تعقد اليوم الخميس بالقاهرة جلسة مباحثات رسمية بين وزيري الخارجية والدفاع الروسيين سيرجي لافروف وسيرجي شويجو ونظيرهما المصريين نبيل فهمي وعبد الفتاح السيسي وذلك في أول مباحثات رفيعة المستوى بين الجانبين منذ سنوات طويلة ثم يلتقي الوزراء الأربعة مع الرئيس المصري المؤقت المستشار عدلي منصور. وستركز المباحثات بين الجانبين المصري والروسي على ملف التعاون الثنائي بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والعسكرية فضلا عن بحث القضايا الإقليمية والدولية وفي مقدمتها الأزمة السورية والقضية الفلسطينية. وأكد الناطق الرسمي باسم الخارجية المصرية السفير بدر العاطي أن التعاون العسكري بين مصر وروسيا لم ينقطع أبدًا طوال السنين الماضية وأن جزءًا كبيرًا من تسليح الجيش المصري هو تسليح روسي، مشيرا إلى أنه سيتم بحث تعميق هذا التعاون طالما يحقق المصلحة الوطنية المصرية والمصالح المشتركة للدولتين. وشدد على أن مصر تدرس قراراتها الداخلية باستقلالية تامة وبتحريك من الشعب فقط، مؤكدًا «أننا نتحرك ليس لاستبدال طرف بآخر ولكن لتوسيع البدائل، وتطوير العلاقات بما يزيد عدد الأصدقاء لمصر». وأوضح أن الزيارات الأمريكية لمصر متتابعة أهمها زيارة وزير الخارجية جون كيري، مشيرا إلى أن الزيارة لفتت أنه أصبح هناك إدراك أمريكي فى الفترة الأخيرة بحقيقة الأوضاع فى مصر. تأتي الزيارة في وقت تتوارد فيه أنباء عن رغبة القاهرة بشراء أسلحة متطورة من موسكو. وفي سياق متصل، أعلنت الجماعة الإسلامية في مصر في بيان عن رفضها لوجود منشآت استراتيجية روسية على الأراضي المصرية. وقالت الجماعة: إذا ما صحت الأخبار التى ذكرتها صحيفة «كومرسيان» الروسية من موافقة وفد الدبلوماسية الشعبية الذى زار روسيا على وجود منشآت إستراتيجية على الإراضى المصرية، فإن هذا هو ما يطلق عليه اسم «الاحتلال الناعم». وأضافت:» هذا الاتجاه الخطر لتقديم التنازلات التى تهدد الأمن القومى المصرى فى مقابل كسر العزلة الدولية عن حكومة ما وصفه البيان بالانقلاب- مرفوض تماما سواء كانت هذه القواعد شرقية أو غربية ، ويبدو أن الاتجاه اليسارى والشيوعى الداعم للإنقلاب العسكرى يعمل على توريط الإنقلاب فى علاقة تبعية مع روسيا لمحاولة تعزيز وضعه داخل الإنقلاب». وبدوره، نفى أحمد فضالي رئيس حزب الاستقلال ورئيس الوفد الدبلوماسي الشعبي المصري إلى روسيا، إنشاء قواعد عسكرية روسية في مصر، مؤكدا أن مشروع إنشاء مجلس للعلاقات المصرية الروسية بالقاهرة جاري دراسته، وتم عرض ملف العلاقات الخارجية والملف الأمني والاقتصادي لذلك المجلس على نبيل فهمي وزير الخارجية للاطلاع عليه. وحول زيارة وزيري الدفاع والخارجية الروسيين، نفى فضالي أن تسبب تلك الزيارة توتر العلاقات المصرية الأمريكية، مشيرا إلى أن توازن العلاقات المصرية مع دول العالم مطلب ضروري. ورأى فضالي أن تراجع الولاياتالمتحدةالامريكية عن تقديم جانب من المساعدات العسكرية لمصر، لا يعني توتر في العلاقات المصرية الأمريكية، موضحا أن الاتجاه السائد حاليا هو توطيد العلاقات والتعاون مع روسيا وكذلك الصين. وكان السفير الروسي لدى مصر سيرجي كيربيتشينكو قد وصف زيارة وزيري الدفاع والخارجية الروسيين لمصر التي تستمر لمدة يومين بأنها الأولي من نوعها بصياغتها المعروفة باسم (2 +2) لأنها تجري فقط مع كبري دول العالم مثل الصين وألمانيا و فرنسا وأمريكا واليابان، مشيرا إلي أن الزيارة بهذه الصياغة تعتبر فصلا جديدا في مسيرة العلاقات القائمة بين القاهرةوموسكو وتعد ثاني اتصال علي مستوي حكومي تحت القيادة الجديدة للسلطة في مصر.