شهدت منطقة دماج بمحافظة صعدة، شمال اليمن، تجددا غير متوقع للمواجهات المسلحة بين جماعة الحوثيين وأتباع المذهب السلفي عقب ساعات فقط من إعلان المبعوث الدولي لليمن جمال بنعمر، التوصل لاتفاق لتسوية الصراع المحتدم بين الجانبين. وتبادل الحوثيون والسلفيون الاتهامات بالوقوف وراء انهيار اتفاق وقف إطلاق النار والتجدد المتكرر للاشتباكات المسلحة، حيث نفت قيادات في التيار السلفي بدماج في اتصال مع "الوطن" اتهامات الحوثيين بنقض السلفيين الهدنة المبرمة جراء عدم سيطرتهم على المقاتلين الأجانب، الذين يشاركون بالمواجهات ضد الحوثيين، معدة أن الحوثيين هم من بادروا بنقض الهدنة واستئناف إطلاق النيران وقصف مناطق عدة بدماج. وأكدت مصادر قبلية بدماج أن المواجهات المسلحة بين الحوثيين والسلفيين تجددت بصورة أكثر تصعيداً، مشيرة إلى أن مجاميع مكثفة من أتباع الحوثي لا تزال تتقاطر على مناطق تمركز الحوثيين الذين يحاولون مجددا اقتحام المنطقة من الجهة الغربية. وأشارت المصادر إلى أن مقاتلي التيار السلفي قاموا من جهتهم بتعزيز مجاميعهم المتمركزة في منطقة البراقة لمنع الحوثيين من اقتحام المنطقة واستهداف مواقع تمركزهم المقابلة لها. وعدّ الرئيس عبدربه منصور هادي، خلال لقائه بهيئة رئاسة مؤتمر الحوار أمس، أن المشكلة التي برزت في منطقة دماج بين الحوثيين والسلفيين شوهت الصورة إلى حد بعيد وعلى جميع الأطراف الالتزام بضبط النفس والابتعاد عن العنف، فالوطن يعيش ظروفا خاصة وصعبة ولا بد من مراعاة ذلك ولا يجوز لأي طرف تجاوز القوانين والأنظمة. وحذر هادي من التأجيج المذهبي الذي قال إنه لا يخدم أمن واستقرار الوطن في شيء، مشيراً إلى أن النقاشات اليوم وغدا في إطار أعمال المؤتمر تأتي في الوقت الإضافي بهدف المزيد من الحوار للخروج بالأهداف المرجوة منه. أمنياًّ، سقط عدد من الجنود جرحى بعدما ألقى أحد الجنود بالأمن المركزي في حضرموت، شرق البلاد، قنبلة على زملائه احتجاجاً على إيقاف راتبه وتحويله إلى التحقيق. وكان الجندي قد منع من دخول المعسكر غير أنه استطاع اختراق البوابة وتمكن من تفجير قنبلة يدوية على عشرات الأفراد داخل مبنى المعسكر، ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى.