صدر للكاتبة ديمة محمد الوهيبي كتاب تحت عنوان (وأنا بالطرف الآخر من الجسر) يندرج ضمن سلم الشعر في قصيدة النثر، واتسم بالتكثيف في المعنى مع سمو العبارة المحلقة حيث يتماهيان في صياغة لا تصعب على القارئ المتمعن في تتبع المسار لكون النقلات ليست بعيدة عن بعضها، فهي تشكل دوائر متصلة لتمثل حلقة كبيرة من الرؤى والأحلام الشاعرة التي تستشرف المستقبل وهي تتعمق في الآن الحضر: وأنا بالطرف الآخر من الجسر كم كنت أنتظر هذه اللحظة التي ستجبرني أن أبدأ الكتابة أعلم أن الكلمات موجودة بداخلي أسمع همسها أسمع لها صوتا ومخيلتي تترجمها وقد حان الأوان الآن أكثر شيء شغل لي خيالي ألهمني بشتى الطرق وجدت له معاني عديدة رائعة تسحرني بين دفتي الكتاب تتسابق الكمات مع المعاني ولكن التوازن يكون هو ما تصل إليه حيث الكلمات تأتي في أماكنها لتعطي المعنى المراد في إطار متلائم معهه يضفي عليه نصاعة وبهجة مما يدفع إلى التأمل والوقوف كثيرا أمام اللوحة لاستكناه أبعادها: أحبك ياجسري وأحب فيك بساطتك ..... ..... أصبح الحب هدفي تحقيق أحلام من أحب وإن كنت في منتصف الجسر ..... .... أرى جسري من طرفه الأول حتى آخره رسم بألوان من حروف أظللها بمشاعر شاعر ومطرب تغنى بها ما أجمل الكلمات عندما تكتب وتعبر فقط عندما نبتسم. روح تفاؤلية تلقي بظلالها الواسعة على الأفق الأبعد الذي تنظر إليه بكل شفافية وصدق فتبوح وتقول ولا تبتسر بل تركز على أن تكون الكلمة في مكانها المناسب فيكون التكامل المنشود في عمل اشتمل على العديد من النصوص التي تقول ماتعني، وتعني ماتقول في تبادلية للمراكز التي لا يمكن أن تتأتى إلا لمن اجتهد وتمعن قبل أن يبدأ المسير فالدرب الطويل يتطلب الاستعداد عدة وعتادا وهذا ما تبدى في هذه المجموعة (وأنا بالطرف الآخر من الجسر) لديمة الوهيبي الصادر عن(منشورات الضفاف) في (143). جاءت في إخراج أنيق يليق بالعمل.