وصل إلى القاهرة مساء أمس سيرجى شويجو وزير الدفاع الروسي، في أول زيارة لمصر منذ أوائل السبعينات الماضية، قادماً على رأس وفد كبير ينضم خلالها لوزير الخارجية الروسي الذي يصل صباح اليوم الخميس. وقالت مصادر مسؤولة بمطار القاهرة إن اللواء أركان حرب توحيد توفيق قائد المنطقة المركزية العسكرية وسيرجى كيربيتشينكو سفير روسيا لدى مصر كانا في استقبال وزير الدفاع الروسي حيث تم اصطحاب الضيف الروسي فى موكب كبير ووسط حراسة مشددة إلى خارج المطار. فهمي : نسعى لتحقيق التوازن في علاقاتنا الدولية.. ولا نستغني عن علاقتنا المهمة مع الولاياتالمتحدة ويضم الوفد الروسي المرافق لوزير الدفاع، أندرو بويتسوف النائب الأول لمدير الدائرة الاتحادية الروسية للتعاون العسكري التقني وممثلي شركة الأسلحة الروسية "روسوبورون إكسبورت". وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، أن لافروف وشويجو سيجريان محادثات مع الفريق أول عبد الفتاح السيسي، النائب الأول لرئيس الوزراء وزير الدفاع والإنتاج الحربي، ونبيل فهمي، وزير الخارجية، تتناول قضايا دولية وإقليمية وتوطيد التعاون الروسي المصري في جميع المجالات وبالأخص المجال السياسي والعسكري الفني والاقتصادي. لافروف وكان الطراد الصاروخي الروسي «فارياغ» وصل، الإثنين، إلى ميناء الاسكندرية في أول زيارة لسفينة حربية روسية إلى ميناء الإسكندرية منذ العام 1992. وقال القائد العسكري البحري الروسي، العقيد إيغور سمولياك «نريد أن نشكر مصر على تمكيننا من القيام بزيارة غير رسمية إلى ميناء الإسكندرية، وأعتقد أن الزيارة ستعطي دفعة قوية لعلاقاتنا والتعاون بين القوات البحرية للبلدين». من جانبه، قال القنصل الروسي في الإسكندرية، سيرجي بيتلاكوف، إن «زيارة وزرائنا تدل على أننا ننظر إلى مصر كصديق قديم، ولم ننس صداقتنا مع المصريين في يوم من الأيام». وكانت العلاقات بين ما كان يعرف باسم "الاتحاد السوفياتي" ومصر أصيبت بالفتور فى اعقاب قرار الرئيس المصري الاسبق انور السادات طرد اكثر من عشرة آلاف خبير روسي من بلاده اوائل السبعينات الماضية وقبل حرب تشرين اول/اكتوبر. وعززت مصر بعد ذلك علاقاتها بالولاياتالمتحدة بعد الصلح المفرد مع (اسرائيل). وأكد محمد العرابي وزير الخارجية المصرى الأسبق رئيس حزب المؤتمر أن زيارة وزيري الخارجية والدفاع الروسيين لمصر سويا تعكس رغبتهما السياسية في دعم العلاقات الروسية مع مصر. وقال فى تصريحات أمس عقب لقائه وزير الخارجية نبيل فهمي بمقر وزارة الخارجية ضمن وفد تيار الاستقلال وممثلي القوى السياسية المصرية "إن الوزير فهمي أشار خلال اللقاء الى أن مصر تسعى بالفعل لإقامة علاقة قوية مع روسيا وأن هذه العلاقة لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تفسر على أنها استعاضة عن علاقة أخرى مهمة مع الولاياتالمتحدة بل بالعكس هي أسلوب لتحقيق التوازن في العلاقات الدولية، وهذا سيكون النهج المصري في الفترة المقبلة سواء مع روسيا أو الولاياتالمتحدة أو أوروبا الغربية أو أي دولة مثل الصين وستكون هناك علاقات متوازنة وراسخة مع هذه الدول." وأكد العرابي أنه لا بد من أن نضع في الاعتبار أن زيارة وزيري الخارجية والدفاع الروسيين لمصر سويا لها دلالة سياسية قوية للغاية برغبتهما السياسية في دعم العلاقات مع مصر وبالتالي فإن روسيا لها مكسب استراتيجي في العودة لمصر. وأضاف العرابي "إن هذا لا يفسر بالضرورة بأنه سيتم عقد صفقات خلال الزيارة بل هي بداية جيدة لعودتهم الاستراتيجية لمصر وهم راغبون في ذلك وهذا هو المكسب الحقيقي لعودتهم لهذه المنطقة عن طريق أكبر وأهم دولة فيها."