تعتبر مدينة لندن اكثر المدن التي يتواجد فيها مساجد في العالم الغربي. ويقدر عدد مساجدها ما يقارب 400 مسجد وهو مرشح للازدياد في السنوات المقبلة. ويوجد مساجد في جميع مناطق لندن. ويعود اول مسجد في العاصمة البريطانية الى العام 1886 حيث كان موقعه في منطقة نوتنج هل غيت الا انه لم يعد موجودا منذ الحرب العالمية الثانية بعد هدم العديد من المبان نتيجة للحرب. وكان المسجد عبارة عن مبنى صغير اشتراه بحارة مغاربة يتاجرون في بيع السمك. اما المساجد الأخرى القديمة ففي منطقة شرق لندن كان هناك مسجد أقامه البحارة المسلمون من اليمن وجنوب اسيا. وتسببت هجرة العمال المسلمين من دول الباكستان والهند في الستينات والسبعينات من القرن الماضي في ارتفاع ملحوظ في عددها خصوصا في جنوب وشرق لندن ومن اشهرها مسجد كرويدن ومسجد ايست لندن بالاضافة الى مساجد اخرى في المناطق نفسها. كما يوجد وسط العاصمة عدد لا بأس به من المساجد اشهرها المركز الثقافي الاسلامي او ما يعرف بالمسجد المركزي في منطقة ريجينتس بارك والذي منح قطعة الأرض من قبل الحكومة البريطانية تحت رئاسة تشرتشل والتي دفعت 100 الف جنية استرليني للأرض مقابل بناء كنيسة انغليكانية في القاهرة. ويدير بعض المساجد بريطانيون من اصول مختلفة فعلى سبيل المثال فإن مسجد سليمانية شرق لندن تديره الجالية التركية وتدير الجالية المغربية مسجد وستبورن بارك ويدير مسجد شرق لندن مسلمون من اصول بنغلاديشية. ويعود العدد الكبير للمساجد الى سهولة الحصول على ترخيص لبناء المساجد مقارنة بالدول الأخرى في العالم الغربي. كما انه تم تحويل العديد من الكنائس الى مساجد في الفترات الماضية حيث تم بيعها الى جمعيات خيرية اسلامية قامت بدورها الى تحويلها الى مساجد للمسلمين نتيجة قلة المرتادين للكنائس وانخفاض عددهم بشكل لافت واعتناق عدد منهم الاسلام. ويتوقع ان تزداد اعداد المساجد في لندن خلال العامين المقبلين بشكل اكبر حيث ان نسبة السكان المسلمين تصل الى 15 في المائة وفي ارقام غير رسمية الى 20 في المائة، خصوصا ان هناك مناطق يشكل المسلمون فيها اكثر من النصف مثل تاور هامليتس وستراتفورد. وتحتضن العديد من المساجد معارض ومحاضرات وبعضها يدرس اللغة العربية. الا انه ليست جميع المساجد لها قباب ومنارات بل ان عددا منها عبارة عن منازل تم شراؤها وتحويلها الى مساجد. وكان عدد من مساجد لندن قد تعرضت للاعتداء من قبل اليمين المتطرف بعد حادثة مقتل الجندي البريطاني لي ريغبي مايو الماضي خصوصا مسجدي بروملي جنوبلندن ومسجد موزول هل شمال لندن.