أعلنت إيران أمس اعتقال 4 أشخاص سعوا إلى «تخريب» منشآتها النووية، وحضت الدول الست المعنية بملفها النووي على تقديم «رؤية جديدة» لتسوية هذا الملف. وأشار رئيس «المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية» علي أكبر صالحي إلى «محاولات أعداء استهداف المنشآت النووية الإيرانية»، مضيفاً على هامش «ملتقى قادة وحدات حراسة المؤسسات الحكومية»: «نجحنا قبل فترة في الكشف عن 4 مخربين مندسين في هيكلية المنظمة، لكننا لم نعتقلهم من اجل نيل مزيد من المعلومات منهم». ولفت إلى «اعتقالهم قبل أيام بالجرم المشهود في الوقت المناسب، أثناء محاولتهم نيل معلومات تفصيلية، ويخضعون الآن لتحقيق». وأكد «رصد حالات أخرى أيضاً» في الأسابيع الماضية، معلناً أنه أصدر بعد توليه مجدداً رئاسة «المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية» تعليمات خاصة إلى وحدة الحراسة، ل «تتعاون في شكل منسّق مع قوى الأمن الداخلي وأجهزة الأمن، لمراقبة المنشآت النووية ومنع حدوث أعمال تخريب». وأشار إلى تأسيس «وحدة متخصصة في المنظمة لمواجهة البرمجيات الإلكترونية الضارة»، لافتاً إلى «تواصل الهجمات الإلكترونية ضد المنشآت النووية الإيرانية». واعتبر صالحي أن «الأشهر الخمسة المقبلة حساسة جداً»، مشيراً إلى أن طهران «ستعلن إنجازات ضخمة خلال الأشهر المقبلة، وستصبح البلاد في مسار جديد». وزاد: «أظهر التعاطي السياسي الواسع مؤشرات تبعث على أمل بتسوية الملف النووي، لكن دولاً معادية لا ترغب بانفراج الوضع، وتسعى من خلال عمليات تخريب، إلى الحؤول دون التوصل إلى اتفاق». في غضون ذلك، أشار وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى عرض طرحته الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) على بلاده في آخر جولتَي محادثات بين الجانبين، مفاده إغلاق منشأة فردو المحصنة للتخصيب قرب مدينة قم وتجميد إيران التخصيب بنسبة 20 في المئة ونقلها بعض مخزونها من تلك المادة إلى خارج البلاد، في مقابل تخفيف الدول الست عقوبات مفروضة على تجارة الذهب ومعادن نفيسة أخرى وقطاع البتروكيماويات في إيران. وأعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون في نيويورك الأسبوع الماضي، أن الدول الست تنتظر رد إيران على هذا العرض الذي كانت طهران اعتبرته غير كافٍ. ويلتقي الجانبان في جنيف يومي 15 و16 من الشهر الجاري. وقال ظريف: «المبادرة السابقة التي قدمتها الدول الست باتت من التاريخ، وعليها تقديم رؤية جديدة خلال مفاوضاتها مع إيران. على اللاعبين أن يتحرروا من أوهام تصوّر لهم أنهم يستطيعون فرض أي شيء على الشعب الإيراني». وأضاف: «يجب وقف هذه اللعبة والبدء بأخرى يعترف فيها الغربيون بحقوق إيران في التخصيب. لو نجحت الضغوط على إيران، لما كان لدينا 18 ألف جهاز طرد مركزي». واعتبر أن «الدول الغربية أمام اختبار تاريخي»، مضيفاً: «هدفنا التحكّم بالطاقة النووية السلمية، خصوصاً تخصيب اليورانيوم على ارضنا، وهدفهم أن يبقى برنامجنا سلمياً دوماً. يجب إيجاد وسيلة لبلوغ هذين الهدفين في الوقت ذاته». وشدد على «وجوب وضع جدول زمني للمفاوضات»، مذكّراً بقول مرشد الجمهورية في إيران علي خامنئي إنه لا يثق بالولايات المتحدة. وأعرب ظريف عن «خيبته» من تصريح للرئيس الأميركي باراك أوباما خلال لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، حول إبقائه سيف الخيار العسكري مسلطاً على طهران، معتبراً أن كلامه «يستهين بالشعب الإيراني، وعليه التزام تعهداته في جميع الظروف، على أساس الاحترام المتبادل». أما رئيس مجلس الشورى (البرلمان) علي لاريجاني فحضّ على «التزام تام بتوجيهات المرشد (أثناء لقائه قادة الحرس الثوري)، خلال الخطوات المتخذة على الصعيد الديبلوماسي (لتسوية الملف النووي) وكيفية التعاطي مع أميركا».