يظل مسلسل الأخطاء التحكيمية قائماً ودائماً في منظومة كرة القدم، بل أن الخطأ جزء من هذه المنظومة وليس في هذه الدنيا حكم لم يخطئ، المهم الاستفادة من تلك الأخطاء، وهذا ما نتمناه لحكمنا الدولي الأستاذ مرعي العواجي الذي قاد لقاء الشباب والنصر ضمن (دوري جميل) وما حصل فيها من أخطاء جسيمة، أكتب هذه السطور وأنا في حسرة وألم وقمة التحكيم السعودي المتمثل في حكمنا يترنج بتلك الأخطاء القاتلة مما يجعلني على يقين أن في الوضع التحكيمي خلل طارئ يحتاج إلى وقفة لدراسة الحالة النفسية التي يعيشها حكامنا، فيوماً بعد يوم ومباراة بعد أخرى نرى فيها أخطاء تجاوزت المفهوم الصحيح لتطبيق القانون نصاً وروحاً إلى مسار الاعتداء على حقوق الآخر على حساب النص القانوني والإنساني مع تلك الجهود التي تذهب أدراج الرياح في دقائق معدودة على ساحة الملعب في لحظة سرحان من ذلك الحكم لتغرق القافلة بمن فيها إلى أعماق الأعماق. بكل وضوح أنا لا ألوم رئيس نادي الشباب وهو يعبر عما حصل بأسلوبه وعلينا العمل جميعاً بأسلوب حضاري على انقاذ الحكام من الوضع المؤلم، وهذا من وجهة نظري الحل العقلاني الوطني بدلاً من البكاء على اللبن المسكوب واستجداء الحلول العقيمة التي لا تقدم لنا تعويضاً عما فات، سيما أن القانون صريح عندما نص على أن قرارات الحكم نهائية فيما يتعلق بنتيجة المباراة. لو أن كل حكم يخطئ يتم استبعاده لما بقي في القائمة أحد في كل الاتحادات، وحكمنا مرعي العواجب نجد له كل العذر بأن هذه أول أخطائه ولا يختلف أحد بأنه الآن الحكم الأول رغم هذه الكبوة التي نرجو أن تكون الأخيرة في مسيرتة التحكيمية فهو أملنا مع زملائه الناجحين وعلينا الصفح عنهم لعلهم إلى طريق النجاح سائرين بكل صدق وأمانة.. والله من وراء القصد. * أستاذ محاضر في قانون كرة القدم