ليته يعم في جميع مدارس الدول العربية وجود كتاب محتوياته المهمة تتحدث عن طبيعة أوضاع العالم العربي، ما بين ما هو قبل سبعين عاماً وواقع الحاضر الذي يعيشه عربنا.. ليست هناك معلومات سرية نبحث عن معرفتها أو إشاعة معرفتها، ولا هناك بطولات شخصية نرى في الاطلاع على سلوك الفكر والتصرفات شاهد بروز وتفوق.. الأمر.. لا يتعلق بما سبق وإنما يتعلق بضرورة وعي المواطن المعاصر بأنواع مؤثرات الماضي.. أنواع الخصومات.. متابعة المسار لمعرفة إلى أين انتهت الأمور.. إن أصعب ما يؤثر على وعي المواطن العربي هو حقيقة أنه تقتصر مفاهيمه لواقع مسار الحياة الاجتماعية على ما هو قريب منه من مؤثرات.. عُد.. عبر المعلومات.. عبر ما يمكن أن يقوله لك جدك أو والدك متى كان كبير السن.. ستعرف وبسهولة أن ذلك الماضي القريب كانت تعتمد فيه المفاهيم، وبالتالي توجه المؤثرات إلى ما هو قائم فعلاً وبذات الزمن مما هو سائد من مشاكل ومؤثر من قناعات قائمة.. ليس هناك ربط بين الماضي والحاضر.. ليس بالرجوع إلى الماضي ولا بالاستسلام لكل ما هو حاضر، ولكن بوجود موضوعيات وعي وثقافة تقرر ما هو مطلوب.. مع الأسف آنذاك كان هناك انقسام نوازع واتجاهات ليس بما هو مقنع ولكن بما هو مثير ومجدد بما لا يعرفه الناس حتى ولو كان الأمر يؤدي إلى عقائدية شيوعية أو استسلام غربي تجاه جانب آخر.. الأمر الذي جعل العالم العربي يتوقف عند مسار تخلفه، سواء اقتصادياً، وما للاقتصاد من مؤثرات اتصالات عالمية، أو ثقافة عامة تفتح آفاقاً عديدة نحو مختلف المنطلقات الفكرية دون شرط وجود استسلام لمرئيات محددة مثلما كان واقع البدايات.. خذ مثلاً واضحاً يتم اليوم فيه وجود الموضوعية المؤثرة واستقلالية الفكر إلى جانب جزالة القدرات في تتابع تنوّعات حاضر العالم الراهن.. ستجد أن بلادك قد تميّزت بوجود احترام علاقات دولية لم تنتقل من واقع خصومة نحو أخرى، أو تدخل ملعب الصراع السوري لتتساءل أي اتجاه أفضل: دول شرق آسيا الكبرى أم دول الغرب الكبرى؟.. بلادك.. لها سيادة المواطن.. وجزالة المكانة الدولية.. تصافح موسكو بذات الاستقلالية والموضوعية التي تصافح بها نيويورك.. مكانة استقلالية بارزة تابعنا شواهدها خلال أيام لا أسابيع.. وشاهدنا تفاصيل أخبار اتصال الرئيس الروسي والرئيس الأمريكي برجلنا التاريخي عبدالله بن عبدالعزيز.. واقع مشرف شواهده من احترام غيرنا لنا..