاء، "اننا نعرف كيف نواجه الأميركيين.. متى شعرنا بأي انتهاك لسيادتنا، فسنجعل جميع الاتفاقيات تحت اقدامنا". وأضاف "اذا اُغلقت جميع السبل الدبلوماسية وقام العدو بتهديدنا عسكريا، فسنستخدم قدراتنا العسكرية"، مشيرا الى ان "ايران تواجه اليوم مرحلة حساسة للغاية، وان الغفلة دوما قد تؤدي الى إهدار الإنجازات". وقال سلامي "اننا مهيمنون على المصالح المصيرية للعدو.. لقد كشفنا أركان الإستراتيجية الأميركية، وأحدها امن الكيان الصهيوني، وعلينا ان ننشئ القوة لتدمير هذه الاستراتيجية". واضاف "ان الجزء الأكبر من بنية حرس الثورة، على أي صعيد، يمكنه ان يبرز في إطار تدمير الكيان الصهيوني.. واليوم يعد (سلاح) هاون 60 لحزب الله والفلسطينيين خطير على إسرائيل بنفس قدر صواريخنا من طراز شهاب3". وتابع "نفوذنا على الأقل حتى شرق المتوسط، يفوق بكثير نفوذ أميركا". واعتبر سلامي أنه "لا يمكن تسوية أية معادلات سياسية وامنية في المنطقة من دون مساهمة ايران". وقال إنه "في حال عدم التزامهم (الغربيين) بتعهداتهم، (المفاوضات النووية) فلا ينبغي ان نبدي أية مرونة ابدا، وقد أثبتنا حسن نوايانا في هذه المفاوضات، ولم يعد هنالك مجال للمرونة". وأضاف "اننا ملتزمون بتعهداتنا، واذا لم يحصل ذلك، فإننا سنعود الى الوضع السابق.. اننا لا نثق بالاميركيين بشدة، ولن نسمح ابدا لأي كان ان يفسح المجال لتحقيق نفوذ للعدو داخل البلاد".