سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
د. عسيري: ننتظر ملف «الحوادث والإصابات» على قائمة أولويات العمل الحكومي مستشفى قوى الأمن بالرياض ينظم مؤتمراً دولياً بحضور الجهات المتخصصة.. الأسبوع المقبل
شدد "د. سعد عسيري" -مدير إدارة الطوارئ ورئيس اللجنة العلمية لمؤتمر طب الإصابات والحوادث المزمع عقده في 29 محرم الجاري في مستشفى قوى الامن بالرياض- على ضرورة تأسيس نظام موحد للتعامل مع الإصابات والحوادث؛ وفق أحدث المعايير العالمية، إلى جانب العمل على خطة إستراتيجية تتشارك فيها جميع الجهات ذات العلاقة مع زيادة مستوى التنسيق بينها، مؤكداً على وجود ضعف في التنسيق بين الجهات الصحية والجهات الحكومية الأخرى ذات العلاقة فيما يخص التعامل مع حالات الإصابات والحوادث، لافتاً الانتباه لخطورة تأثير الحوادث من الناحيتين البشرية والاقتصادية. وقال في حديث ل"الرياض" إن الوقت قد حان لوضع ملف "الحوادث والإصابات" بالمملكة على أولويات أجندة العمل الحكومي، وزيادة الاهتمام الرسمي والشعبي بهذا الملف، ورفع مستوى التوعوية بخطورته في ظل أرقام مخيفة، مشيراً إلى أن معدل الوفيات الناجمة عن الحوادث المرورية في المملكة هي الأعلى عالمياً، حيث يبلغ متوسط الوفيات 23 حالة لكل مئة ألف نسمة مقارنة ب7 حالات في الدول المتقدمة، داعياً إلى زيادة الاهتمام بالتأهيل والتدريب بالنسبة للأطباء والممرضين والمسعفين للتعامل مع حالات الإصابات والحوادث، والعمل على الدفع بمزيد من الكوادر الوطنية للعمل بهذه التخصصات الطبية النادرة، وفيما يلي نص الحوار: مؤتمر عالمي * تستعدون بعد أيام قليلة لعقد مؤتمر عالمي حول طب الإصابات والحوادث بالرياض.. ما دوافع عقد المؤتمر؟، ولماذا طب الإصابات والحوادث؟ - في البداية دعني أوضح أهمية طب الإصابات والحوادث، فهو يعتبر من بين التخصصات الطبية الهامة والنادرة والصعبة في الوقت نفسه؛ لصعوبة الحالات التي يتعامل معها، ويعنى بهذا المجال الطبي فئة كبيرة مثل الأطباء ومنهم أطباء الطوارئ والجراحة العامة وجراحة العظام والعناية المركزة والتخدير وجراحة المخ والأعصاب، بالإضافة للممرضين والمسعفين والمتخصصين بالعلاج الطبيعي والتأهيلي. أما بخصوص دوافع عقد مؤتمر طب الإصابات والحوادث الذي ينظمه برنامج مستشفى قوى الأمن بالرياض؛ فإنه لا يخفى على الجميع أن حوادث الطرق شكّلت خلال السنوات الماضية المسبب الأول في نسبة الوفيات لدى فئة الشباب وذكرت إحصائيات بأن أربعة ملايين حادث مروري أدت إلى (86) ألف وفاة و(611) ألف إصابة، (7%) منهم إعاقة مستديمة، وذلك من خلال العقدين الماضيين، وهذا يشكّل تحدياً كبيراً للمملكة، حيث أن فئة الشباب هي من يعوّل عليها في التنمية الاقتصادية، يضاف للحوادث الإصابات المختلفة من حروق وسقوط وغير ذلك لجميع الأعمار. 86 ألف قتيل و600 ألف مصاب (7%) منهم إعاقة مستديمة.. ومليارات الريالات لإعادة التأهيل ومن هذه المعطيات كانت المبادرة لعقد مؤتمر عالمي حول طب الإصابات والحوادث، وذلك لتلمس الجهات الصحية المختصة بالمملكة حاجة النظام الصحي للدفع قدما بهذا الاختصاص، ووضعه في أولوية أجندة العمل، وتبادل الخبرات مع المختصين والخبراء من كل أنحاء العالم حوله، والإفادة من التجارب الدولية في تطوير هذا الاختصاص الذي باتت بلادنا تحتاجه بشكل كبير؛ لما فيه من نفع كبير بالنسبة للمصابين، ورفع قدرات الأجهزة المعنية بهذا المجال الطبي. ولتحقيق ذلك يتوجب العمل على تأسيس نظام موحد للتعامل مع الإصابات على أحدث المعايير العالمية بجميع أنحاء المملكة كخطة إستراتيجية متعددة المراحل، وعلى الصعيد العالمي ينبغي العمل على تحسين الجودة النوعية في مراكز الإصابات العالمية للوصول لمستويات متقدمة في الرعاية الطبية. والجديد في هذا المؤتمر هو جمعه بين الإصابات والكوارث كمجالين من مجالات التدخل الطبي والعلاجي؛ لما بينهما من ارتباط وثيق وتقديمهما من خلال المؤتمر في قالب احترافي. استراتيجية وطنية * هل تعتقدون أن حجم الإصابات والحوادث بالمملكة وصل للحد الذي يدفعكم للمطالبة بوضع إستراتيجية للتعامل معها؟، وماذا لديكم من إحصائيات عالمية ووطنية بهذا الشأن؟ - ما دفعنا لطلب وضع ملف "الإصابات والحوادث" في المملكة على أولوية أجندة الاهتمام الحكومي وزيادة الاهتمام الرسمي والشعبي به، هو التأثير الكبير على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والأسري بالنسبة للحوادث، خاصة بالنسبة لفئة الشباب التي هي عماد وأساس التنمية، وما يجعلنا نسلط الضوء على هذا الملف بشكل مكثف من خلال عقد هذا المؤتمر؛ هو تزايد نسبة الحوادث والإصابات خلال الأعوام الماضية، حيث تشير الإحصائيات إلى أن عدد ضحايا حوادث الطرق في السعودية في السنوات العشرة الأخيرة وصل لنحو 35 ألف شخص قتلوا، وأكثر من 200 ألف أصيبوا بجراح، كما أن أكثر من مليوني حادث وقع في المملكة خلال الخمس سنوات الماضية، وصنّفت منظمة الصحة العالمية المملكة بأنها الأعلى في معدل الوفيات بسبب الحوادث المرورية، ويمثل الشباب نحو75% من نسبة المتوفين في تلك الحوادث، كما يُعتبر معدل الوفيات الناجمة عن الحوادث المرورية في المملكة هي الأعلى عالمياً، حيث يبلغ متوسط الوفيات 23 حالة لكل مئة ألف نسمة مقارنة ب7 حالات في الدول المتقدمة. أما على الصعيد الاقتصادي فالمملكة تنفق نحو 6 مليارات دولار لتكلفة إصلاح حوادث الطرق وتأهيلها و250 مليون دولار لعلاج الإصابات الناتجة عن الحوادث المرورية سنوياً، فيما تبلغ تكلفة تأهيل إصابات العمود الفقري وفق تقديرات عالمية ما بين مليون إلى أربعة ملايين دولار تبعاً لنوع وحجم الإصابة. ومن واقع هذه الأرقام والإحصاءات يتضح لنا الحجم الكبير للهدر البشري والاقتصادي الذي تعانيه المملكة؛ نتيجة للحوادث المرورية، وهذا يتطلب استراتيجيات متقدمة ومتكاملة للتعامل مع هذه القضية المحورية على الصعيد الإنساني والاقتصادي. الإدارة الرشيدة * كيف تقيمون مستوى خدمات طب الإصابات والطوارئ بالمملكة؟ - ما نحتاجه فعلاً هو كيفية الإدارة الرشيدة للموارد البشرية والمالية بنسق صحيح ومتوازن؛ لتحقيق المأمول في قطاع طبي متخصص في طب الطوارئ والإصابات، وقادر على المواكبة عالمياً، وعلى مجابهة التحديات والتعامل مع الواقع الذي أشرنا له سابقاً من انتشار نسبة الحوادث وذلك بصورة فاعلة ومؤثرة. * طبيعة الحوادث والإصابات تتطلب تعامل وتدخل جهات مختلفة، كيف تجدون التنسيق والتعاون بين تلك الجهات؟ - فيما يخص الجهات الصحية فالتعاون بينها لا بأس به، أما التعاون بين الجهات الطبية والجهات الحكومية الأخرى ذات العلاقة بقضايا الحوادث والإصابات فلا يزال ضعيفاً ودون المستوى المأمول، وهذا أحد أسباب عقد هذا المؤتمر لزيادة مستوى التنسيق والتعاون بين الجهات الصحية مع بعضها البعض وبينها وبين الجهات غير الصحية ذات العلاقة، ومد جسور التواصل بينهم وحل المعوقات التي تواجههم في ذلك وصولاً لمنظومة متكاملة من التعاون. نسبة السعوديين * ما هي نسبة السعوديين العاملين في طب الإصابات والطوارئ بالمملكة؟ - في البداية لا بد من التأكيد على نقطة هامة وهي أن طب الإصابات والطوارئ من التخصصات النادرة عالمياً، ومن الطبيعي أن يكون هناك نقص في عدد الكوادر الوطنية في هذا المجال قد يمتد ل30 سنة قادمة من واقع النقص الذي لمسناه في أعداد الاستشاريين السعوديين بمختلف مناطق المملكة، ولكن ثمة تحسن في المدن الرئيسة؛ فقد ازداد عدد الاستشاريين السعوديين في مجال طب الإصابات وطب الطوارئ بشكل ملحوظ، ونتأمل خلال السنوات المقبلة بفضل الجهود المختلفة زيادة عدد السعوديين في هذه التخصصات المطلوبة في القطاع الصحي، وسيكون هذا الموضوع محور بحث في مؤتمر طب الإصابات لبحث كيفية الارتقاء بمستوى التدريب والتأهيل وذلك بين المعنيين من المملكة والدول المشاركة، مثل كنداوالولاياتالمتحدةالأمريكية، وللعمل على فتح قنوات جديدة للابتعاث والتعاون في مجال التدريب لهذه التخصصات في مراكز تدريب عالمية. منظومة متكاملة * ما دور الفرق الإسعافية والطبية والتمريضية ووسائل نقل الدم في حالات الإصابات والحوادث؟ - لا شك أن تكامل عمل كافة الفرق والجهات الطبية المعنية بالتعامل مع الحوادث والإصابات والتناغم في عملها يؤثر بشكل مباشر في تقديم رعاية طبية متكاملة، ويحد من التأثير السلبي والمضاعفات، ويحتوي كثير من المشكلات، ويقلل من تفاقهما، وبالنسبة للمسعفين فدورهم ضروري وينبغي أن يكونوا على تأهيل وتدريب عالي ومتخصصين بشهادات معتمدة ولديهم دورات في الإنعاش القلبي الرئوي وبعض المهارات العلاجية، أما التمريض فكما هو معلوم العمود الفقري لكل منشأة صحية وهناك ضرورة كبيرة لتأهيلهم إلى جانب الأطباء للتعامل مع حالات الإصابات والحوادث، ولا يزال هناك نقص كبير في هذا الجانب، ويزيد من ذلك أن غالبية الحوادث والوفيات وبمعدل 60% تحدث خارج المدن، حيث تقل الخبرة والأداء الطبي، وبخصوص طرق نقل الدم فهي من الأمور العلاجية الهامة وهناك تطور عالمي كبير في هذا المجال في حالات الإصابات ونأمل أن يكون المؤتمر فرصة لاقتراح توصيات وآليات عمل جديدة تنهض بالمنظومة الطبية المتعلقة بالتعامل مع حالات الإصابات والحوادث. التحضير للمؤتمر * ماذا عن تحضيراتكم لانطلاق مؤتمر طب الإصابات والحوادث الأسبوع المقبل بالرياض؟ - مؤتمر طب الإصابات والحوادث يعتبر فريدا من نوعه محلي النكهة عالمي الصبغة، حرصنا في برنامج مستشفى قوى الأمن بالرياض كجهة منظمة على القيمة المضافة من المؤتمر لناحية الارتقاء بقطاع طب الحوادث والإصابات في المملكة من خلال محاور مختلفة، فبالنسبة للمحاضرين المشاركين وعدد 45 محاضراً وعشرة محاورين يمثلون خبرات دولية في هذا المجال من دول مثل الولاياتالمتحدةالأمريكيةوكندا وقطر والإمارات العربية المتحدة والفلبين والسعودية، كما أن المؤتمر يعقد بمشاركة العديد من الجهات كوزارة الصحة والشؤون الصحية بالحرس الوطني والخدمات الطبية بوزارة الدفاع والمستشفى الجامعي بالدمام ومستشفى الملك فيصل التخصصي والمركز السعودي لزراعة الأعضاء ومستشفى الملك خالد الجامعي بالرياض وكذلك مستشفى قوى الأمن بالرياض، بالإضافة لجهات أخرى كالإدارة العامة للمرور والمديرية العامة للدفاع المدني والهلال الأحمر السعودي ووزارة الدفاع وجمعية الجراحيين الأمريكية، وهذا يعزز من فرص نجاح المؤتمر ويحقق المأمول من إيجاد لغة مشتركة بين جميع الجهات المعنية بطب الحوادث والإصابات. والمؤتمر يستمر لمدة ثلاثة أيام ابتداء من الثلاثاء 29 محرم الجاري، ويضم أكثر من 75 محاضرة وورشة عمل وأكثر من 15 حلقة نقاش، وما يقرب من 800 مشارك كحضور للمؤتمر. وقد اعتمدت الهيئة السعودية للتخصصات الصحية 21 ساعة تعليم طبي مستمر للمؤتمر و8.5 من الجمعية الأمريكية للجراحين. د. عسيري متحدثاً للزميل محمد الحيدر