من يزر المكاتب السعودية في الخارج سواء كانت مكاتب دبلوماسية أو ثقافية وغيرها وكذلك جميع مكاتب كافة الشركات السعودية في الخارج ومنها على سبيل المثال مكاتب الخطوط السعودية وارامكو وغيرها من الشركات .. من يزر جميع هذه المكاتب سيشاهد أن نسبة كبيرة ممن يعمل في كل هذه المواقع هم من غير السعوديين وسيشاهد أن معظمهم من جنسيات عربية وإسلامية بل ومنهم من غير المسلمين !! وفي داخل المملكة نشاهد أن جميع من يعمل في كل سفارات كل دول العالم ومكاتبها وملحقاتها ومكاتبها التجارية والاقتصادية العاملة في مدن المملكة هم إما من جنسية البلد نفسه أو من الأخوة العرب والآسيويين استقدمتهم تلك السفارات أو المكاتب من دولهم ليعملوا في المملكة وكأن في المملكة لا يوجد سعوديون قادرون على القيام بمثل هذه المهام في هذه المواقع .. هذه الصور تمثل حقيقة مصغرة تؤكد ولله الحمد تسامح هذا الوطن وقيادته وشعبه وأنها دولة تتحمل الكثير وتقدم المزيد من التنازلات خاصة أكثر إذا كانت تمس مصالح أخوة وأشقاء عرب ومسلمين!! ولهذا نجد هذه البلاد ولله الحمد دولة متسامحة جداً ومتساهلة في توظيف غير السعوديين في مكاتبها الرسمية والتجارية في كل دول العالم رغم أن من حقها أن توظف سعوديين أسوة بكل الدول التي توظف أبناءها في سفاراتها داخل المملكة!! هذه الحقيقة التي يجب أن يدركها ويعيها كل من لم "تعجبه " الحملة الأمنية الوطنية التي تنفذها حالياً وزارة الداخلية ووزارة العمل على كافة المواقع وفي كافة المناطق من أجل تنظيم الإقامة في المملكة والقضاء على ظاهرة تشغيل مئات الآلاف من المخالفين والمتخلفين والذين دخلوا للمملكة بطرق غير نظامية في كل المهام التجارية والمعيشية والعمرانية والحرفية.. وعلى كل من انتقد أو ينتقد الحملة الأمنية التي تقوم بها الجهات المعنية في المملكة عليه أن يدرك أن من حق كل دولة أن تفرض النظام في مجتمعها وان من حقها أن تقرر توجيه كل فرص العمل والتجارة في الداخل لأبنائها ولأفراد المجتمع أولاً فهم أولى بكل هذه الفرص الثمينة بعدما ظل هؤلاء المتخلفون والمخالفون مسيطرين عليها لسنوات طويلة جداً رغم كل الفرص التي منحتها الدولة لهم من أجل تصحيح أوضاعهم من حيث الإقامة ومن حيث المهن ومن حيث موقع العمل أو مغادرة المملكة بسلام!! الحملة الوطنية المباركة التي تنفذ حالياً كشفت لنا حقائق كثيرة جداً أكبر مما كان متوقعاً.. هذه الحملة قدمت لنا دلائل لا تحصى عن الكثير من السلبيات وعن الكثير من الممارسات وعن كم لا يعد من المخالفات المتنوعة في شتى المجالات.. وكشفت عن الكثير من الحقائق والبراهين التي تؤكد أن هذه الحملة يجب أن تستمر ويجب أن تزداد ويجب أن تتواصل بكل قوة وبكل هيبة.. حملة يجب أن يدرك المخالفون والمتخلفون ومن يشغلهم ومن يعينهم وكل من هو مستفيد منهم أنها حملة لا يمكن أن تتوقف في منتصف الطريق أو تتراجع إلى الخلف وأن مسيرة التصحيح ستستمر إن شاء الله بقوة ويجب أن تواصل كشف المزيد من الأخطار والمخالفات.!! سنوات طويلة جداً ظل مئات الآلاف من المخالفين والمتخلفين " يعيثون" في سوق العمل تسيباً وفوضى فالكل يريد أن يعمل لحسابه الخاص إلى درجة أن سائقي المنازل وعاملات المنازل أصبحوا يتسابقون على الهروب من المنازل من أجل الالتحاق بركب هذا التسيب والعمل لحسابهم الخاص دون رادع صارم لهم.. فأصبح سوق العمل لدينا يعيش في فوضى مطلقة بكل صورها بتشجيع من فئات من المواطنين ومن شركات ومؤسسات المقاولات التي تنقل وتشغل هذه العمالة يومياً من منفوحة إلى مواقع العمل وهي تدرك أنهم مخالفون ومتخلفون .. ماحدث في منفوحة خلال هذا الأسبوع مؤكد أنه متوقع حدوثه منذ سنوات طويلة في أي لحظة في ظل تجاهل وإهمال ظاهرة التخلف والهروب!! ماحدث في منفوحة قد يتكرر لا قدر الله في أي لحظة من خلال عشرات الأحياء المماثلة لحي منفوحة في العديد من مدن المملكة ومن جنسيات أخرى!! لأن هناك عشرات الأحياء في كل المدن التي تحولت مع مرور السنين إلى مكامن خطر تعمل يومياً على إيواء وتفريخ أعداد هائلة من المخالفين والمتخلفين من العديد من الجنسيات مما يتطلب المزيد من الجهود في تنظيف هذه الأحياء من هذه المخالفات والممارسات السلوكية والجنائية والأخلاقية والعملية وغيرها!! شكراً وزارة الداخلية.. شكراً لكل المخلصين .. شكراً لكل من يقف خلف هذه الحملة وكل من يشارك فيها.. ويتطلع المواطنون إن شاء الله إلى المواصلة وإلى المزيد.. فزمن التستر يجب أن ينتهي.. والنظام الشامل هو أملنا الكبير والوحيد من أجل مستقبل أجيال هذا الوطن !!