بدأت أمس الخميس في جنيف المحادثات بين ايران والقوى الكبرى للتفاوض بشأن اتفاق حول البرنامج النووي الايراني المثير للجدل في حين يأمل الاميركيون هذه المرة في تحقيق "خطوة اولى" على طريق التوصل الى تسوية. واعلن وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الذي سيقود فريق التفاوض الايراني في جنيف عن تفاؤله بنتائج المحادثات وقال لمحطة تلفزيون فرانس 24 الثلاثاء "اعتقد انه من الممكن التوصل الى اتفاق هذا الاسبوع لكن لا يمكنني التحدث الا من وجهة نظرنا". وفي الجانب الغربي، فان اللهجة اكثر تحفظا. فقد اعلن مايكل مان المتحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون لوكالة فرانس برس ان "المحادثات النووية معقدة وتدخل في مرحلة جدية". وذكر بأن المشاركين قرروا الاحتفاظ "بسرية" مضمون المحادثات حرصا على الفعالية. وقال ايضا "نامل في تحقيق تقدم ملموس". الا ان اسرائيل كشفت بعض مضمون المحادثات عبر دعوة القوى الكبرى الاربعاء الى رفض اقتراح ايراني محتمل وصفته بانه "سيئ". ومساء الاربعاء قال مسؤول اسرائيلي لوكالة فرانس برس طالبا عدم ذكر اسمه انه "خلال الساعات الاخيرة علمت اسرائيل انه سيتم تقديم عرض الى مجموعة 5+1 في جنيف مفاده ان ايران ستوقف كل انشطة تخصيب (اليورانيوم) بنسبة 20% وستبطئ اعمال البناء في مفاعل المياه الثقيلة في اراك وذلك مقابل تخفيف العقوبات" المفروضة عليها.واضاف ان "اسرائيل تعتقد ان هذا اتفاق سيئ وستعارضه بشدة". والاربعاء اعلن مسؤول اميركي رفيع المستوى من جهته انه يأمل "في خطوة اولى" نحو وقف هذا البرنامج النووي المثير للجدل، لافتا الى "تغيير رئيسي" في الموقف الايراني. واضاف هذا المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته "ما نتوقعه الآن هو مرحلة اولى، خطوة اولى، اتفاق اساسي يوقف تقدم برنامج ايران النووي للمرة الاولى منذ عشرات السنين واحتمال تأخيره". في المقابل، فان واشنطن مستعدة لأن "تعرض على ايران تخفيفا محدودا للعقوبات ويمكن العودة عنه من دون المس في المرحلة الاولى ببنية هذه العقوبات". وقال ظريف "لقد حققنا تقدما لكن لا يزال هناك الكثير من الشك في ايران حول سلوك ومقاربة بعض اعضاء مجموعة 5+1" (الصين والولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والمانيا). والمفاوضون يواجهون ضغوطا في واشنطن مع كونغرس يميل الى تشديد العقوبات الاقتصادية على ايران، وفي ايران مع الجناح المتشدد للنظام المعارض لاي تنازل حول تخصيب اليورانيوم الذي يعتبره حقا. ويشكك هذا الجناح ايضا في النوايا الاميركية. ونجح المفاوضون الايرانيون اثناء الاجتماع في اكتوبر بجنيف في تحقيق انفراج في الاجواء للمرة الاولى والبدء بحوار جوهري مباشر للمرة الاولى. وتلقوا الاحد دعم المرشد الاعلى للجمهورية الايرانية اية الله علي خامنئي الذي له الكلمة الفصل في هذا الملف الاستراتيجي، ودعا الى عدم "اضعاف" المفاوضين في "مهمتهم الصعبة". من جهتهم دعا الممثلون الاميركيون الى ان يمنح الكونغرس "فترة انتظار قصيرة" للادارة قبل سلسلة عقوبات جديدة ضد طهران بهدف ترك فرصة للدبلوماسية. واقرت وزارة الخارجية الاميركية بان المفاوضات "شاقة" وان هناك "تاريخا عميقا من الريبة" بين البلدين. وقد تؤتي مفاوضات اخرى طويلة الامد مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ثمارها من جهة اخرى. ودعي رئيسها يوكيا امانو الى طهران في الحادي عشر من نوفمبر في زيارة قد يوقع خلالها اتفاقا، كما اعلن رئيس المنظمة النووية الايرانية علي اكبر صالحي. والوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تحقق حول النووي الايراني منذ اكثر من عقد، تريد "ان تجد حلولا للمسائل العالقة" حول البعد العسكري المحتمل للنووي المدني. إلى ذلك أكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية علي اكبر صالحي بأن بلاده تعتزم بناء محطات نووية جديدة. وقال صالحي حسب وسائل الاعلام الايرانية أمس الخميس "أن ايران بصدد بناء محطات نووية جديدة لتوليد الطاقة الكهربائية وأن هذه المحطات بحاجة الى نحو الف و 500 مهندس من الكوادر".