كانت شاكيلا في سن 8 سنوات فقط عندما قامت مجموعة من الرجال باختطافها ومعها ابن عمها من فراشيهما أثناء نومهما في مقاطعة ناراي بإقليم كونار الأفغاني، وظلت تعمل كخادمة على مدى سنوات قبل أن تتمكن من الهرب. وتستخدم عصابات الأفيون في أفغانستان أبناء وبنات المزارعين كضامنين للديون غير المسددة، ويلجؤون إلى ممارسات مرعبة تجاه من يرفضون هذا الأسلوب الضماني. وكشف فيلم وثائقي عن حقائق تثير الغثيان تواجه المزارعين الذين يقترضون المال من لوردات المخدرات لاستخدامها في شراء المعينات لزراعة الأفيون، الذي يستخدم في إنتاج الهيروين، ولكنهم يعانون من العوز والفقر كلما قامت القوات الأفغانية المدعومة من حلف الناتو بتدمير محاصيلهم. وعندها يقوم لوردات المخدرات بأخذ أطفالهم، بمن فيهن بنات يافعات في مثل سن شاكيلا إلى أماكن مثل الباكستان وإيران وبيعهم لتجار الجنس أو تشغيلهم ك» بغال « لتهريب وتوزيع المخدرات. وإذا رفضت الأسرة تسليم البنت فان أباها سيواجه مصيرا مرعبا وقد ينتهي به الأمر إلى الذبح من الوريد إلى الوريد. وكمثال، حصل صانعو فيلم عرائس الأفيون Opium Brides لصالح التلفزيوني الأميركي على لقطات يتم فيها قطع رأس احد المزارعين ببطء باستخدام مطواة. ويقول جامي دوران، الذي صنع الفيلم بالتعاون مع صحافي التحقيقات الأفغاني نجيب الله قريشي، في تصريح لتلفزيون «سي سي إن:» بدا المشهد أفظع مما يمكن تصديقه. كان هناك مزارع فقير لم يستطع تسديد ديونه لمهربي المخدرات ورفض تسليمهم ابنته كضامنة. لقد حصلنا على كامل الفيلم الخاص بقطع الرأس بالمطواة. وهذا ما يفعلونه بأي مزارع يرفض تسليم ابنته.» ويتضمن الفيلم أيضا مقابلة مع طفلة في سن حوالي ست سنوات، مصيرها التسليم إلى مهربي المخدرات مقابل أبيها الذي تم أسره لعجزه عن السداد. وتقول الفتاة الصغيرة،»كان المهربون سيأخذونني بالقوة ولم تكن والدتي ستقوى على منعهم.» وكان المهربون قد أرسلوا فيلما يصور الوالد وهو محتجز معصوب العينين في مكان مظلم. وشوهد الوالد وهو يقول: «هذا مكان سيئ للغاية. أتوسل إليكم أن تعطوهم ما يبغون.» وقالت الأم، وهي تستحي أن تنظر إلى ابنتها،» اضطررت إلى تسليمهم ابنتي لتخليص زوجي.» ومما يؤسف له انه لا توجد إحصاءات دقيقة عن عدد البنات اللواتي يتم مقايضتهن بالديون المترتبة على سياسة إبادة الأفيون في أفغانستان، إلا أن الصحافيين والمنظمات الطوعية وثّقت للعديد من هذه المعاملات في أنحاء البلاد وخاصة في المناطق الريفية المنعزلة والخطرة. والمجتمع الأفغاني ذكوري بطبعه وفيه تعامل المرأة على أنها «متاع». وغالبا ما تعقد المعاملات المالية والاتفاقيات الخاصة بتسوية الديون من خلال المقايضة بالنساء. وتعود ممارسة استخدام النساء والبنات في فض المنازعات إلى عدة قرون خلت، دون أن يكون للمرأة أو البنت رأي بل انها تدفع ثمن أي جريمة يرتكبها أي رجل في عائلتها وتعامل كرقيق بقية عمرها. وتقول أونا مور، استشارية التنمية بكابول والتي تعمل كثيرا في إقليم نانغارهار الذي تطبق فيه سياسة إبادة مزارع الأفيون،» قضية عرائس الأفيون وعرائس الديون في جوهرها شكل من أشكال تهريب البشر وتحط من إنسانية وحياة النساء والبنات. إنها ضرب من ضروب الاسترقاق.» وبدوره يضيف دوران قائلا،» لا أعرف ما إذا كان سيتوفر حل لان العالم المدمن لن يتوقف عن طلب الأفيون لصنع الهيروين. ولذلك لا ينبغي أن ننحى باللائمة على الحكومة الأفغانية وحدها في تقصيرها وربما علينا أن ننظر إلى دواخلنا أكثر». ويعتقد صانعا الفيلم أن هناك عدة مئات إن لم يكن الآلاف من البنات الهاربات من تجار المخدرات. وستتفاقم المشكلة أكثر عندما تغادر قوات الناتو الأراضي الأفغانية في العام المقبل. «المهربون كانوا سيأخذونني بالقوة» هذه الفتاة تمكنت من الهرب من خاطفيها وقالت إنها تعرضت لأقسى أنواع إساءة المعاملة