أفرجت السلطات الأمريكية بأمر من قاضي محكمة الهجرة عن طالب الدكتوراه المواطن السعودي حميدان بن علي التركي وذلك يوم أمس الجمعة بكفالة مالية مقدارها 50 ألف دولار ووضعه تحت الإقامة الجبرية في منزله الكائن بكولورادو حتى موعد حاكمته والذي تقرر في يوم 9 من شهر سبتمبر القادم وتعتبر هذه الكفالة الثالثة حيث سبق وان تم دفع كفالة مالية مقدارها 400 ألف دولار أمريكية لمحكمة الولاية ثم تم دفع الكفالة الثانية بقيمة 400 ألف دولار أمريكي للمحكمة الفدرالية لتبلغ حجم الكفالات المالية التي تم دفعها 850 ألف دولار أمريكي. وحميدان بن علي التركي - 36 سنة - طالب الدكتوراه السعودي المبتعث من جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية في قسم اللغة الانجليزية لتحضير الدراسات العليا في الصوتيات والحاصل فيها على الماجستير بامتياز مع درجة الشرف الاولى من جامعة دنفر بولاية كلورادو في الولاياتالمتحدة. تم اعتقاله للمرة الاولى وزوجته السيدة سارة الخنيزان في نوفمبر 2004م وذلك بتهمة مخالفة انظمة الاقامة والهجرة ولم يكن الاعتقال من قبل سلطات الهجرة فقط بل كان معهم اعضاء من مكتب التحقيقات الفدرالي F.B.I، وكانت طريقة الاعتقال كما لو كانت لارهابيين او مجرمين خطيرين، حيث تقدمت مجموعة مكونة من 30 من مكتب التحقيقات الفدرالية واقتحموا البيت بطريقة تشي بأن ثمة خطراً كبيراً يهدد الامن، وبادروا بتوجيه السلاح الى رأس زوجته وطلبوا منهما اخبارهم عن مكان سلاح زوجها - مع علمهم بأنه ليس لديه اية اسلحة - . وقد تم اطلاق سراحهما بكفالة قدرها 25,000 دولار، كما اعتقلت خادمتهم الاندونيسية لنفس المشكلة وتم استجوابها بخصوص تعامل العائلة معها، فأفادت بأن تعاملهم كان طيباً للغاية لدرجة قالت معها بأنها تشعر كما لو كانت واحدة منهم، وواصلت السلطات الأمريكية التحقيقات مع الخادمة وبنفس طويل، فقد تم سؤالها عن ما اذا كانت تعرضت لأي تحرشات جنسية فأفادت بالنفي القاطع، وقد ثبتت كافة اقوالها لدى السلطات الأمريكية، إلا ان السلطات الأمريكية تحفظت على الخادمة منذ ذلك الوقت وحتى تاريخ كتابة هذا البيان، لأسباب تدعو الى التمعن في ابعادها المحتملة، خاصة انه لم يثبت عليها أي مخالفة؟! وقالت عائلة التركي في بيان لها في ذلك الحين: في الثاني من يونيو 2005م تم اعتقال الزوجين مرة اخرى وتم توجيه تهمة اساءة التعامل مع الخادمة واحتجازها في منزلهم واحتجاز اوراقها الثبوتية وتعرضها لتحرش جنسي!! في مناقضة لكل الاعترافات التي ادلت بها مسبقاً مما يعني قطعاً ان الخادمة قد تعرضت لما دفعها الى تغيير اقوالها بشكل دراماتيكي. وفي نفس السياق، سبق أن طلبت السلطات الأمريكية كفالة مالية باهظة جداً مقابل إطلاق سراح حميدان وزوجته تجاوزت نصف مليون دولار أمريكي (حميدان 400,000 دولار وزوجته 150,000 دولار)!! كما قامت السلطات كذلك باحضار زوجة حميدان للمحكمة بدون السماح لها بوضع غطاء وجهها ولا حتى حجاب يغطي شعرها في امتهان بغيض لقيم الإسلام وعنصرية مقيتة ضد العرب والمسلمين، بل وانتهاك لمبادئ الديمقراطية الغربية ذاتها والتي تضمن للإنسان حقه المطلق من الاختيارات الشخصية، فعلام تدل تلك المشاهد، بدءاً من طلب الكفالة الباهظة إلى عدم احترام حريتها في ارتداء حجابها؟؟ السلطات الأمريكية هي وحدها فقط هي من تملك القدرة على الإجابة على تلك التساؤلات التي لا تشغل الرأي العام السعودي بل العربي والإسلامي، بل القضية أضحت قضية رأي عام عالمي، حيث طارت بها الصحف وغربت بها الفضائيات وشرقت بها الإنترنت! وقد مكثت زوجة حميدان في السجن 12 يوماً إلى ان قامت عائلة حميدان التركي بدفع مبلغ الكفالة المطلوب لاخراجها، وطوال تلك الفترة بقي أولادهم الخمسة (أكبرهم في سن 17) في المنزل بدون رعاية ولا نفقة حيث جمدت أرصدتهم، ومما يبعث على الحزن الشديد والاستغراب القاتل أنه تمت مضايقة كل من يحاول التقرب إلى الأولاد ومساعدتهم في ظرف فقدوا فيه أمهم وأباهم.. فمن يتحمل مسؤولية ترويع عذوبة الطفولة وتكدير صفائها وخدش مشاعرها!!