حذر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي من التأجيج المذهبي، في ظل استمرار الاشتباكات المسلحة بين الحوثيين والسلفيين في منطقة دماج بمحافظة صعدة شمال البلاد والتي أسفرت منذ أيام عن سقوط عشرات القتلى. وقال هادي خلال اجتماعه برئاسة مؤتمر الحوار الوطني أمس من "نحذر من التأجيج المذهبي الذي لا يخدم أمن واستقرار الوطن في شيء". وأضاف هادي إن المشكلة التي برزت في بلدة دماج بين الحوثيين والسلفيين قد شوهت الصورة إلى حد بعيد وعلى جميع الأطراف الالتزام بضبط النفس والابتعاد عن العنف، فالوطن يعيش ظروفاً خاصة وصعبة ولا بد من مراعاة ذلك ولا يجوز لأي طرف تجاوز القوانين والأنظمة. كما حذر هادي من "بعض الذين يظهرون ما لا يبطنون وليس من مصلحتهم الخروج الآمن باليمن من محاولة عرقلة الحوار". وقال إن أمين عام الأممالمتحدة أكد خلال الاتصال الهاتفي معه في اليومين الماضيين أن مجلس الأمن يتابع بصورة حثيثة سير أعمال المؤتمر الوطني الشامل في مراحله الختامية ويؤكد دعمه الكامل لكافة المخرجات والمضي إلى الأمام ويدعم أيضا مبعوثه الخاص إلى اليمن في إجراء المعالجات والتصورات من أجل المضي صوب النجاح وبصورة لا تقبل المواربة أو التأخير. وتشهد دماج مركز السلفيين في صعدة مواجهات مع الحوثيين الذين يقصفون المنطقة بمختلف الأسلحة الثقيلة حسب السلفيين، وتصاعدت الاشتباكات منذ الأربعاء الماضي. وتدخل مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص إلى اليمن جمال بنعمر الاثنين لوقف إطلاق النار وإدخال سيارات الصليب الأحمر، لإسعاف 23 مصابا بإصابات بالغة ونقلهم إلى صنعاء. إلا أن الهدنة انهارت واستأنف الطرفان الاشتباكات. ونقل عن متحدثين باسم الجماعتين المتحاربين القول إن الاشتباكات اندلعت بعد خروج الطواقم التابعة للصليب الأحمر الدولي من دماج وإجلائها 23 من الجرحى الذين هم في حالة حرجة ونقلهم على مروحيات إلى مستشفيات صنعاء. وكان جمال بنعمر أعلن صباح أمس التوصل إلى وقف إطلاق النار بين الطرفين ودخول الصليب الأحمر إلى منطقة دماج التي تتعرض إلى قصف عنيف منذ الأربعاء من قبل الحوثيين. هذا ودعا المتحدث باسم السلفيين الدول التي لها رعايا في دماج بسرعة التدخل لإنقاذ رعاياها في دماج معقل السلفيين في صعدة وفيها مركز دار الحديث للعلوم السلفية. وأكد الوادعي ل"الرياض" وجود آلاف الطلاب الأجانب الذين يدرسون في المركز ويعيشون في دماج مع أسرهم. وقال:" دماج تقصف الآن بمختلف الأسلحة من قبل الحوثيين، وبعد فشلنا في حماية هؤلاء الطلاب وحث الحكومة على وقف العدوان عليهم، فإننا نناشد الدول التي لها رعايا هنا بسرعة التدخل لحماية رعاياها.. لدينا طلاب من معظم دول العالم". هذا وحذر الامين العام لحزب الرشاد السلفي عبد الوهاب الحميقاني من خطورة وتداعيات عدم القدرة على إيقاف الحرب في دماج. وقال في تصريح ل"الرياض" ان الامن في اليمن والمنطقة في خطر اذا ما زجت البلاد الى حروب طائفية.