كل قياسات المواقف عقلانياً أو عاطفياً مع مسن أو شاب.. مع منهمك بنشاط جاد في مجال سياسة أو اقتصاد أو إعلام.. لا يخطر ببالك - إطلاقاً - أن هناك مستوى معيناًً يحدد من لهم أحقية الحضور في ذهنية رجل الدولة الأول أو مشروعية الحضور في آفاق اهتماماته الواسعة.. نعم.. اهتماماته الواسعة.. مستويات وعيه، والأهم.. مستوى تواجده الإنساني بأبوة.. ليس الآن.. ولكن تاريخياًً يندر أن تتواجد في أذهان رجال السياسة الأُوَل.. هذا القائد العظيم.. عبدالله بن عبدالعزيز غير ملزم بأن تكون له جسور اتصال واطلاع على طبيعة أوضاع كل مواطن.. طبيعة أوضاع العلاقات في العالم.. لا يذهبون لمعرفة وضع مواطن.. أي مواطن متى ما علم أنه في تأزم خاص.. ويعتبر التجاهل طبيعياً لأن القادة غالباً معزولون بخصوصية مسؤولياتهم.. الملك عبدالله بن عبدالعزيز وبسلوكيات مثالية.. مثالية جداً.. أعرفها شخصياًً قبل أن يكون ولياً للعهد ثم خلال هذه المرحلة ثم في عصره ملكاً.. أعرف أنه لم تبعده أي عزلة عن أي مواطن.. وأذكر جيداً كيف كنا نتشرف بالاستجابة لدعوته في بداية تشرفنا بمعرفته واعتزازنا بترحيبه.. أذكر أنه هو الذي كان بعباراته وتصرفاته يمسح أي وجود لفوارق شخصية بيننا وبينه.. إذا كانت رسالته النبيلة التي تشرفت بها وستبقى في حياتي ضوء شرف أخلاقي تنفرد باحتضانه كل أفراح المنزل مثلما هي أعطت جزالة ردود الفعل ليس عندي فقط ولكن عند الأوساط الإعلامية باختلاف مستوياتها.. الكل تفاعل بمصداقية حب وتقدير تجاه أبوة رجل فريد في شمولية رعايته لكل فئات مجتمعه.. الرائع الذي ينفرد به هو أنه قريب من كل مواطن.. هذه حقيقة انفراد غير موجودة في أي دولة أخرى.. دائماً نوعية المسؤوليات ومستواها تحدد نوعية الاتصال ومن يحق لهم ذلك.. الملك عبدالله هو صاحب الأبوه العامة.. والأخوة العامة.. الزملاء الإعلاميون أخوة وأبناء.. مئات من أفراد الوسط الإعلامي استقبلوا رسالته الكريمة بعد نشرها في "الرياض" وعبر ما نشرته جريدة الشرق في عددها الصادر يوم الجمعة الماضي في الصفحة الأخيرة.. وهنا لا يتعلق الأمر بما يخصني وإنما بشمولية المشاركات عبر مواقع النت، حيث الجميع - عبر ما عرضته جريدة الشرق - أثنى على الجانب الإنساني والأخلاقي الذي هو في الواقع مسار الملك عبدالله في كل تطورات حياته مع كل المواطنين.. ونحن نعرف جيداً إيجابيات تطويره للواقع الإعلامي وحمايته وانطلاقه نحو صداقة موضوعية، وهو ما نجد في وقتنا الحاضر أنه قد أعطى امتيازاً في مستويات مواضيع النشر لدى صحافتنا الإعلامية بما هو تميز عن مستوى الإعلام العربي.. كلمة الشكر لا تفي بغاية الثناء، ولا بإيضاح كل عمق للحقائق التي جمع بها الملك عبدالله في إطار مواطنته كل مستويات الحضور الاجتماعي وكل تعدد المسؤوليات التي باشر بها وضع يده في يد كل مواطن يتجه به نحو الأفضل..