قال الرئيس المصري المؤقت المستشار عدلي منصور إن العلاقات الثنائية المصرية - الأمريكية لا يجب ولا يليق اختزالها في ملف المساعدات، مشيراً إلى أن المساعدات هي جزء من المصالح المشتركة بين البلدين التي هي أشمل وأكبر من ذلك بكثير. وأضاف منصور خلال لقائه أمس مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري خلال زيارته السريعة للقاهرة: "إن مصر تؤمن بأهمية إعادة تقييم علاقتها بالولاياتالمتحدة في تلك المرحلة"، مشيراً إلى ما باتت تعانيه تلك العلاقة من انعكاسات سلبية على مستوى الرأي العام المصري، ومشدداً على أن العلاقات الثنائية المصرية - الأمريكية لا يجب ولا يليق اختزالها في ملف المساعدات، فالمساعدات هي جزء من المصالح المشتركة بين البلدين التي هي أشمل وأكبر من ذلك بكثير. وتطرق منصور إلى الحرب التي تخوضها مصر ضد الإرهاب بصفة خاصة وما تواجهه من تحديات أمنية بصفة عامة، مشيرا في هذا الصدد إلى ما بدا من إغفال للمجتمع الدولي لما تواجهه مصر من أعمال عنف وإرهاب في أعقاب ثورة 30 يونيو، موضحاً أن العالم اليوم بات يدرك بشكل أكثر وضوحاً ما جرى وما يجري في مصر. وقد عقب وزير الخارجية الأمريكي بالقول إن الولاياتالمتحدة تعلم أن مصر تواجه تحديات أمنية في غاية الخطورة، مستشهداً في ذلك بمحاولة اغتيال وزير الداخلية المصري، وأشار إلى حرص الولاياتالمتحدة إلى أن يتحقق الاستقرار في مصر في أقرب فرصة، وأنها ستسعى للإسهام في تحقيق ذلك. وأثنى كيري على ما تم من خطوات على مستوى تنفيذ خارطة المستقبل، معرباً عن تطلع بلاده لإتمام الاستحقاقات المقبلة لخارطة المستقبل طبقاً لجدولها الزمني وبما يتيح استعادة العلاقات الثنائية لزخمها المعهود، موضحاً أن الولاياتالمتحدة لا تعمل في تلك المرحلة الحالية على الماضي، وإنما تعمل على المستقبل، معرباً عن الأمل - ومع الأخذ في الاعتبار لمعطيات المرحلة - في أن تشهد المرحلة المقبلة تدعيم العلاقات الثنائية وازدهارها. وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة المصرية السفير إيهاب بدوي في تصريح للصحافيين إن كيري أوضح خلال اللقاء أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد كلفه بالتوجه إلى القاهرة في ضوء حرص الولاياتالمتحدةالأمريكية على إزالة ما شاب العلاقات الثنائية المصرية الأمريكية من ضباب. وأكد على تثمين الولاياتالمتحدة لهذه العلاقة بشكل كبير، فمصر التي تُشكل ربع سكان العالم العربي ولديها تاريخ وحضارة لا مثيل لهما في المنطقة، هي بالنسبة للولايات المتحدة ركيزة ورمانة ميزان المنطقة، وأنه من مصلحة الولاياتالمتحدة أن تكون مصر قوية في المرحلة المقبلة. وقد استعرض وزير الخارجية الأمريكي خلال اللقاء عدداً من الاجراءات التي تنوي الولاياتالمتحدة القيام بها في المستقبل القريب، والتي من شأنها أن تؤدي إلى جذب الاستثمارات الأجنبية إلى مصر واستعادة الاقتصاد المصري إلى عافيته. من جانبه التقى النائب الأول لرئيس الوزراء المصري وزير الدفاع والانتاج الحربى الفريق أول عبد الفتاح السيسي أمس مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري والوفد المرافق له خلال زيارته السريعة لمصر. وتناول اللقاء العلاقات المشتركة بين البلدين وجرى التأكيد على الطبيعة الاستراتيجية للعلاقات المصرية - الامريكية وضرورة العمل على دعمها وتطويرها.