يا مَنْ في طفولتنا وبدء شبابنا كنا نخاف من ركودك في بدائيات واقعك.. وعند بداية العداوات العربية قبل عشرات الأعوام كنا نخاف أن نتحول إلى أكثر من ممر تعبره خصومات غيرنا وتضعنا بما ليس لنا من مخاطر وانتكاسات..
يا وطننا الرديف لمشاعر قلوبنا وعقولنا ليس فجأة وإنما بسرعة متناهية عبر عشرات الأعوام وليس مئاتها لنكون الاستقرار الأول في هذا العالم العربي.. والموضوعية الأولى في أساليب التعامل، وعدم وجود علاقات دموية تستعمل عند عربنا الآخرين لكي تخيف مَنْ يعترض ويتألم لقسوة ما تمرّ به حياته من مخاطر، في حين داخل هذا الوطن تحوّلت البداوة إلى عقلانية وعْي، وبدائية خصومات القرى والقبائل إلى معابر مواطنة واحدة الكل فيها اتجه إلى استقرار لم تمارسه أي عروبة أخرى، وإلى تعدد علمي رائع لم تتطور فيه دول عالمنا الثالث، كانت مدارس مساجدنا وبعدها مدارس ابتدائية هي وسيلة الوصول إلى بساطة معلومات انطلقنا بعدها إلى حضور علمي متعدد جعل شبابنا واجهات تطور حاضرنا ومستقبلنا..
لم يحدث ذلك وهو مجرد صدفة.. فالصدفة لا تصنع إطلاقاً براعة وجود شعب.. حدث لأن نظام الحكم في بلادنا الذي عرفنا بدايته منذ كان في نفس مستوى ضآلة إمكانيات مَنْ عايشوا عصر البداية.. رجال حققوا وللمرة الأولى.. عبر تاريخ طويل يمتد لمئات الأعوام بعد الألف.. جزالة واقع سعودي تميّز عن كل مَنْ حوله.. بل كانت المفاجأة أن تكون دول كبرى ذات مديونية معه.. صحيح ما قبل هذه المرحلة مرّ مجتمعنا بعصرين سعوديين، ولكن ليسا بنفس كفاءة واقع حاضرنا، بل الأهم من ذلك جزالة ما سيكون عليه مستقبلنا..
نحتفي بالعيد ونقدم التهنئة لبطل منجزاتنا.. لمتصدر واجهة امتياز تاريخنا المعاصر.. رجل كل الغايات النبيلة.. الملك عبدالله بن عبدالعزيز.. الذي بجزالة ما قدمه من إصلاح، وما فتحه من منطلقات تطوّر، نجده مع المواطن هو الصديق الأقرب في أخوة المواطنة..
وبدون شك نقدم التهنئة أيضاً لرجل عايشنا وسايرنا تاريخه النبيل الذي ابتعد به عن أي معوقات؛ وفرض جزالة العمل لدى كل مواطن يمارس واجب مواطنته، ولم يكن يفصله أي ظرف عن تواجده الدائم بجانب كل مَنْ يحتاج مساندته، وبجانب كل قطاع في وطنه انطلق من دفع جهوده إلى واقع أرقى المنجزات.. سمو ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز..
بمناسبة هذا العيد.. حين نقدم التهنئة لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد، إنما نقدم التهنئة لكل مواطن في حيازته جزالة ما هي عليه مواطنته من وعْي جعله بعيداً عمّا هو عليه العالم العربي من سذاجة مفاهيم وافتعال وجود خصومات ليكون مجتمعه في ظل اعتراف دولي واحترام دولي آخر بوجود تميّز الوعْي وتميّز تعدّد منطلقات التقدم..
كل عام وأنت بخير يا هذا الوطن..
لأنك واصلت تميّزات وجودك بكفاءة تميّز مَنْ يحكمك وكذا من ولي عهده.. ليس هذا فقط.. ولكن أيضاً بكفاءة ما هو عليه مواطنك من جزالة وعْي.. حيث استقبل منطلقات التطوير، وابتعد عن كل مغريات الخلافات كما الحال عند غيره..