الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد: فباسمي واسم الأمانة العامة لمجلس الدعوة والارشاد أرفع إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وإلى مقام ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود وإلى الأسرة الملكية الكريمة وإلى الشعب السعودي وجميع الشعوب الإسلامية والعربية قاطبة بالغ الأسى والحزن على فقيد الشعب السعودي والأمة الإسلامية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود الذي ملأ الدنيا بثمار جهوده وأعماله الخيرة التي عمت جميع المسلمين تغمده الله بواسع رحمته ورضوانه وأسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وأعظم الله الأجر والثواب لاخوانه الكرام وأبنائه وأهله وشعبه، {إنا لله وإنا إليه راجعون} اللهم اجبر المسلمين في مصابهم وأعن من خلفه وسدده واجعل التوفيق والرشد حليفه. والواقع أن الأمة خسرت بفقد الملك فهد رجل دولة كبيراً وزعيماً إسلامياً عظيماً كرس حياته في خدمة الأمة الإسلامية ودعم المؤسسات والمنظمات الدينية والعلمية، وإن مجلس الدعوة والارشاد ثمرة من ثمرات جهوده، ففي عصره أسس وبسببه سعدت الأمة بكثير من الخطط الدعوية الرائدة التي لها الأثر البين على رفع مستوى الثقافة الدينية الرصينة التي عمت البلاد من شرقها إلى غربها ومن جنوبها إلى شمالها.. وليس ذلك فحسب بل ان جهوده - رحمه الله - طالت البعيد قبل القريب في جميع أنحاء المعمورة فهاهي ثمار جهوده واضحة للعيان فقد خدم الحرمين غاية خدمة بتوسعات فاقت جميع التوسعات السابقة على مر التاريخ ومثل ذلك يقال في خدمة حجاج بيت الله الحرام وتطوير المشاعر المقدسة حتى صارت تتسع لملايين الحجاج بعد أن كانت تزدحم بالآلاف المعدودة. وها هي آثاره - رحمه الله - في توطيد نظام الحكم على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم باصدار أنظمة الحكم، والمناطق، والشورى، وها هي أثاره - رحمه الله - في النهضة الشاملة التي تعيشها المملكة العربية السعودية في جميع المجالات: التعليمية والثقافية، والعمرانية، والصناعية، والزراعية، وغيرها من المجالات التي قفزت بها المملكة قفزات من التطور والرقي فاق كل التوقعات، وإن من عايش احوال المملكة في السابق وأحوالها في الوقت الحاضر ليدرك البون الشاسع وما ذلك إلا نتاج القرارات الحكيمة والجهود الجبارة التي كان لفقيد الأمة اليد الطولى في اعتمادها والتوجيه بها. إن الأمة الإسلامية فقدت بفقد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود زعامة قائمة على أسس ثابتة وعقيدة إسلامية صافية، لم تكدرها الاتجاهات الفكرية الحادثة، ولم تؤثر فيها النزعات العرقية أو القومية المحدودة، فقد جعل فقيدنا الغالي كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم هما دستور هذه البلاد والمرجع الأساس الذي تستمد منه جميع أنظمتها وتعاليمها، جرياً على منهج المؤسس الأول الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - وهذا ما جعل هذه البلاد تتميز عن غيرها بحسن الاتباع وسلامة المنهج. وإن من الانجازات العظيمة التي سيسجلها التاريخ على غرار ما سجلها لأبي بكر رضي الله عنه وعثمان رضي الله عنه، تأسيس مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف حين كثرت طبعاته وظهر فيها الخلل، ولاشك أن ذلك من وسائل حفظ هذا الكتاب الكريم ونشره في جميع أنحاء الدنيا سليماً نقياً كما نزل. وإن لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، دوراً ريادياً في شد أزر أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - وكذا صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء، وكذا بقية أفراد الأسرة المالكة الكريمة، وإن هذا التعاون والتآلف ميزة تميزت بها السياسة السعودية حتى صارت مضرب المثل في صفائها ونقائها وبعدها عن النزاع والشقاق. وفي الختام نسأل الله سبحانه وتعالى أن يغفر لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود ويجزيه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء ويجبر مصاب المسلمين وأبنائه وأسرته وأهله، وأن يوفق خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير سلطان بن عبدالعزيز إلى ما فيه صلاح البلاد والعباد، كما نسأله تعالى أن يحفظ المملكة العربية السعودية وأهلها من كل سوء ومكروه، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم. * الأمين العام لمجلس الدعوة والارشاد