سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رجالات الدين أعضاء في عصابات تعيش على غسيل الأموال وتجارة الجنس تحت حماية الساسة والمتنفذين "السوامي" و"السادهو" و"البابا" في الهند.. ذئاب في ثياب الواعظين
في الوقت الذي فيه يتأجج الجدل حول السلوك السيئ لرجالات الدين من ابتاع الكنيسة الكاثوليكية في الغرب على اثر سلسلة من الفضائح الجنسية، تتزايد الشكوك أيضا حول الكثير من نظرائهم في الهند ممن يسمون باسم سادهو، وبابا، وسوامي. ويقول رافي غاتج، وهو مصرفي متقاعد من بنغالور،" معظم رجالات الدين ينصبون أنفسهم بأنفسهم ليكتشف الجميع أن أي منهم لا يحمل في جوفه ولو ذرة من دين ." وتشتهر الهند منذ وقت طويل بأنها ارض الدراويش ورجالات الدين والمشعوذين الذين يهيمون في كل واد وهم يرتدون ثياباً بلون الزعفران وينفشون شعرهم الأجعد الكثيف بطريقة تميزهم عن غيرهم. وفي هذه الدولة التي تعتبر مهداً لمعتقدات عديدة مثل الهندوسية والبوذية، مازال السحر والتصوف هما المسيطران. غير أن النمو السريع للمدن تسبب في اختفاء رجالات الدين القدامى من المراكز الحضرية في أنحاء البلاد، ليحل محلهم جيل جديد من رجالات الدين العصريين الذين يميزهم الرداء الزعفراني اللون والمجوهرات التي تزين أعناقهم وتصفيفات الشعر الغريبة. ويدير معظم هؤلاء الرجال ما يعرف ب"الاشرم" وهو معتزل أو معتكف يقام على ارض شاسعة ويستخدمون سيارات فارهة ويمتلكون قنوات فضائية خاصة ومنازل فخمة من عدة طوابق، مزودة بكاميرات تقوم بتصوير الداخلين والخارجين على مدار الساعة.. ويزداد هؤلاء الرجال ثراء بازدياد التبرعات النقدية والعينية التي ترد إليهم من مريديهم. شبكة الرذيلة تحت إشراف السوامي تضم مضيفات طيران وطالبات جامعيات وربات بيوت وينتشر رجالات الدين الهنود في جميع أنحاء الهند وحول العالم وهم يدعون خدمة أتباعهم. ويدعي السوامي بأن لديه كرامات وقدرات تمكنه من التكهن بمستقبل الإنسان، حتى صار ملايين الهنود يضعون ثقتهم العمياء فيهم بحثاً عن حلول لمشكلاتهم. غير أن هؤلاء ليسوا رجالات دين بل أعضاء في "مافيات" تتحكم برجال السياسة والمال، ليس في الهند فقط بل في خارجها أيضاً. وساهمت فترة حكم الحزب الهندوسي اليميني بهارتيا جاناتا في تعزيز مكانتهم. ويتمتع السوامي حاليا بحماية سياسيين نافذين، ويعيشون حياة سرية من غسيل أموال المخدرات وتجارة الجنس تحت ستار الدين. ففي الأسابيع القليلة الماضية تم في نيودلهي فضح سوامس يدعى بهيماناند لإدارته شبكة دعارة تضم 1000 فتاة، تقدم خدماتها للسياسيين والمتنفذين، من بينهن مضيفات طيران، وطالبات جامعيات، وربات بيوت. وفي بنغالور ضبطت آلات التصوير السوامي نيثياناندا، الذي يدر فروعا لأشرمه في الولاياتالمتحدة وغيرها من دول العالم، وهو يمارس الفاحشة مع ممثلة سينمائية تاميلية، الأمر الذي دعا حتى مريديه إلى المطالبة بمحاكمته. وفر الرجل من أشرمه ومازالت الشرطة تقتفي أثره. وتم اتهام رجال دين آخرين بالغش والاغتصاب واستغلال الأطفال جنسيا. ويقضي سانتوش مادافان، وهو سوامي من كيريلا، عقوبة بالسجن لمدة 16 سنة لاحتياله على امرأة وسلبها مبلغ خمسة ملايين روبية. ويقول سانال ايداماروكو، رئيس "اتحاد العقلانيين الهنود"، والذي يشن حملة شرسة على رجالات الدين منذ وقت طويل، إن أبناء الطبقة الوسطى بدأوا ينقلبون على هؤلاء الدجالين إلى حد أنهم ما عادوا يرتدون الثياب الصفراء خوفا من تعرضهم لاعتداءات في الشوارع. ولهذا الاتحاد 200 فرع على نطاق الهند وقد تمكن حتى الآن من فضح العديد من السوامي والسادهو الدجالين، والذين يصفهم سانال بأنهم لصوص ومخادعين يستغلون سذاجة الفقراء والأميين. ويؤكد سانال أن عدد مشاهدي قنواته التلفازية يفوق عدد مشاهدى جميع قنوات السوامي والسادهو والبابا الاثنتين والثلاثين. ويشعر غالبية الهنود المتعلمين بالغضب بسبب فضائح رجالات الدين الهنود. وتقول شارميلا، وهي سيدة أعمال من بنغالور، وإن الفضائح أثارت استياءها إلى أقصى حد، وتتساءل، "ماذا عن آلاف الأشخاص الذين يعتقدون اعتقاداً لا يتزحزح في هؤلاء الرجال والذين يعتمدون عليه في التوصل لحلول لمشكلاتهم الحياتية." السوامي يستغل جهل الفقراء وأصحاب الحاجات سوامي بردائه الأصفر بين أتباعه ومريديه سوامي هندي بشعره الغريب